في أحد اللقاءات، قام الشيخ عبد السلام البسيوني –جزاه الله خيرا– بالرَّد على الكثير من الأسئلة والاستفسارات المتعلقة بالحج ومناسكة. هذه الفتاوى قد يسألها أي مسلم يريد البدء في أداء فريضة الحج، أو حتى العمرة.
السؤال رقم (1): سيدي الفاضل: كيف يكون حجي حجا مبرورا؟ أرجوك أخبرني
الإجابة: تقبل الله منا ومنك أولاً، وأرجوك أن تخص أخاك وكل قارئ لهذا الكلام بدعوة صالحة وأنت في رحاب مكة حرسها الله: وبعد، فإن بر الحج يكون بعوامل أولها: بأن تكون نيتك خالصة صادقة في الاتجاه نحو الله ﷻ، وفي طلب التطهير من الذنوب والانخلاع من كل المعاصي. ومنها: أن يكون المال الذي تحج به من مصدر حلال، فلا يكون مشوبا بالربا ولا بغصب ولا برشوة ولا باحتكار ولا من مصدر مما حرمه الله ﷻ على المسلمين كبيع الخمر والسجائر وما شابه،
وثالثها أن تعرف الشعيرة التي تؤديها وتستحضر في قلبك ربك ﷻ مخلصا له الدين فلا تذهب إلى مكة وأنت خالي الذهن مما ستفعل، بل ينبغي أن تعرف وأن تؤدي الشعيرة كما أداها رسول الله صلى الله علينا وسلم الذي قال لنا :”خذوا عني مناسككم”، فمن ائتسى بالمصطفى ﷺ نية وسلوكا وطهر مال فأرجوا أن يبر الله حجه وأن يجعله في المقبولين الذين يعودون كيوم ولدتهم أمهاتهم. ولعلي نسيت أمرا إضافيا أيضا هو أن تنخلع من مظالم الناس وحقوقهم، فإذا كنت آذيت أحدا أو انتقصته حقه أو ظلمته باللسان أو اليد أو المال فإن عليك أن تستغفره وأن تتحقق أنه صفح عنك، فبذا يتم الحج المبرور الذي ليس له جزاء إلا الجنة، والله أعلى وأعلم.
⇐ وهنا فتاوى الحج والعمرة للشيخ عبد الخالق الشريف
السؤال رقم (2): أعيش في الغربة وليس لي مال كافي وعندي الرغبة في الحج؛ فهل أذهب إلى الحج أولا أو إلي بلدي لرؤية والداي؟
الإجابة: حج الفريضة ركن من أركان الإسلام الخمسة، أتمنى أن تسبق به أولا، اللهم إلا إذا كان والداك شيخين مسنين تخشى ألا تراهما وهما يحتاجانك، فالذهاب إليهما في هذه الحالة أولى، والله أعلى وأعلم نسأله ﷻ أن يوسع رزقك ويرزقك البر ويسعدك بزيارة بيت الله، والله أعلى وأعلم.
السؤال رقم (3): الجهات الرسمية تشترط أحيانا شروطا معينة في الراغبين للسفر لأداء فريضة الحج، من بين هذه الشروط خلو المسافر من أمراض بعينها، فهل يجوز لحامل أي من هذه الأمراض أن يتحايل بتقديم شهادات مزورة ليتمكن من أداء الفريضة؟
الإجابة: لا يجوز بحال من الأحوال التحايل على مثل هذا الأمر الجاد، ولا يجوز للإنسان أن يفكر في نفسه ولا يفكر في ألوف وملايين الحجاج الذين سيكون بينهم، فقد يحمل الإنسان مرضا معديا وبائيا وهو يريد أن يحج ويرضي رغبته في ذلك ثم يؤذي ألوف المسلمين فيرجع قاتلا أو مأزورا غير مأجور، بل إن علينا أن نسمع في مثل هذه الأمور الجادة، ولا بد أن يتحقق ما تريده الجهات الصحية من تطعيمات ومن التأكد من خلو من أمراض معينة رحمة بالمسلمين وحماية لهم وطاعة لأولي الأمر فيما تجوز الطاعة فيه، والله أعلى وأعلم.
⇐ ولدينا أيضًا فتاوى يوم عرفة والعيد والأضاحي.. لمعلومات أكثر
السؤال رقم (4): ما حكم الإعراض عن تقبيل الحجر الأسود خوفا من الإصابة بأي وباء من الأوبئة هل في ذلك حرج؟
الإجابة: فإما الإعراض حالات: حالة المعرض عن اتباع السنة فهذا عاصٍ أخشى ألا يتقبل الله حجه، بل أخشى ما هو أكثر، وثم حالة الذي لا يريد أن يزاحم الناس أو يؤذيهم أثناء الطواف، خصوصا وأن هناك كثيرين لا يتورعون عن دوس الناس وأذيتهم بشكل سيئ، وهذا أرجو أن يثيبه الله ﷻ، وحالة الذي يخشى أن يصاب بوباء نتيجة تقبيل الناس للحجر، ويغلب على ظنه أنه قد يصاب لانتشار وباء ما في وقت ما، فأرجو ألا يكون عليه حرج، خصوصا وأن رسول الله ﷺ علمنا أنه “لا ضرر ولا ضرار”، وقال الله ﷻ: “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة”، فمن فعل هذا في أجواء الوباء والعدوى فلا حرج عليه إن شاء الله ﷻ، والله أعلى وأعلم.