العلاقة بين صحة فم الحامل والجنين

الجنين،صورة
الجنين

لا شك أن صحة الحامل النفسية والجسدية ككل شرط أساسي لصحة الجنين ونموه، لكن تقارير طبية حديثة تُشير بشكلٍ خاص إلى أهمية صحة الفم والأسنان بالنسبة لها خصوصاً في الأشهر الأولى التي تتعرض فيها لأعراض الحمل المزعجة مثل: القيء المتكرر والغثيان، ومؤخراً أشارت الجمعية الألمانية لصحة الأسنان إلى أن المرأة تتعرض خلال فترة الحمل للعديد من المشكلات التي تُهدد صحة أسنانها بسبب إما تغير الهرمونات خلال هذه الفترة أو تغير النمط الغذائي للحامل وتفاوته بين مرحلةٍ وأخرى. في تقريرها السنوي ذكرت الجمعية أن القئ المصاحب لفترة الحمل يُمثل مشكلةً كبيرةً بالنسبة للأسنان إذ يمكن أن يُعرض أسنان الحامل للضرر بسبب الأحماض التي تتراكم في الفم والتي تُهاجم طبقة مينا الأسنان وتضعفها. التقرير لفت النظر إلى أن تغير السلوك الغذائي للمرأة خلال الحمل يؤدي إلى تسوس الأسنان وتضرر اللثة مما يبرر الآلام الحادة التي تشعر بها الحامل في الشهور الأخيرة من حملها عند تناول المأكولات الباردة أو الساخنة، ومن جانبٍ آخر تقول أبحاثٌ أمريكية نشرها مركز مكافحة ومنع الأمراض أن النساء المصابات بأمراض الأسنان واللثة يمكن أن يتعرضن لخطر الولادة المبكرة أو ولادة أطفال بأوزان قليلة مقارنةً مع النساء اللاتي لا يعانين من تلك المشاكل، ونصحت هذه الأبحاث الحامل بضرورة الاهتمام بأسنانها قبل حدوث الحمل مع مراعاة النظام الغذائي الغني بالكالسيوم والمعادن دعماً للعظام والأسنان لها ولجنينها.

كيف يمكن للمرأة الحامل أن تحمي نفسها من المشاكل والآلام المتعلقة بالأسنان أثناء فترة الحمل؟
أوضح “د. أسامة علوي” (اختصاصي طب وتجميل الأسنان) أن فترة الحمل تؤدي إلى تغيرات هرمونية بجسد الأنثى مما يؤدي إلى تنشيط الجراثيم التي لم تكن فعالة فيما قبل. يمكن تقسيم الأمر إلى مرحلتين: المرحلة الأولى وهي مرحلة ما قبل الحمل وفيها لابد للمرأة من زيارة طبيب الأسنان لإجراء الفحص بحيث إذا كان هناك أية مشاكل يتم معالجتها قبل الحمل فكما هو معروف أن الألم بجسم الإنسان هو عرض وليس مرض ولكن في حالة الأسنان فإن الألم قد يتأخر بالرغم من وجود مشكلة بالفعل، المرحلة الثانية وهي مرحلة أثناء الحمل وفيها لابد للمرأة الحامل من زيارة طبيب الأسنان لإجراء تنظيف للأسنان واللثة للحماية من أية مشاكل مستقبلية.

في حالة المرحلة الأولى من الحمل هل يمكن للمرأة الحامل التعرض للبنج أو المخدر أثناء تعامل الطبيب مع الأسنان؟
أكد “د. أسامة علوي” أن المرحلة الآمنة لعلاج أية مشاكل بأسنان المرأة الحامل هي مرحلة الثلاث شهور الوسطى، ولكن ما نتحدث عنه بالمرحلة الأولى من الحمل هو تنظيف اللثة والأسنان لأن أغلب المشاكل التي تتعلق بالحمل هي مشاكل ناتجة عن الالتهابات والجراثيم العالقة باللثة، أما بقية العلاجات فيتم تركها للتعامل معها في الشهور الوسطى من الحمل.

بعض التقارير تُشير تحديداً إلى خطورة التهاب اللثة عند المرأة الحامل والذي قد يؤثر على الجنين ويؤدي إلى الولادة المبكرة. ففي هذه الحالة كيف يمكن للمرأة الحامل أن تعالج نفسها؟
أكد “د. أسامة” أنه لا توجد معالجة ذاتية وإنما لابد من زيارة طبيب الأسنان. هناك أمور هامة يجب اتباعها، أولاً إجراءات العناية بالفم المعتادة وهي غسيل الأسنان بالفرشاة واستخدام الخيط السني بشكل دوري، ثانياً زيارة طبيب الأسنان بالمرحلة الأولى من الحمل من أجل تنظيف الأسنان للقضاء على أية جراثيم وذلك لتفادي حدوث أية مشاكل باللثة قد تسببها الجراثيم.

من المقولات الشائعة أن الجنين هو من يأخذ من قوة ومتنة أسنان المرأة الحامل. فما مدى صحة هذه المقولة؟
أوضح “د. أسامة علوي” أن هذا غير صحيح فهناك الكثير من المقولات الشائعة التي ليس لها أي أساس من الصحة، الغذاء الصحي المتوازن له دور كبير على صحة أسنان المرأة الحامل وكذلك صحة أسنان الجنين بالمستقبل سواء المؤقتة أو الدائمة حيث أن أسنان الجنين تتشكل في فترة الحمل الأولى.

إذا بدأت المرأة قبل الحمل سلسلة من العلاجات التجميلية بالأسنان فهل يمكنها أن تستكمل ذلك أثناء فترة الحمل؟
أكد “د. أسامة” أنه لا يجب التدخل في المراحل الأولى من الحمل إلا للعلاجات الإسعافية أما إذا تم البدء بالفعل في الإجراءات التجميلية قبل الحمل مباشرةً ولم يتم استكمالها ففي هذه الحالة يمكن لطب الأسنان التجميلي أن يستعين ببعض الحيل المؤقتة فقط حتى تمر الثلاثة أشهر الأولى من الحمل وبمجرد دخول الثلاثة أشهر الوسطى من الحمل يمكن استكمال الإجراءات التجميلية.

أضف تعليق

error: