درس في حب الوطن والولاء لقيادته

يحكي لي جاري عن موقف حدث أمامه عند كابينة صراف، يقول إن رجلا مسنا سحب مبلغا من المال ولما استلمه وعدّه رفع يديه عاليا وبصوت مسموع وقال: «اللهم اشف جلالة الملك واحفظه وأعده لنا سليما معافى»، ولما التفت وعاد وجد أنظار المصطفين تتجه إليه رضا وإعجابا، وخرج من الكابينة وهو يدعو ويبتهل بأن يحفظ الله هذه البلاد وقادتها وأن يديم عليها الرخاء ورغد العيش.

ويمكن أن نأخذ من هذا الموقف العفوي درسا في تنمية حب الوطن والولاء لقيادته، فهذا المواطن البسيط يعلم أن الملك لا يسمعه وهو لا يحتاج إلى أكثر مما حصل له، وقد عبر عن مشاعره بعيدا عن دوائر الإعلام ولم يجد شكرا لوطنه وقيادته إلا الدعاء، والدعاء الصادق ثروة لا تقدر بثمن، والدعاء حري بالاستجابة في مثل هذه الحالة، فقد جاء في الأثر: «رب أشعث أغبر مدفوع وراء الأبواب لو أقسم على الله لأبره».

كما روي عن أحد علماء السلف قوله: «لو أعلم أن لي دعوة مستجابة لدعوت بها لإمام المسلمين لأن أثرها سيعم الجميع».

وفي موقف مشابه، كان الإمام يدعو في نهاية خطبة الجمعة بالدعاء المعتاد والمصلون يؤمنون خلفه، وحينما دعا للملك ونائبيه بالصحة والعافية ارتفعت نبرة الصوت أكثر لأنه لامس اهتمامهم أو ما يشغل بالهم، ومثل هذه المواقف تثلج الصدور وتعكس مشاعر جماعية ترسم لوحة مشرقة للتلاحم والمحبة بين الشعب وقيادته وتغنينا عن كثير من منهجيات التربية الوطنية النظرية، ويجب أن نستفيد من هذا الدرس البليغ في المحبة العفوية، وإن كان هناك من أتيح لهم التعبير عن مشاعرهم في وسائل الإعلام الجديد وكذلك في الصحافة التي خصصت بعضها ملاحق لاحتواء السيل الجارف من المحبة وتحولت مناسبة شفاء خادم الحرمين الشريفين وعودة ولي العهد وأمير قلب الوطن النابض إلى تظاهرة شعبية إعلامية، فإن ما خفي كان أعظم، إذ لم يظهر من جبل الجليد إلا قمته.

بقلم: هزاع بن نقاء

أضف تعليق

error: