الشلل الدماغي عند الأطفال: تشخيصه، كيف يحدث، علاجاته المتاحة

تمت الكتابة بواسطة:

الشلل الدماغي

الشلل الدماغي وكيف يحدث

يقول الاختصاصي في التأهيل العصبي للأطفال الدكتور “مراد عبد الحافظ”: أن الشلل الدماغي هو عبارة عن مصطلح يُطلق على مجموعة من الأمراض، والتي غالباً ما تكون ناتجة عن إعاقة حركية، وتكون مصاحبة لظهور تشنجات عصبية، أو إعاقة سمعية، أو بصرية.

وسبب حدوث الشلل الدماغي غالباً ما يكون حدوث أي إصابات لخلايا الدماغ أثناء فترة الحمل، خاصةً المرحلة الأولى من الحمل، أي خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل، وحتى سن ثلاث سنوات تقريباً؛ حيت تستمر خلايا الدماغ في النمو خلال هذه الفترة، وبالتالي فإن أي خلل لخلايا الدماغ أثناء هذه الفترة يمكن أن يُسبب حدوث الشلل الدماغي، ومن أبرز الأسباب التي قد تؤثر على خلايا دماغ الطفل أثناء الحمل:

  • تعرض الأم لأي التهابات أثناء فترة الحمل.
  • تناول الأم لأي أدوية محظورة خلال فترة الحمل.
  • حدوث اضطرابات في مستوى ضغط الدم أثناء الحمل.
  • تعرض الأم لأي ملوثات خارجية.

ومن أهم الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى حدوث الشلل الدماغي أثناء الولادة، هي:

  • مشاكل عسر الولادة.
  • نقص كمية الأكسجين المغذية للطفل؛ فكما هو معروف أن خلايا الدماغ هي أكثر خلايا الجسم تأثراً بنقص الأكسجين، ونقص الجلوكوز.

وبعد الولادة حتى إتمام الطفل لعمر ثلاث سنوات تقريباً، فإن هناك أسباب أخرى قد تؤدي إلى حدوث الشلل الدماغي، مثل:

  • حدوث أي إصابات للدماغ.
  • الالتهابات الفيروسية والبكتيرية التي قد تؤثر على قشرة الدماغ.

تشخيص الشلل الدماغي

يعتمد تشخيص حالات الشلل الدماغي كما أكد الدكتور “مراد” على تثقيف الأهل في الدرجة الأولى للأعراض الخاصة بالشلل الدماغي، ففي أغلب الحالات يدرك الأهل بشكل متأخر إصابة طفلهم بالشلل الدماغي؛ فبعض الحالات قد يلاحظها الأهل بعد مرور عام ونصف العام من عمر الطفل.

لذلك فالخطوة الأولى هي معرفة الأعراض، والتي تتمثل في:

  • حدوث ارتخاء كامل للعضلات خلال الأشهر الأولى من عمر الطفل.
  • ظهور اضطرابات في رضاعة الطفل، فيكون الطفل يرضع بشكل أبطأ من الطبيعي.
  • صغر حجم رأس الطفل.
  • تأخر في نمو الطفل؛ فمثلاً في الثلاثة أشهر الأولى من عمر الطفل، يجب أن يكون الطفل منتبهاً، وملاحظاً لما يدور حوله، ويحرك رأسه مع حركة الأشياء في محيطه، وفي عمر الستة أشهر من المفروض أن يستطيع الطفل الجلوس بمفرده دون مساعدة الأم، وفي عمر السنة تقريباً يجب أن يستطيع الطفل الوقوف، أو أن تستمر محاولاته على الأقل، هذا بالنسبة للتطور الحركي، ويتزامن مع ذلك تطور كلامي.

ولذلك فإن وجود أي تأخر في تطور الطفل في هذه المراحل يمكن أن يكون مؤشراً على وجود مشاكل في دماغ الطفل.

أما عن التشخيص الخاص بالأطباء على حد قول الدكتور “عبد الحافظ”، فيكون كالتالي:

  • معرفة السيرة المرضية للطفل، أثناء فترة الحمل، وأثناء الولادة، وما بعدها.
  • متابعة الطفل لملاحظة التطور العقلي له.
  • عمل فحوصات سريرية.
  • الأشعة التصويرية.

ومن الجدير بالذكر أن حالات الشلل الدماغي لها عدة درجات، فمنها البسيطة، المتوسطة، والشديدة، وقد يتم تشخيص حالة الشلل الدماغي أثناء الطور الجنيني للطفل، فقد يشك الطبيب في إصابة الجنين بالشلل الدماغي نتيجة لشكوى الأم بأن الجنين قليل الحركة على سبيل المثال.

علاج الشلل الدماغي عند الأطفال

كلما تم تشخيص حالات الشلل الدماغي، كلما كانت الفرصة في العلاج أفصل كما أكد الدكتور “عبد الحافظ”، ويمكن تقسيم العلاج إلى:

  • علاج دوائي: فمثلاً يمكن إعطاء حقن معينة داخل العضلات المصابة، حتى يصبح الطفل قادراً على الحركة بشكل شبه طبيعي.
  • زراعة بعض المضخات بداخل الجسم حتى تجعل الحركة بشكل شبه طبيعي أيضاً.
  • العلاج الجراحي: والذي يمكن أن يتم على العمود الفقري مباشرة، أو في العضلات المصابة، حتى يتم تحفيز الخلايا العميقة في الدماغ.
  • العلاج الطبيعي والقدرة على الحركة.
  • العلاج الوظيفي في حركة اليدين.
  • علاج المخاطبة.
  • علاج للبلع، حيث يصاب معظم أطفال الشلل الدماغي بصعوبة في البلع وفي التنفس أحياناً أيضاً.
  • علاجات صحية مساعِدة “treatments Allied health”، تشمل: المعالجة المائية “Hydrotherapy” والعلاج بالركوب على الخيل “Hippotherapy” والرياضة البدنية العلاجية.

وقد أوجدت هذه العلاجات لتحسين جودة الحركة، لضبط التوازن ورفع جودة الحياة لدى المصابين بالشلل الدماغي.

لذلك فغالباً ما يكون العلاج بشكل متكامل من عدة نواحي، فلا يكون العلاج الدوائي وحده، أو العلاج الجراحي وحده، ولكن يجب أن يتم العلاج بعدة وسائل حتى نصل بمريض الشلل الدماغي إلى نتيجة أقرب إلى الشخص الطبيعي.

وأخيراً، فيجب أن نوضح أن الطفل المصاب بالشلل الدماغي مع المتابعة والعلاج قد يصل إلى درجة كبيرة من التحسن، ومع التطور الهائل في مجال الطب حالياً فعلاج الشلل الدماغي لم يعد مستحيلاً.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: