ما هي أسباب وعلاج القدم الحنفاء عند الأطفال

تمت الكتابة بواسطة:

صورة , طفل , القدم الحنفاء , قدم الأطفال
قدم طفل

ما المقصود بالقدم الحنفاء؟

عرف “د. سعيد الناصر” استشاري جراحة العظام والمفاصل. القدم الحنفاء (Club foot) هي أكثر تشوة خَلقي يُصيب العظام عند الأطفال، وهي أكثر التشوهات شيوعًا عند الأطفال، ومعناها ميل القدم إلى الجهة الداخلية، وعمليًا تكون إحدى القدمين طبيعية والثانية مائلة إلى الداخل، ومن الممكن أن تحدث للقدمين معًا، وطبقًا للإحصائيات الحديثة يتساوى عدد مرضى القدم الحنفاء في قدم واحدة وفي القدمين معًا، ويُصاب الطفل بالقدم الحنفاء نتيجة عدة مشكلات تُصيب عدة مفاصل بالقدم.

تتفاوت نسبة الإصابة بين البلدان المختلفة، وبشكل عام يعاني من القدم الحنفاء 1 من كل 1000 مولود جديد، وترتفع النسبة في بعض البلدان.

ما أسباب الإصابة بالقدم الحنفاء؟

وتابع “د. الناصر” لم يُعرف حتى الآن سبب مباشر للإصابة بالقدم الحنفاء، إلا أن العامل الوراثي يلعب دور كبير في الإصابة بها، فإصابة أحد أطفال العائلة بالقدم الحنفاء دليل على إحتمالية تكرار الإصابة بها للمواليد الجدد لنفس العائلة.

هل يمكن إكتشاف القدم الحنفاء أثناء الحمل؟
يمكن إكتشاف القدم الحنفاء خلال فترات الحمل بواسطة صورة الأمواج الصوتية (ألترا ساوند سكان)، وعادة ما يتم إكتشافها بعد الأسبوع العشرين لبدء الحمل، وهو ما يُهيء الوالدين نفسيًا قبل ولادة الطفل، وإمكانية إستشارة الأطباء مبكرًا للتعرف على خصائص المرض وطرق العلاج.

ترتفع نسبة الإصابة بها في المواليد الذكور أكثر عُرضة للإصابة بالقدم الحنفاء من الإناث، وتصل نسبة إصابة الذكور ضِعف إصابة الإناث، وإلى الآن لم يتم معرفة السبب في ذلك.

لا يمكن اعتبارها عيب خَلقي، لأنها عبارة عن خلل في تشكيل المفصل نفسه أثناء فترة الحمل، مما يؤدي إلى التشوه والإلتواء.

ما علاج القدم الحنفاء عند الأطفال؟

أردف “د. الناصر” ينبغي الإشارة أولًا إلى وجوبية المتابعة مع طبيب متخصص في جراحة عظام الأطفال، وذلك لوجود حالات مشابهة لحنف القدم ولكن لها طرق علاج أخرى، والوحيد القادر على تشخيص الحالة على أنها قدم حنفاء وليس ما يشبهها من أمراض هو المتخصص في جراحة عظام الأطفال.
يكون التشخيص سريريًا، وقد نحتاج في بعض الحالات صور أشعة. ويبدأ العلاج من الأسبوع الأول أو الثاني في عمر المولود. وفي الماضي كانت تُعالج القدم الحنفاء بعمليات جراحية كبيرة، وكانت غير مضمونة النتائج، وكانت من الممكن أن تؤدي إلى العرج والتشوهات.

أما الآن يرتكز البرنامج العلاجي على تعديل القدم بالجبائر، حيث نقوم بعمل جبيرة جديدة (جبس) للمولود كل أسبوع، مع سحب القدم تدريجيًا بحركات صحيحة من الوضعية المائلة إلى الوضعية السليمة، وعادةً ما تعود القدم إلى وضع شبه طبيعي في فترة من خمسة إلى ستة أسابيع، وهذه هي المرحلة الأولى من العلاج.

وبعد الإنتهاء من المرحلة الأولى تبدأ المرحلة الثانية مباشرة، وهي تدخل جراحي لإطالة وتر العرقوب (وتر أخيليس)، وتتم من خلال عمل ثقب صغير بالقدم، وهي عملية بسيطة يلتأم بعدها الوتر بشكل طبيعي.

وتتمثل المرحلة الثالثة والأخيرة من العلاج في إعطاء الطفل مثبت خاص للقدم. وهي المرحلة الأطول في العلاج، حيث يستخدم الطفل هذا المثبت طوال اليوم في الثلاثة شهور الأولى، ثم بعد ذلك وحتى بلوغ الطفل سن الأربع سنوات يتم إستخدامه فترة النوم فقط، مما لا يؤثر على النمو الطبيعي للطفل من ناحية الحبو والمشي. ولا يمكن التهاون في إستخدام هذا المثبت أو تقليل فترة إستخدامه، لتجنب عودة القدم إلى وضعها الأصلي مرة أخرى.

نسبة نجاح طريقة العلاج المستخدمة الآن تكون حوالي 90% من مرضى القدم الحنفاء يمتثلون للشفاء، وتعود القدم إلى وضعيتها الصحيحة بعد إتمام المراحل الثلاثة للبرنامج العلاجي.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: