حقوق المرأة.. والاختلاط

عندما قالت مايا أنجلو: «شاقة هي المهمة حين يولد الإنسان امرأة!». كانت تبرز معنى أن تعيش المرأة في هيمنة ذكورية رغم الانفتاح اجتماعيا لديها.

فهي تعيش بجانب تمثال الحرية وعلى أرض الحرية وفي دولة تلبس كل مبادئها وسياستها بمعنى الحرية.

لكن هنا عندما يلهج الكل بلفظ حقوق المرأة ويخص الاختلاط بحديث مستفيض وكأن مدارج الحضارة والرقي استوفيناها فما يقي غير تلك العتبة اليتيمة التي تفصلنا عن التقدم أراه من باب الهوس الكلامي الذي يجيده الأكاديميون وصناع القرار في مجتمع نام لم تكتمل فيه بعد مخاضات الحضارة والتقدم ليوقفها عند هذه العتبة!

فأغلبهم متورط بعشق الشعارات فتراه في مدار الفضائيات بكل توجهاتها يبجل مط العبارات ويلوكها في كل برنامج ولقاء حتى أضحت المرأة ملفا يشبه قضية فلسطين المعلقة التي يبت فيها كل أحد ويسكت عنها أهل الحل والعقد!

ماذا لو بحثنا في شأن المرأة نفسه لا في الاختلاط؟ أليس ذلك أولى؟

إن الوقوف معها في ظلمها وظيفيا وسلب حقها في رعاية أطفالها وغيرها من أمور نعرفها ونتجاوزها ونغض الطرف عنها وكأن الحل لدى الزمن فهو كفيل بعلاجها.

أليس من الأجدى خوض حديث ينشغل عنه المتحدث في فواصله لا مفاصله.

متى يفهم قومي أن الاختلاط قيمة مستهلكة وستظل إذا كانت العقلية نفسها التي تطرحها اليوم تطرحها غدا والعقلية المتلقية نفسها سائدة حتى أمد. وسحق الآخر وشنقه برأيه وحرمان الفئة الأخرى من حرية الرأي متفشية حد الوباء لن نتقدم خطوة في حل المشكلة وإبراز إيجابيتها وسلبيتها.

ولأن الكمال حلم – كما قال تركي الحمد – يعيش في الخيال لو تحقق في الوجود ما طابت الحياة. فإننا سنعيد الكلام ذاته ما لم نتطلع برؤية تكون منفذ حكمة لنا.

بقلم: نويّر العتيبي

وهنا تقرأ أيضًا: الفتاة السعودية المظلومة

وكذلك؛ لدينا: هذه إعلانات تسيء للمرأة.. انتبهوا أيها السادة

أضف تعليق

error: