لماذا يخاف الأطفال من الطبيب وزيارته ؟

الأطفال , الطبيب

لماذا يخاف الأطفال من زيارة الطبيب؟

تقول الاختصاصية في طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة “مها عبيدات”: أن مشكلة خوف الاطفال من زيارة الطبيب، من أهم المشاكل الحيوية التي يواجها أطباء الأطفال؛ ويمكن اعتبار أن السبب الرئيسي في ذلك هو المجتمع الذي نعيش فيه؛ حيث يتم تخويف الأطفال من الطبيب كشكل من أشكال العقاب عندما يخطئ الطفل، فيرتبط في ذهن الطفل بأن الطبيب سيسبب له الألم، أو الأذى؛ لذلك فيجب على الأهل أن يدركوا ذلك، وبأن يكون هناك أساليب أخرى للعقاب، ولتعليم الطفل الصواب من الخطأ.

ويعتبر قسم طب الأطفال في المستشفيات من أهم الأقسام التي يجب أن يُهتم بها، وتكون بها ما يُجذب الأطفال، من الألعاب، والوسائل الترفيهية، مما يجعل الطفل هادئ، وغير قلق، ويخفف من مشاعر الخوف، والاضطراب الذي يصيب الطفل عند زيارة الطبيب.

وتبعاً لذلك، فعندما يحبب الأهل الطفل في الطبيب، وبأن الطبيب ماهر، وبأنه يحبه، فيجعل ذلك الطفل يشعر بالأمان والطمأنينة، والارتياح حتى قبل أن يزور الطبيب، وكذلك عند زيارته للطبيب، فيجد عند الطبيب أطفال آخرين، ومن ثم يزيد شعوره بالأمان.

كيف يمكن علاج مشكلة خوف الاطفال من الأطباء؟

يمكن للأمّهات محاولة معالجة الأمر، والعمل على تخفيف شعور أطفالهِنّ بالخوف من الطبيب بشكل تدريجي عن طريق بعض القواعد التي تخبرنا بها الدكتورة “عبيدات”، مثل:

مصارحة الطفل

ففي بعض الأحيان يكذب بعض الآباء على أطفالهم ويُخبرنهم إنهم ذاهبون لشراء الحلوى أو بعض الألعاب، محاولين أن يتجنبوا ردّة فعل طفلهم عند علمه حقيقة ذهابه إلى الطبيب.

ولكن تلك الطريقة ليست ذو فائدة بالمرة، وتعمل على تأجيل المشكلة لا حلّها، فعلى الآباء أن يُخبروا الطفل بالحقيقة.

كما لا يجب أن يُعطي الآباء وعودًا للطفل لا يُمكنهم تنفيذها: مثل “لن تأخذ حقن” إلا إذا كانوا متأكدين بنسبة 100% أنه لن يتعرض لذلك بالفعل.

يجب احترام مشاعر الطفل

احترمه، ولا تُقلل من شأنه، ولا توبّخه على خوفه، فكلمات مثل: “لن يحدث شيء – أنتِ بنت كبيرة – الرجال لا يبكون”، قد يجعل الطفل يرتبك بسبب شعوره بالخجل من نفسه أكثر، وبدلًا من ذلك، مثلًا إذا كان يشعر بالخوف من حقنة طبيب الأسنان، يمكن للأم أن تطمأنه وتخبره بأنه سوف تعد من ١ إلى ٣، وعندما تنتهي من العد سيكون الموضوع قد انتهى.

وكذلك يجب على الطبيب نفسه أن يساعد الأم، كما قالت الدكتورة “مها”، ويحاول أن يطمأن الطفل، ويهديه، ويحاوره، وبالتالي يشعر الطفل بالقرب منه، وينكسر الحاجز بينهم.

وأخيراً فتؤكد الدكتورة “عبيدات” على أنه يجب التنويه على أهمية أن ندرك أن هناك بعض الأطفال لديهم بعض المشاكل مثل فرط الحركة وتشتت الانتباه، وفي هذه الحالة يجب أن يحاول الدكتور مساعدة الطفل، وأن يخفف مشاعر الطفل السلبية، وإذا استمر الطفل في حالة الهلع التي يشعر بها عند زيارة الطبيب، مع كل المحاولات، فهنا يجب أن تقوم الأم بزيارة الطبيب المختص، كما أنه من المفترض ألا ترتبط زيارة الطبيب بالمرض دائماً، فالطفل عندما يكون مريضاً غالباً ما يكون منزعجاً بالفعل، لذلك فلابد وأن يكون هناك بعض الزيارات الدورية للطبيب، لأخذ الطول، والوزن، والنمو، والتطور الجسدي للطفل، وبالتالي هذا يجعل زيارة الطبيب لا ترتبط بالمرض دائماً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top