عمليات جراحة القلب بالمنظار

صورة , رجل , أمراض القلب , جراحة القلب

هل تقنية المنظار تعد ثورة في جراحة القلب أم ما زالت تجارب؟

يجيب “د. عماد الجابر” جراح القلب. لا بالتأكيد ليست تجارب لأن حياة الإنسان في هذه العمليات فلا يوجد تجارب على الإنسان وإنما هي تقنية حديثة يتم إجراؤها بكل أمان، ولنعرف جراحة القلب بالمنظار لا بد من الحديث عن تاريخ جراحة القلب بشكل عام، فكما يعرف الكل أن جراحة القلب بدأت بعملية فتح القفص الصدري بحكم وضع القلب في داخل الصدر وإجراء عملية القلب المفتوح وتبديل صمامات أو ترميم صمامات أو عملية تسليك الشرايين المسدودة، وللعملية هذه مضاعفاتها وآلامها والتهاباتها، وكان التوجه لتخفيف معاناة وآلام المريض، ومع مرور الوقت كانوا يحاولون فتح الثلث العلوي أو السفلي من القفص الصدري حسب حاجة الجراح والعملية التي يرغب في عملها، ومع تطور العلم والطب فكروا في فتح الفتحة في القفص الصدري وهي 20 سم ونقلها على الجانب الأيمن أو الجانب الأيسر من صدر المريض حسب حاجة الجراح والاعتماد على النظر المباشر لصدر المريض والقلب لإجراء العملية، فكرة جراحة القلب بالمنظار جاءت من جراحات أخرى كجراحة العظام والمفاصل أو جراحات الجهاز الهضمي التي يتم استعمال الكاميرا بها بحيث يتم إجراء العملية والنظر لشاشة، أواخر التسعينات بدأ استخدام الكاميرا والاعتماد على الشاشة بجراحة القلب فكانوا يقللون من الجرح على الجانب الأيمن أو الأيسر من الصدر، فبدلًا من أن يكون 20 سم يكون 10 سم ونستخدم الكاميرا، حتى وصلنا إلى عمل جرح أقصاه 3 سم بالاعتماد الكامل على الكاميرا التي توصل إلى أي مكان بالقلب فأقوم بهذه العملية دون الاهتمام بأن يكون الجرح كبير لأن الكاميرا تنقلني لأي مكان في القلب.

من هم المستفيدين من هذه العملية؟ فهل هي مناسبة لجميع الأمراض وتجرى للأطفال أيضًا؟

يوضح د. عماد أم عملية القلب بالمنظار تعتمد أيضًا على مهارة الجراح ودرجة استعداد المركز الذي سيتم به عمل العملية، وتقريبًا ثمانون بالمئة من أمراض القلب التي تحتاج تدخل جراحي يمكن عملها باستخدام المنظار كعملية ترميم أو استبدال الصمامات، عمليات التشوهات الخلقية عند البالغين أو حتى عند الأطفال بحد معين يكون عمره فوق 12 عامًا، عمليات أورام القلب الحميد أو الخبيث وعملية استبدال الشريان الأبهري وعمليات اضطرابات القلب واضطرابات نبضات القلب التي قد لا تنجح عن طريق الكي أو القسطرة قد تنجح عن طريق المنظار.

الفرق بين عمليات القسطرة والمنظار

المنظار هي عمليات القلب المفتوح التي كانت تتم بفتح القفص الصدري كاملًا ولكن تم الاستغناء عن فتح القفص الصدري باستخدام الكاميرا فأقوم بعمل فتحة 2 سم حول حلمة الثدي للرجال لأنها منطقة ملونة من خلالها نقوم بعمل كل العملية، وللأنثى نقوم بها تحت الثدي لكيلا يكون لها أثر في المستقبل، ويتم إدخال الكاميرا بين الأضلع بدون عملية كسر للأضلع.

عمليات المنظار هل هي موجودة في العالم العربي أم ليس بعد؟

حتى في العالم العربي هناك تطور في كافة الجراحات وخصوصًا جراحات القلب لكن جراحة القلب بالمنظار ما زالت جديدة وليست منتشرة في العالم لتكون منتشرة في الوطن العربي، ففي إيطاليا مثلًا 3 مراكز فقط يتم بها عمل جراحات القلب بالمنظار وفي أوروبا كاملة 10 مراكز فقط، وهذه العمليات بدأت فعليًا من 2009 لكن بداياتها كانت بأواخر التسعينات وهي معتمدة من منظمة الطب الأوروبية والأمريكية والعالمية والعربية.

الفرق بين عملية المنظار وبين عملية القلب المفتوح

عملية المنظار إذا لم نستطع عملها يتم تحويلها بفتح القفص الصدري فلا يوجد هناك فرق لكن الميزات بالنسبة لعمليات القلب بالمنظار هي الاستغناء عن فتح القفص الصدري كاملًا، والمريض يكون لديه آلام والتهابات أقل بعد العملية واحتمالية نقل دم للمريض بعد العملية أقل ومكوثه في العناية المركزة والمستشفى أقل وعودته لممارسة الحياة الطبيعية أسرع، ومن الناحية النفسية للمريض المرتبطة بالجانب التجميلي أن المريض بعد مرور شهر إذا نظر لنفسه في المرآة لا يرى أثر للعملية وهذا مهم جدًا، وأعطيك مثال أن عمليات القلب المفتوح التقليدية يستطيع المريض أن يقود سيارته بعد شهرين أو ثلاث أما عمليات القلب بالمنظار فيمكنه قيادة سيارته بعد 10 أيام دون مشاكل وعملية المنظار يستطيع المريض الخروج من المشفى بعد حوالي 4 أيام فقط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top