حصّتي من تاريخ الماء

«1»

أمسك سكينا، وأسنن قلمي ليحدد أكثر ما يصبو إلى كتابته.. أما لوحة المفاتيح، فلا تحتاج هذا التعب؛ إذ بها «أبيض» ما سوده القلم من صفحات.. فالقلم حب لا ينضج أو يكبر عن الخربشات، ولوحة المفاتيح أرقام صارمة لا تجمع.

«2»

يبدو لي أن ثقافتنا الحديثة في السعودية، قد نشأت من خلال الصحف والمجلات المحلية، بمختلف توجهاتها واهتماماتها. أي لم يكن الكتاب هو الحاضن والمستودع، وهو القاعدة.. فلم يكن هدف أي كاتب أن يصدر كتبا من خلالها يزرع بذاره في المتلقي، بل يصبو إلى عمود في مطبوعة محلية يلقي من خلاله أحجاره «النهارية».

ينطبق ذاك الوصف على كبار الكتاب الذين يقودون ساحتنا الثقافية الآن.. وأغلبهم مستمرون في ممارسة دورهم الثقافي بنفس الطريقة «العمود الصحفي».. رغم المحاولات المتأخرة في جمع اشتغالاتهم وإصدارها في كتب، أو النشر الإلكتروني المتقطع.. أما الجيل اللاحق فهو بين الرقمنة و«الورقنة»، فلم يحسم الخيار حتى الآن «هل يمكن حسمه؟»

ربما، رغم بيوت الأسمنت، لم يزل يشعر الكاتب هنا أن بداخله خيمة، لا ترفع إلا بذاك العمود.. كي يهفو إلى مجلسه القارئ مطمئنا.

«3»

هل أستطيع الجدل في أن متابعتي لما ينشر في صحفنا الآن، تعطيني صورة متحركة دقيقة وواضحة المعالم، لتقسيم كتابات الكتاب في مستوياتها – أفقيا – مع الربيع العربي، إلى:

  • أ. الكتابة للقول: أنا هنا «هدفها الذات».
  • ب. الكتابة لتعميق الفهم العام لما يجري «هدفها قراءة اللحظة/ الماضي».
  • ت. الكتابة للمشاركة في رسم معالم المستقبل «هدفها قيادة اللحظة/ القادم».
  • ث. الصمت.

«4»

بين يدي الآن ملف ضخم، أزرق اللون مثل بحر «راس الزور»، لا يكف عن فتل عضلاته أمامي موجة موجة، ولا يصبر يوما عن التضخم، يحوي الكثير من كتابات مثقفينا عن الربيع العربي، أو أسماء ينتظر أن تكتب، منها الأساتذة محمد بن علي المحمود، خالد الدخيل، جمال خاشقجي، يوسف مكي، نجيب الخنيزي، علي الدميني، يوسف الكويليت..

أحبهم جميعا، ولكن..

«5»

ليس في بريدي أو هاتفي ما يقول شيئا.. أتوحد ملتصقا بجزيئات الشاشة المضيئة.

هل كل ما يضيء، مضيء؟.. قلت لشجرة حكيمة قرب الباب: كيف لا يخدع جذرك بالسراب؟

بقلم: أحمد العلي

وإليك هنا: دقيقة مع المغامسي

وقد يثير اهتمامك الاطلاع على: من يحب المدرسة؟

أضف تعليق

error: