دواء بمثابة أمل جديد لمرضى الزهايمر

أدوية،Drugs،صورة
أدوية

الإعلان عن دواء جديد يستطيع إبطاء تقدم مرض ألزهايمر بنحو الثلث ربما يعطي الكثير من الأمل لمرضى الخرف بشكل عام، نتائج تجربة هذا الدواء نُشرت لأول مرة في مؤتمر الرابطة الدولية لمرض ألزهايمر المنعقد في واشنطن في حدثٍ وصف بأنه لحظة فارقه في مسار علاج المرض، وكانت أبحاث العلماء التي أُجريت على عقار طبي تنتجه شركة أمريكية أشارت إلى تأثير دواء “سولانيزوماب” الإيجابي على إبطاء تقدم مرض الزهايمر والتخفيف من الأعراض المرافقة له.
يؤثر مرض الزهايمر وأشكال أخرى من الخرف على أكثر من 40 مليون شخص في العالم ومن المتوقع ارتفاع الرقم بنحو 6.5 مليون مريض بحلول عام 2030. وتتعامل الأدوية الحالية مع هذا المرض بشكل بسيط ولا تستطيع أن تُعالج الأسباب الكامنة التي تؤدي لمراحل خطيرة في أعراضه، ويقول العلماء عن الدواء الجديد أنه يلاحق البروتين السام الذي يقود المخ لمرض ألزهايمر، وفي حال أثبتت التجارب السريرية المنفصلة نجاحها التام فإن هذا الدواء يمكنه إبطاء التدهور الإدراكي لمرضى الزهايمر بشكل واضح.

هل مرض ألزهايمر هو نفسه مرض الخرف أم أن هناك اختلاف؟

أوضح “د. سامي المخول” (الاستشاري النفسي بمستشفيات النور) أن مرض ألزهايمر هو نوع من أنواع الخرف، والخرف يصيب الإنسان نتيجة التقدم في العمر وهو عبارة عن مشاكل في الذاكرة، هناك أنواع كثيرة من الخرف يُعد الزهايمر واحداً منها وأيضاً هناك ما يسمى بالخرف الوعائي وغيرهما من أنواع الخرف الأخرى، ولكن الزهايمر هو الأكثر شعبية في عصرنا الحالي.

في أي عمر يمكن أن يصاب الشخص بمرض ألزهايمر؟
أكد “د. سامي” أن مرض الزهايمر يظهر مع التقدم في العمر والشائع أن ذلك يحدث في أواخر سن السبعين، ولكن قد يظهر هذا المرض مبكراً في حال وجود أية عوامل وراثية.

هل مرض الخرف أو ألزهايمر قابل للعلاج؟

أوضح “د. سامي المخول” أن مرض الخرف هو عبارة عن تراجع بالذاكرة ولكن التراجع في الذاكرة يُعد أمراً طبيعياً يحدث مع كل الأشخاص مع التقدم في السن ولكن إذا أصبح معدل هذا التراجع سريع جداً فحينها يتحول الخرف من مجرد ظاهرة طبيعية إلى مرض. أغلب أدوية مرض الخرف في السنوات الأخيرة هي عبارة عن عملية إبطاء معدل التراجع في الذاكرة ومعالجة الأعراض بشكل بسيط، ولكن لم يتم التوصل حتى الآن إلى دواء يُعيد الذاكرة.

ماذا عن ذلك العقار الجديد الذي يستطيع إبطاء تقدم مرض ألزهايمر بنحو الثلث؟
أوضح “د. سامي المخول” أن هذا العقار في البداية تم إجراء التجارب عليه ثم تم إيقاف التجارب لأنهم اعتبروا هذا الدواء مشروع غير ناجح لما أظهرته نتائج التجارب الأولى، ولكن بعد فترة من الزمن تم ملاحظة أن الأشخاص الذين أجريت عليهم التجارب الأولى أصبح لديهم أعراض أفضل من غيرهم من مرضى الزهايمر وهذا يؤكد على أن الدواء قد كان له تأثير إيجابي جيد جداً. الجديد فيما يخص هذا الدواء أنه ليس فقط يعالج الأعراض وإنما يعمل على إبطاء التراجع بالذاكرة بشكل أساسي حيث أن الذاكرة تحتوي على نوع معين من البروتين الذي يتركب ويُنتج صفائح هي التي تسبب الخرف مع التقدم في العمر وقد اكتُشف أن هذا الدواء يعمل على إيقاف صُنع هذا البروتين السام وبالتالي يعمل على إبطاء معدل التراجع في الذاكرة.

الخرف يصيب الإنسان في أعمار متقدمة ويؤدي إلى تراجع في الذاكرة. فماذا عن المهارات التي كان يملكها الإنسان قبل إصابته بالخرف؟ هل يفقدها الإنسان أيضاً أم أن ليس للخرف تأثير عليها؟
أوضح “د. سامي المخول” أن الدماغ يحتوي على أماكن معينة للذاكرة وأماكن معينة للمهارات، أول أعراض مرض الخرف هو فقدان الذاكرة الحديثة وبعدها بمرور الوقت يحدث فقدان في الذاكرة القديمة، أما عن المهارات فنستطيع أن نقول أنها تصبح تحت حماية جيدة حتى وقت متأخر ولكن في بعض الحالات المتعسرة جداً فإن المهارات وحتى المهارات البسيطة تتأثر بشكل كبير.

هل هناك من مؤشرات تدل مبكراً على أن شخص ما هو عرضةً للإصابة بالزهايمر؟

أكد “د. سامي” أن العلاج المبكر هو غاية في الأهمية، ففي حالة ما إذا شعر الشخص بوجود خلل في الذاكرة في سن مبكر فإن عليه أن يقوم بعمل اختبارات تسمي اختبارات الذاكرة وهي مجموعة من الاختبارات البسيطة يتم إجراءها من قبل الطبيب النفسي لا تأخذ أكثر من عشر دقائق، فإذا أظهرت نتائج هذه الاختبارات وجود أي علامات فلابد من إجراء اختبارات أخرى، وفي هذه الحالة يُنصح الشخص بأن عليه أن يحيا حياة صحية والابتعاد عن كل ما هو يضر بالصحة على سبيل المثال التدخين، كما أن وجود أمراض أخرى عضوية قد يؤثر على سرعة الإصابة بمرض الخرف.

إذاً هل يمكن تفادي مرض الخرف؟

أوضح “د. سامي المخول” أنه يمكن تفادي المرض بشكل كامل، ولكن هناك أنواع معينة من الخرف منها ألزهايمر يكون التفادي فيها هو عبارة عن تخفيف سرعة التراجع في الذاكرة. فاتباع نظام حياة صحي سليم يساعد على تأخير الإصابة بالمرض لنقطة متأخرة، ولابد دائماً من عمل نوع من الإثارة الدماغية كممارسة بعض الألعاب التي تعتمد على الذاكرة، بالإضافة إلى أهمية الرياضة والنظام الغذائي الصحي، فكل ذلك يساعد على تنشيط عمل الدماغ.

ما هو دور الغذاء الصحي في هذه الحالة؟
أكد “د. سامي” أن الغذاء السلبي يؤثر على الصحة ويؤدي إلى أمراض عضوية تؤثر بدورها على الخرف، أم الغذاء الإيجابي الغني بالأوميجا 3 فهو يساعد الخلايا الدماغية مما يحافظ على صحة الدماغ وهناك بعض الأعشاب التي لها دور كبير في ذلك.

ماذا عن دور الأهل والعائلة اتجاه المريض وما الذي يجب عليهم فعله لكي يدعموا المرض نفسياً؟
أكد “د. سامي المخول” أن دور العائلة هو أهم دور في علاج مريض الخرف، فلا يجب على الأسرة أن تتجاهل المريض لكونه يعاني من الخرف أو لأنه كبير بالسن ولا يجب عليهم أن يجعلوه يحيا في عزلة لأن ذلك يؤثر بالسلب على الحالة النفسية للمريض بالإضافة إلى تأثيره السلبي على أنشطة الدماغ مما يزيد الوضع سوءاً، لذلك يجب على العائلة مساعدة المريض على الاندماج أكثر معهم ومساعدته على إثارة أنشطة الدماغ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top