حقوق المرأة.. نساء في البياض

صناعة المرأة وجودها الفاعل والمؤثر لم يعد خيارا ضمن خيارات محدودة، بل أصبح ضرورة ملحة تمليها الحاجة المجتمعية، ونقطة البدء المناسبة تنطلق من المرأة نفسها. التغيير لا يبدو صعبا أو ميؤوسا منه لكنه يمر بأكثر مراحله دقة وحساسية، ذلك لأنه يجري بمعزل وبصمت وبثبات أقوى مما لو كان تغييرا سريعا أو مفاجئا. وأكثر عوامل إنجاحه هو الإيمان بالنفس وشحذ العزيمة لدفع الشعور اليائس بجدوى هذا التغيير وزيادة الإحساس بأن القوة والإصرار لنيل كافة حقوقها هي دلالة تحول شخصي عميق نحو الأفضل، ورفع مستوى تقدير النفس والشعور بقيمتها وأهميتها مهما بدت المساحة المتاحة لها ضئيلة أو هامشية.

لم يكن دافع المرأة طوال عصور مضت وحتى يومنا هذا لنيل حقوقها وليد لحظة أو اعتباطا بل هو نتاج لتأهيل نفسي وتثقيف ذاتي، فالظروف التي أبقتها خارج مؤسسات المجتمع كانت كفيلة لتأكيد تمسكها بهذا الموقف المتطلع إلى التغيير وطلب المساواة مع الرجل.

كانت الحركات النسائية العالمية التي رسخت حقوق المرأة ورفعت صوتها في المجتمع والدولة نموذجا يحتذى بتأمل تجاربها وملاحظة الفرق الذي أحدثته في مجتمعاتها. إنه الشعور بتلك القوة الخاصة وإن كانت صغيرة لكنها مؤثرة بما يكفي لإحداث هذا التغيير والذي يمكن لمسه في كل مجالات الحياة الإنسانية التي انصهرت بتأثيرها كل التصنيفات الذهنية المتطرفة ضد المرأة وذاب فيها مفهوم التفرقة والتهميش القائمين على راديكالية التعصب لجنس الرجل.

المرأة بما تملكه قادرة على توسيع رقعة البياض حولها وإزالة التعتيم الذي صنعه غيابها وتهميشها طويلا، وهي القادرة على أن تبقي رسالتها بعيدا عن غياهب النسيان بمثابرتها واستمرار رفع صوتها لتتمكن من نيل مكانتها الطبيعية وحقها المستلب.

بقلم: منى العبدلي

أما هنا فتقرأ عن: أسباب عنف المرأة ضد الرجل ونتائجه على الأسرة

وأيضًا؛ هاهُنا: موضوع تعبير عن مكانة المرأة في الإسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top