كل ما لا تعرفه عن العمليات الجراحية

العمليات الجراحية

“تحتاج لإجراء عملية جراحية”، جملة مرعبة لأغلب الناس وربما تكون كابوساً وهاجساً عند بعض المرضى، إلا أنه ومن المؤكد أن الجراحة سبب من أسباب العلاج والتعافي.

والجراحة علم قديم له تاريخ حافل، ومر بمراحل عديدة حتى وصل إلى شكله الرَّاهن، حيث لا يلجأ الطبيب إلى التدخل الجراحي إلا في الحالات التي تفشل فيها وسائل العلاج الأخرى، بخلاف بعض الحالات التي يكون علاجها بالأساس جراحياً كما في علاج الزائدة الدودية.

أنواع العمليات الجراحية

تُقسم العمليات الجراحية إلى نوعين هما:

  • العمليات الجراحية الكبرى: وهي العمليات التي تُجرى تحت التخدير العام، ويجريها فريق طبي جراحي.
  • العمليات الجراحية الصغرى: والتي يمكن أن يجريها طبيب ممارس عام بمفرده وتتم تحت التخدير الموضعي، ولا تتطلب غرف عمليات ذات مواصفات خاصة، بل يمكن إجراؤها في العيادات المختصة.

بالتأكيد لاحظتم سابقاً أن معظم العمليات الجراحية المخطط لها يتم إجراؤها في الصباح وليست في فترة ما بعد الظهر، إذ أثبتت الدراسات الحديثة التي أجريت في مدينة ميشيجن أن نسبة فشل العمليات ترتفع بنسبة ٥٠٪ إذا لم يتم إجراؤها في الصباح، وحددت الدراسة أن الوقت الذي تتم فيه نسبة ارتكاب الأخطاء الطبية والحوادث الخاصة بالعمليات الجراحية هو بين الساعة ٩ مساءً والسابعة صباحاً.

واقرأ هنا عن: الجراحة الروبوتية ومميزاتها

التعامل مع المرضى الذين يخافون من العمليات الجراحية

ذكر الدكتور عاصم الحاج “استشاري جراحة المخ والأعصاب” أن الخوف يعتبر طبيعي بالنسبة للمريض المقدم على عمل جراحي، وهو شيء مجهول بالنسبة له، ومن هنا يأتي دور الفريق الطبي الجراحي في:

  • شرح خطوات العمل الجراحي للمريض قبل إجراءه.
  • شرح الاستطابة للمريض.
  • الأسباب والنتائج المتوقعة من هذا العمل الجراحي بشكل مفصل
  • شرح ما سيواجه المريض بعد إجراء العملية الجراحية، ومن ثم سيطمأن المريض بدرجة كبيرة من العمل الجراحي قبل دخول غرفة العمليات وسيخفف ذلك من خوفه من العمليات الجراحية.

ما هي الجراحة، ومتى يلجأ لها الطبيب؟

تعتبر الجراحة هي نوع من أنواع العلاج التي نستخدمها كاستئصال نسيج أو عن طريق الخياطة، ويلجأ لها الطبيب إذا فشلت كل أنواع العلاجات الأخرى عن طريق الأدوية أو العلاج الطبيعي بالنسبة لجراح العمود الفقري والأعصاب.

تابع “الحاج”: يتم تجهيز غرفة العمليات حسب حجم العملية ونوعها وذلك عن طريق:

  • هناك فحوص دم روتينية تُجرى قبل العمل الجراحي للمريض لمعرفة ما إذا كان هناك تخثر في الدم أو نقصان فيه أو ما شابه.
  • يتم تعقيم كل شيء داخل غرفة العمليات خاصةً أي شيء يستخدمه أو يلمسه الجراح وفريقه الطبي المعالج مثل اللباس، والجوانتي، وكافة الأدوات المستخدمة في العملية.
  • بالنسبة للتمريض، فهناك آلة لتنفس المريض إذا بكان بحاجة للتخدير العام مع توصيله بجهاز التنفس الصناعي.

الأدوات التي تتواجد غالباً في غرفة العمليات الجراحية

تختلف الأدوات التي تُستعمل في غرفة العمليات الجراحية حسب الاختصاص وعلى حسب العملية الجراحية التي تُجرى، حيث هناك الأدوات الأساسية للعمل الجراحي والتي تختلف على حسب العملية واحتياج الجراح للعمل الجراحي.

إضافةً إلى ذلك، هناك أدوات مساعدة للطبيب أو للجراح في العمل الجراحي، حيث على سبيل المثال، في اختصاص المخ والأعصاب يحتاج الجراح إلى جهاز Navigation والمجهر وأشعة X وغيره من الأجهزة التي تساعد الجراح في عمليه، وفي نفس الوقت تزيد من أمان ونسبة نجاح العملية الجراحية للمريض.

هناك قسم في غرفة العمليات خاص بالتعقيم، حيث هناك تعقيم بالحرارة عن طريق أفران خاصة تعقم أدوات غرفة التعقيم، بالإضافة إلى أن كل ما يلامس غرف العمليات يكون مغطى بشاش معقم أو بغطاء معقم حتى لا يلامس المريض أو ساحة العمل الجراحي.

تخدير المريض لإجراء العملية الجراحية

إن الخوف من التخدير يأتي نتيجة لأن المريض يخشى الموت بعد تخديره للعمليات الجراحية، كما يخشى المريض من الألم في حال لم يكن التخدير مناسباً له لإجراء العملية الجراحية دون أن يدرك أن هناك أدوية تُعطى للمريض خلال الوريد لتخفيف الألم.

هناك أنواع للتخدير هي:

  • في حالة العمليات الجراحية البسيطة، هناك تخدير موضعي يُجرى عن طريق إبرة تخدير موضعي ويكون المريض يقظ ومتنبه لها.
  • هناك أنواع من العمليات نستخدم فيها التخدير القطني، ومن ثم فإن المادة المخدرة تُعطى في العمود الفقري لتخدير الجزء السفلي من الجسم، ويُستخدم هذا النوع بشكل خاص للسيدات على وشك الولادة القيصرية.
  • التخدير العام، ويتم عن طريق أنبوب للتنفس يصل في فم المريض عند إجراء العملية الجراحية، وفي حال كانت العملية ستستمر لوقت أطول، فيُفضل أن نستعمل هذا النوع من التخدير حتى لا يشعر المريض بالألم والتوتر الزائد.

أسباب صيام المريض قبل إجراء العملية الجراحية

لابد للمريض قبل إجراء العملية الجراحية الصوم لفترة مناسبة حتى تكون المعدة فارغة ولا يحدث ارتجاع خلال إجراء العملية والمريض تحت التخدير، كما أن وجود الطعام والشراب في معدة المريض قد يؤدي إلى كلس، كما أنها قد تدخل لمجرى التنفس أثناء، حيث أن الأعضاء التي تمنع الطعام والشراب أن يمر إلى مجرى التنفس تكون متوقفة أثناء فترة التخدير، ومن ثم يُفضل أن يكون المريض صائم قبل إجراء العملية حتى لا يتعرض لأي التهابات تنفسية أثناء إجراء العملية الجراحية.

الجدير بالذكر أن أدوية التخدير في الفترة الأخيرة تطورت كثيراً وأصبح المريض لا يشعر بآلام بالغة عند إجراء العلمية الجراحية، وأغلب المرضى يستيقظون طبيعياً بعد إجراء العملية الجراحية.

يمكن لبعض الأطباء أن يجروا أي عملية جراحية تحت التخدير الموضعي لأنفسهم، ولكن من الصعب أن يجري طبيباً أو جراحاً عملية جراحية تحت التخدير العام لنفسه، ويُفضل ألا يقوم الطبيب بهذا الأمر.

كم شخص يمكن أن يتواجد في غرفة العمليات؟

حسب حجم العملية يمكن تحديد الفريق الطبي المتواجد في غرفة العمليات، ولكن في العادة، لدينا في غرفة العمليات:

  • الجراح.
  • الجراح المساعد.
  • ممرضة معقمة على طاولة العمليات.
  • ممرض أو ممرضتين غير معقم له دور في مساعدة الجراحين في غرفة العمليات إذا لزم الأمر.
  • طبيب التخدير.
  • فني التخدير.

يرتدي جراحي العمليات اللون الأزرق أو الأخضر داخل غرف العمليات بشكل خاص، لأن الدراسات أثبتت أن النظر لفترة طويلة للون الأحمر لون الدم فإن العين يصعب عليها التمييز بين لون الدم وأنسجة الجسم المشابهة للون الدم، ومن ثم فإننا نحتاج إلى لون آخر كطيف اللون الأزرق والأخضر وهما أكثر الألوان المريحة للعين حتى تركز مرة أخرى في النظر للون الدم.

لماذا تُجرى العمليات الجراحية في الصباح بشكل خاص؟

في فترة الصباح، نجري العمليات التي نخطط لها مسبقاً ولا نخطط لها خلال فترة الليل، لأن الليل يكون مخصص فقط للعمليات الإسعافية ونتائجها غالباً ما تكون جيدة.

في فترة النهار، يكون الفريق الطبي كاملاً يشعر براحة في اليوم السابق قبل إجراء العملية الجراحية للمريض في فترة النهار، لذلك فإننا نفضل أن تتم العمليات الجراحية في فترة الصباح بدلاً من الليل.

علاوةً على ذلك، هناك الكثير من العمليات التي تُصور بكاميرات فيديو تصور مجريات العملية الجراحية، ويتم تسجيل العملية بالمجهر لكل ما يراه الجراح بهذا المجهر في عمليات المنظار بشكل خاص.

للتصوير في العملية الجراحية أكثر من سبب من بينهم:

  • مراجعة خطوات العملية.
  • معرفة مكان الآفة التي كان الجرّاح بصدد استئصالها.
  • التصوير لأغراض تعليمية وبحثية.

لماذا لا يدخل الجراح على المريض إلا بعد التخدير؟

عادةً ما يتم دخول الجراح على المريض قبل أن يُجري له العملية الجراحية حتى يطمئن عليه وحتى يشعر المريض بالراحة أكثر، لذلك يجب على كافة الأطباء أن يقوموا بهذا الأمر قبل الدخول والخروج من غرفة العمليات الجراحية.

أما عن أصعب المواقف التي يمكن أن يمر بها الطبيب الجراح هو إجراء العمليات الجراحية الطويلة كالتي استمرت معي ١٣ ساعة من قبل، ولكنني لم أشعر بمرور هذا الوقت، مع التركيز الشديد أثناء إجراءها، وغالباً ما يأتي التّعب والإرهاق بعد إجراء مثل هذه العمليات.

في حال شعر الطبيب بالتعب، فيمكنه التوقف عن إجراء العملية الجراحية وأخذ قسطاً من الراحة لشرب الماء ثم الرجوع مرة أخرى لاستكمال العملية الجراحية التي يقوم بها، مع مراعاة أن هناك أكثر من جراح واحد في العمليات الجراحية المعقدة.

وختاماً، هناك بعض المهارات التي يجب أن تتوفر في الجراح من بينها:

  • الهدوء أثناء العملية الجراحية خاصةً إذا حدث شيء غير متوقع في العملية دون أن يتوتر الطبيب.
  • اتخاذ القرار السليم أثناء العمل الجراحي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top