خطورة عسل النحل على الطفل الرضيع

صورة , غذاء , العسل

يقول خبراء الصحة والتغذية أن العسل غير ملائم للأطفال وذلك لأنه يحتوي على بكتيريا نائمة أو محوصلة يمكنها أن تخفي نفسها ومن ثم تهاجم الرضيع وتسبب له العديد من الأمراض.

على الجانب الآخر، يُنصح للأم المرضعة بتناول العسل لأنه يساعد في رفع مناعتها كما أنه يعمل در الحليب بنسب أعلى ، وفي حالة أن الأم لديها مناعة عالية فإن الطفل الرضيع حتماً سيتسم بعلو المناعة.

ما هو عمر الطفل المناسب لتناول العسل؟

ترى الدكتورة رند الديسي ” أخصائية التغذية العلاجية ” أن هناك ظاهرة منتشرة بشكل كبير في المجتمع الأردني تتمثل في أننا نعطي الطفل الرضيع كميات كبيرة من العسل والسبب الرئيسي هو أن الأم تشعر باصفرار الطفل أو أنه لا يسكت ودائم البكاء ومن ثم تلجأ الأم إلى وضع القليل من العسل على الأكل أو اللاهية حتى ترفع من مناعته وتعطيه نسب أعلى من مضادات الأكسدة والمعادن والفيتامينات، لذلك يجب توعية الأم بأن هناك بعض المنتجات التي قد تكون مضرة لأطفالنا أكثر من كونها منتجات مفيدة.

يعتبر العسل من الأغذية التي يصعب علينا معالجتها عند شرائه من المنحلة ومن ثم فإننا لا نستطيع التحكم في نسب البكتيريا والفيروسات الموجودة به، وعادةً ما يكون العسل المعلب معالج ولكنه غير آمن بدرجة كبيرة حتى يمكن للطفل الرضيع تناوله.

يُعد العسل كذلك من الأغذية التي تحتوي على بكتيريا محوصلة أي أن هذه البكتيريا هي عبارة عن بكتيريا عائشة ونشطة ولكن عندما ترى أن الوضع غير ملائم لها للنمو فإنها تتحوصل وتخلق شيء يشبه الغشاء حولها لتختبئ ورائه وتنام وتغلف نفسها في غلاف يحميها من كل العوامل الخارجية المحيطة بها، وهذه البكتيريا تعتبر موجودة في العسل وهو ما يمثل خطورة بالغة على الطفل الرضيع – بناءً على ما ذكرته أخصائية التغذية العلاجية رند الديسي.

عند تناول العسل الذي يحتوي على هذا النوع من البكتيريا المحوصلة خاصة عندما نقوم بمعالجة العسل عن طريق الحرارة وحين تُعطى للطفل الرضيع فلا يكون تأثيرها كما على الشخص كبير السن الذي يعتاد جهازه المناعي على البكتيريا والفيروسات المختلفة ولديه مناعة ضدها وتؤثر عليه سلباً نتيجة عدم وجود مناعة للطفل الرضيع ضد هذه البكتيريا كما أنها تتسبب في وجود العديد من الأعراض الخطيرة.

ما هي أعراض تعرض الطفل للبكتيريا الموجودة في العسل؟

يتعرض الطفل عندما يقوم بتناول العسل إلى بكتيريا تسمى كلوستريديوم بوتشيلينوم أو كلوستريديوم بوتيلينيوم وهي تعتبر بكتيريا سامة تفرز بعض السموم التي تؤثر على الأعصاب الموجودة في الجسم ومن ثم تتسبب في الشلل، وهذه هي نفس نوع البكتيريا التي نراها في المعلبات المنتفخة التي ننصح الأشخاص بعدم تناولها نهائياً ولكن فعاليتها تكون أقل نوعاً ما في العسل لأنه ليس لديها الظروف حتى تعيش مثل البكتيريا الموجودة في الأغذية العادية.

تابعت ” رند “: تعتمد درجة خطورة أعراض الطفل الرضيع عند تناوله للعسل على درجة أو كمية البكتيريا الموجودة في هذا العسل لتظهر الأعراض من 12 إلى 36 ساعة من تناول العسل ثم يشعر بالتعب الشديد والخمول وعدم القدرة على التحرك ويصير الطفل كذلك فاقداً للشهية وشاحب الوجه ثم يمكنه أن يتعرض لصعوبة في التنفس والاختناق وبعض الأعراض الأخرى الشبيهة بالحساسية، كما أن الطفل الرضيع حينئذ لا يبكي بصورة طبيعية كما كان من قبل ومن ثم فإننا ندرك أن الطفل لا يعتبر في حالة طبيعية وإنما يعاني من ألم في الأعصاب نتيجة هذه البكتيريا الموجودة في العسل.

لا يمكننا القول بأنه عادةً ما يتم تفاقم هذه الأعراض التي يشعر بها الطفل عند تناوله لهذه البكتيريا وإنما يتوقف ذلك على نسبة البكتيريا التي تناولها الطفل والتي في حالة زيادتها فإنها قد تؤثر على أعصاب الطفل على المدى البعيد كما أنها تؤثر على نسبة الأكسجين في جسم الطفل الرضيع.

إلى جانب ذلك، لا يعتبر العسل وحده هو الغذاء الغير مسموح به للأطفال وإنما أيضاً كل مشروبات العسل مثل الدبس الذي يحتوي كذلك على هذا النوع من البكتيريا سالفة الذكر، لذلك يُفضل الانتظار إلى ما بعد عمر السنة حتى يمكن للأطفال تناول العسل ومثل هذه المشروبات ثم يمكنه تناول العسل تدريجياً بعد هذا العمر بنسب قليلة لا تتعدى نصف ملعقة شاي صغيرة في اليوم الواحد ثم ننتظر لأسبوع حتى يتعرف جسم الطفل على العسل، ثم بعد ذلك يمكننا زيادة الكمية أو زيادة عدد الأيام التي يتناول فيها الطفل العسل.

ما هي أسباب عدم وجود توعية كافية بخطورة العسل على الرضع؟

هناك العديد من الأشخاص الذين يعتمدون في تربية أبنائهم على ما رأوه من آبائهم وأجدادهم دون النظر أو التمحيص في ما إذا كان هذا الشيء صحيح غذائياً وطبياً أم لا ومن بين هذه الأغذية هو العسل، ولا يمكننا إلى الآن أن ننكر عدد الوفيات الغير مبررة التي بلا شك كان جزء منها نتيجة هذه الممارسات الغذائية الخاطئة تجاه أطفالنا الرضع.

إلى جانب ذلك، يعتبر الغذاء في الوقت الماضي مختلف بنسبة كبيرة عن الأغذية التي نتناولها اليوم حيث يوجد الأغذية المصنعة المليئة بالبكتيريا والتي تساعد في خلق أجسام غير قادرة على مقاومة البكتيريا مثلما كان الوضع من قبل في أجدادنا.

يُنصح بشكل عام أن يتم رفع مناعة الطفل فوق عمر السنة عن طريق تناول العسل لأنه يعتبر بديل جيد للسكر ويعطي طعم أحلى وبنسب سعرات حرارية مشابهة، كما أنه يعطينا إنزيمات تساعد على الهضم بالإضافة إلى أنه يحتوي على فيتامين b وفيتامين c.

لا يجدر علينا أن ننسى ضرورة إدخال عسل المانوكا للأطفال الذي يعتبر شيء أساسي لغذاء الطفل كما أنه يساعد الطفل في رفع المناعة والحصول على نسب أعلى من مضادات الأكسدة التي تفيد في نمو الطفل.

يعتبر هذا العسل مخصص بشكل أساسي لرفع المناعة، لذلك فهو مهم للأشخاص الذين يتم علاجهم من الكيمو ثيرابي أو من الخلايا السرطانية لأن العلاج الكيماوي يعمل على قتل كل الخلايا سريعة التجدد، كما أنه يحتوي على مضادات الأكسدة بنسب عالية ويحتوي أيضاً عل نسب أغذية ترفع من مناعة الجسم.

وأخيراً، فيما يخص الحد الأعلى لاستهلاك الطفل من العسل فهو يتمثل في ملعقتين طعام في الأسبوع الواحد عن طريق تقسيم ملعقة طعام من العسل على يومين أو أن الطفل يقوم بتناول ملعقة صغيرة جداً من العسل يومياً، ويمكن للأم المرضعة تناول العسل دون أن يؤثر على الجنين لأنه يرفع من مناعتها ويساعدها على در الحليب بنسب أعلى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top