حذف المبتدأ والخبر في الجملة الاسمية.. مع الأمثلة

تمت الكتابة بواسطة:

اليوم نحن بصدد تقديم شرح وافي لدرس حذف المبتدأ والخبر في الجملة الاسمية؛ داعمين هذا الشَّرح بالأمثلة التي تجعل الاستيعاب والفهم أكثر يُسرًا وسهولة.

حذف المبتدأ والخبر في الجملة الاسمية , دروس النحو

وبداية؛ يقول امرؤ القيس في إحدى قصائده:

مهفهفةٌ بيضاء غير مفاضة
ترائبها مصقولة كالسجنجل

ويقول في أخرى:

مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَعًا
كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ

نلحظ في هذه الأبيات أنّ هُنالك شيئاً قد حُذف منها وإذا أمعنا النظر نلحظ أنه (المبتدأ) ففي البيت الأول التقدير (هي مهفهفة) حيث حذف المبتدأ (هي). وفي البيت الثاني التقدير (هو مِكر)، فحُذف المبتدأ (هو).

إذاً سنُحدثكم في هذا الدرس عن قواعد موضوع مهم في لغتنا العربية الجميلة، وهي قواعد المبتدأ والخبر في الجملة الاسمية سواء كان ذلك وجوبا أو جوازا. وسوف نُلخصها لكم مع الأمثلة.

حذف المبتدأ وجوباً في الجملة الاسمية

هناك أربع حالات لحذف المبتدأ وجوباً وهي:

أولا: إذا كان خبره مخصوصا بالمدح أو الذم. ومثال ذلك:

  • نعم الرجل محمود.
  • بئس الفعل المعصية.

وحين نعلمُ بأن محمود والمعصية في الجملتين السابقتين خبران لهما فلابد أن نبحث عن مبتدأيهما، ومبتدأهما فيهما محذوف وتقديره في الجملة الأولى (هو) فنقول: (نعم الرجل هو ومحمود). وكذلك الأمر في الجملة التالية فمبتدأها (هو) فنقول (بئس القول هو النفاق).

ثانياً: والحالة الثانية التي يحدث فيها المبتدأ وجوبا هي عندما يكون خبره مصدرا ينوب عن فعله يؤدي معنى الفعل ويُغني عن التلفظ به؛ مثل: عِلمٌ غزيرٌ ← فكلمة علم مصدرٌ أغنانا بالمعنى وأصل الجملة (أعلم عِلما غزيراً) فحُذف الفعل “أعلمُ” واستُغني عنه بالمصدر “عِلم” فهي خبر لمبتدأ محذوف تقديره (علمي) وتقدير الجملة (علمي علمٌ غزيرٌ).

ثالثاً: ويتوجب حذف المبتدأ أيضا إذا كان الخبر صريحاً في القسم، يفهم منه القسم؛ كأن نقول: في ذمتي لأتصدقن ← وتقدير الكلام (قسم في ذمتي لأتصدقن).

رابعاً: وآخر حالة يجب فيها حذف المبتدأ وجوبا هي حين يأتي خبره بعد لا سيما؛ فإذا قلت مثلاً: أحب اللغة العربية ولا سيما البلاغة ← فالبلاغة خبر لمبتدأ محذوف تقديره (هي) فنقول: أحب اللغة العربية ولا سيما هي البلاغة.

وبهذا نكون قد انهينا شرح الحالات التي يُحذف فيها المبتدأ وجوباً، وبقي أن نتحدث عن الحالات التي يجوز فيها حذف المبتدأ.

وهنا مع شرح درس: حروف المعاني «أحرف الاستقبال»

حذف المبتدأ جوازاً في الجملة الاسمية

أولاً: عند على من سأل في جواب من سأل؛ مثل سؤال: كيف محمد ← فنُجيب بخير وهنا يجوز حذف المبتدأ المقدر بـ (هو) وتقدير الجملة (هو بخير)، و (هو) مبتدأ و (بخير) خبر.

ثانياً: وفي الحالة الأخرى يجوز حذف المبتدأ إذا كان في الجملة ما يشير إلى المبتدأ؛ مثل أن نقول: من تفوق فلنفسه ← والجار والمجرور (فلنفسه) خبر شبه جملة ومبتدأه محذوف جوازاً تقديره (تفوقه) وتقدير الجملة (تفوقه لنفسه).

ثالثاً: وفي الحالة الثالثة يحذف المبتدأ جوازا بعد القول؛ كأن نقول: قالوا جميلة ← وتقدير الجملة (قالوا هي جميلة).

رابعاً: وآخر حالة في جواز حذف المبتدأ هي الحالة التي يأتي فيها خبره بعد “بل” ومثال ذلك أن نقول: بل طالب متفوق ← وطالب هنا خبر لمبتدأ محذوف تقديره (هو) وتقدير الجملة (بل هو طالب متفوق).

بقي أن نتحدث عن الحالات التي يُحذف فيها الخبر وجوباً وجوازاً.

ولا يفوتكم: علامات الإعراب المقدرة.. شرح مع الأمثلة

حذف الخبر وجوباً

يحذف الخبر وجوبًا في ثلاثِ حالات:

أولها: إذا كان المبتدأ واقعا بعد (لولا) كأن نقول: لولا المطر لذبُلت الأزهار ← والمطر في الجملة مبتدأ لخبر محذوف تقديره (موجود) أو (كائن) كأن نقول: لولا المطر كائن لذبلت الأزهار.

ولا يمكن وضعه بعد (لولا) لأنه سيصبح في الجملة تطويل لا فائدة منه.

الحالة الثانية: نحذف الخبر وجوبًا في هذه الحالة إذا كان المبتدأ صريحًا في القسم؛ مثل قولنا: يمين الله لأذهبن ← والتقدير هو (يمين الله قسمي لأذهبن)، وقسمي هنا هو الخبر الذي حذفنا، وحين نُمعن النظر نجد أننا إذا أوجدنا الخبر في القسم حُذف المبتدأ، وإذا أوجدنا المبتدأ حُذف الخبر.

الحالة الثالثة: كذلك يحذف الخبر وجوبا إذا كان المبتدأ مصدرا وبعده حال تُغني على الخبر ولا تصلح أن تكون خبرًا؛ كأن نقول: برّي بوالدي صالحًا ← فلو قلنا: (برّي بوالدي صالحٌ) لَمَا أخبرنا عن البر بشكل دقيق، وبالتالي لا تصلح كلمة صالح أن تكون خبرًا.

الحالة الرابعة والأخيرة: أما الحالة الرابعة التي يجب حذف الخبر فيها هي التي يقع فيها الخبر بعد اسم مسبوقٍ بواو المعية؛ مثل قولنا:

  • التاجر ومتجره.
  • الخيل وخياله.

وهنا حُذف الخبر في الجملتين ويقدره فيهما بالقول:

  • التاجر ومتجره متلازمان.
  • الخيل وخياله متلازمان.

والآن؛ مع شرح درس: ضمائر النصب المتصلة والمنفصلة وإعرابها

حذف الخبر جوازاً

وبقي أن نتحدث عن ثلاثِ حالات يجوز فيها حذف الخبر:

أولى هذه الحالات: هي إذا فُهم من الكلام ودل عليه دليل؛ كأن نقول: نحن بما عندنا وأنت بما عندك راضٍ ← ونُلاحظ أن خبر نحن محذوف لدلالة خبر أنت عليه والتقدير (نحن بما عندنا راضون وأنت بما عندك راضٍ).

الحالة الثانية: يجوز حذف الخبر إذا وقع جوابًا للاستفهام؛ كأن نتساءل: من أول رائد فضاء إماراتي؟ فنقول: هزاع المنصوري ← والتقدير (هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي)، وهزاع إعرابه مبتدأ خبره محذوف جوازًا تقديره (أول).

الحالة الثالثة: آخر حالة يجوز فيها حذف الخبر هي عندما يأتي بعد إذا الفجائية؛ كأن نقول: خرجت فإذا السبع ← والتقدير (خرجت فإذا السبع موجود). وهُنا جاز حذف الخبر لمعرفته، كما يجوز أن نحذفه ويجوز أيضًا أن نضعه في الجملة.

وبهذا نكون قد أنهينا شرح الحالات التي يجب ويجوز حذف المبتدأ والخبر فيها، نأمل أن تكونوا قد استوعبتم كل ما شرحناه لكم.

وختامًا؛ هذا الشَّرح لكم: أسلوب الاستثناء وأركانه وأدواته.. مع الأمثلة


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: