علاج جذور الأسنان.. أم خلعها؟

علاج جذور الأسنان.. أم خلعها؟

تفاصيل الإستشارة: أعاني من ضرس مخروم منذ عامين بسبب الحمل ولكني أهملته الآن وفجأة ظهر به ورم صغير أسفل اللثة ثم عندما أكلت علية خطأ ورم أكثر، ما أدى إلى تورم نصف وجهي مع ملاحظة أن ألمه ليس شديدا إلى درجة الاستيقاظ من النوم فهو محتمل نسبيا وجزاكم الله خير ثواب وشكرا.

الإجـابة

ردَّت د. أماني فوزي لاشين —إخصائية طب وجراحة الفم والأسنان— على السائِلة؛ قائِلةً: أختنا الفاضلة.. شفاك الله وعافاك عزيزتي.. ولا أعلم لماذا انتظرت مدة سنتين على هذا الضرس حتى يصل إلى هذه المرحلة؟! على كل حال فات أوان هذا السؤال ولا بد الآن من أن نوجهك إلى ما يجب فعله تجاه هذا الضرس وما حدث به من تورم، وأنت لم تذكري لنا أي ضرس بالضبط تعرض لهذا التورم.. لذا لا بد من مراجعة طبيب أسنان على الفور وعمل أشعة على الضرس لتوضيح ما إذا كان السبب في هذا الورم الذي حدث هو جيب (cyst) أم خراج فلا ثالث لهذين الاحتمالين.

وأريد أن أوضح لك أنه إذا كان هذا التورم يتتابع عليك بأن يختفي بأخذ مضاد حيوي ويعود مرة أخرى ففي هذه الحالة يميل الاحتمال أكثر إلى وجود جيب وليس خراجا وفي هذه الحالة يستلزم الأمر خلع الضرس.

ويمكنك مطالعة المقترحات التالية لمزيد من الفائِدة:

أما إذا كان خراجا أي أن هذه هي أول مرة يظهر فيها هذا الورم فمن الممكن عمل اللازم تجاه هذا الضرس دون خلعه، وفي هذه الحالة يعمل الطبيب على إزالة الصديد المتكون تحت الضرس حتى يصل إلى الجذور في عدد من الجلسات قد تطول حتى يتأكد من تمام عملية التنظيف ويقوم بعمل أشعة على الضرس للتأكد من ذلك ثم يقوم بحشوه.

وتعرف هذه العملية بعملية علاج الجذور وقد تأخذ منك وقتا طويلا نسبياً وتعتمد فترة العلاج على حسب تقدم الحالة واستجابتك للعلاج المرافق لهذه العملية من مضاد حيوي.

وقد يتطلب الأمر خلع الضرس مباشرة دون عمل علاج للجذور في حالات معينة منها:

  • إذا تحول هذا الخراج إلى جيب (cyst).
  • إذا كان شكل الجذر نفسه غير قابل للعلاج كأن يكون قصيرا أو مثنيا.
  • في الحالات المتقدمة من التسوس كأن يصل التسوس إلى الجذر نفسه فالباقي من الضرس لا يسمح بعلاج الجذر أصلاً.
  • أن يكون الضرس نفسه أصبح غير ثابت (loose) بتآكل الأربطة التي حوله نتيجة إهمال العلاج لفترة طويلة فيتوقع سقوط الضرس بعد علاج الجذور فتصبحين كما نقول لم تحصلي على بلح الشام ولا عنب اليمن.

في النهاية أختي العزيزة أهمس في أذنك بكلمات بسيطة أدعوك فيها إلى الاهتمام بصحة أسنانك والعناية بها، فالأسنان جزء من أجزاء الجسم الذي جعله الله أمانة بين أيدينا ودعانا للحفاظ عليه، أم أنك عزيزتي لا تعترفين بالأسنان كجزء من أجزاء الجسم؟

ويخيل لك أنه في أسوأ الظروف ستلجئين لخلع هذه السن؟

فهل إذا حدث لك أذى ما في يدك ستصبرين عليه لمدة سنتين؟

وهل إذا طلب منك أن يكون العلاج هو البتر ستتقبلين الأمر كما هو في خلع ضرس؟

فلم لا تعامل الأسنان معاملة باقي أعضاء الجسم؟

معذرة أختي الحبيبة لهذه الخاتمة، لكنني أحب أن أقدم بها —مهما تكررت— رسالة لهؤلاء الذين يهملون في علاج أسنانهم والاهتمام بها فقد كان رسول الله ﷺ إذا قام من الليل يسوك أسنانه بالسواك وكان إذا دخل بيته بدأ بالسواك وفي قوله ﷺ: “لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة”، فلما لا يكون قدوتنا رسول هذه الأمة صلوات الله وسلامه عليه؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top