الصحة لا تعوض

تمت الكتابة بواسطة:

أستغرب عند قراءتي بعض الصحف وأجد مناشدات بعض المواطنين الذين يعانون أمراضا مختلفة بهدف الحصول على الرعاية الصحية.. مثار الاستغراب هو وجود مدن طبية كبرى ومستشفيات تخصصية وعامة وجامعية يشهد لها العالم بالتطور والرقي، فما المشكلة التي تمنع المواطن البسيط من الحصول على الرعاية الطبية والعلاج في أحد هذه المرافق الطبية؟

هذا التساؤل يكبر ونحن نعلم حجم المليارات التي تصرفها الحكومة سنويا على بناء المدن الطبية والمستشفيات وتوفير أحدث الأجهزة الطبية والعلاجية فضلا عن الدواء والتعليم والتدريب لأبناء وبنات الوطن لتطوير مهاراتهم الطبية..

وبعد هذا لا يجد المواطن سريرا أو حتى طبيبا إلا بعد انتظار قد يمتد لأشهر، ما يجعله يناشد ويطلب ويعرض معاناته عبر الصحف.

وعلى الجانب الآخر نعلم أنه لو قـدر وكان أحد أقاربك أو أصدقائك يعمل في وزارة الصحة أو في أحد هذه المستشفيات الكبرى، فإن مشكلاتك حتما ستتلاشى ابتداء بفتح الملف الطبي وانتهاء بأخذ موعد يناسبك.. وهذا يوضح أن إمكاناتنا الطبية كبيرة جدا، وأنها تستوعب علاج أعداد كبيرة، وهو ما يجعلنا نتساءل مرة أخرى: أين المشكلة؟ ولماذا يعاني مواطن من أجل فتح ملف طبي له أو لأحد أطفاله، خاصة بعد أن راجع مراكز الرعاية الصحية الأولية في الحي دون أن يجد حلا لمشكلته.

السواد الأعظم من الناس لا أقارب لهم أو أصدقاء في هذه المرافق، إنما يعتمدون على الأنظمة ولوائح وزارة الصحة في هذا الشأن، وهي التي تحتاج إلى وقفة جادة وإعادة مراجعة.

نعلم أن وزير الصحة طبيب عالمي يتمتع بروح إنسانية بالغة وحس أخلاقي كبير، ونعلم حجم الحماس الذي يحفزه لحل هذه المشكلات، كما نعلم أنها مشكلة مضت عليها أعوام ولن تعالج في يوم وليلة.

لكننا نعلق عليه وعلى مسؤولي وزارة الصحة آمالا عريضة في أن نشهد بأعيننا اليوم الذي يعامل المواطن في المرافق العلاجية والطبية بمساواة وعدالة لتكون خير ترجمة لتوجيهات ورغبات ملك الإنسانية، حفظه الله.

بقلم: بشاير آل زايد

وقد اخترت في مقترحاتي أيضًا:


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: