أهمية الاحتفال باليوم العالمي للسرطان

أهمية الاحتفال باليوم العالمي للسرطان

في 4 شباط من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للسرطان وهو اليوم الذي نُذكِّر فيه الجميع بأن هناك تزايد عالمي ومحلي ملحوظ بهذا المرض الخطير، وهذا يستدعي منا ضرورة العمل على الوقاية من هذا المرض بشتى الطرق المختلفة التي ترتكز في الأساس على تنشئة جيل جديد واعٍ بأهمية ما أسميناه بالنمط الغذائي والحياتي الصحي الذي يعتمد في حقيقته على الرياضة والأكل الصحي، ولكنه في نفس الوقت يستلزم منا ضرورة الامتناع عن التدخين خاصةً التدخين السلبي.

 أهمية الاحتفال باليوم العالمي للسرطان

ترى الدكتورة نسرين قطامش ” مديرة مركز الحسين للسرطان ” أن أهمية الاحتفال باليوم العالمي للسرطان تكمن في أكثر من نقطة أهمها هي:

  • تسليط الضوء على مستوى العالم على أعداد مرضى السرطان وهو العدد الذي وصل بالملايين في العالم أجمع و6 آلاف حالة جديدة سنوياً بهذا المرض في دولة الأردن بشكل خاص.
  • التذكير بأن مرض السرطان يصل إلى كل بيت من بيوتنا وإلى أصدقائنا وزملائنا في العمل، فضلاً عن أقاربنا وكل معارفنا، ومن ثم فإن السرطان يُعد واقعاً وحقيقة موجودة لا يجب علينا إخفاؤها أو إنكارها، بينما يستلزم هذا المرض منا مواجهته عن طريق:
  1. المعرفة الجيدة بهذا المرض.
  2. الوعي.
  3. الوقاية.

مضيفةً: على الرغم من أن هناك العديد من الأشخاص الذين لا يدخنون ويقومون بتناول الأطعمة الصحية إلا أنهم لم يسلموا من مرض السرطان وهذا طبقاً للأرقام العلمية والحقيقية حول العالم، بينما على الجانب الآخر يمكن الوقاية من 40% من حالات السرطان إذا قمنا باتباع نمط حياتي وغذائي صحي.

قمنا باختيار شعار ” أد التحدي ” لليوم العالمي للسرطان للسنة الثالثة على التوالي، وذلك الشعار بمثابة رسالة للجميع وخاصة مريض السرطان لأن يكون على قدر التحدي من حيث مواجهة السير وراء الأكل الغير صحي، والكسل والتدخين وغيرها..، حتى نتمكن من وقاية أنفسنا وعائلاتنا من التعرض لهذا المريض الخطير.

ما هي رسالتك للجميع للوقاية من مرض السرطان؟

إنني اليوم أوجه رسالتي للجميع في دولتنا الحبيبة الأردن لكي يكونوا على قدر المسئولية والتحدي، وهذا التحدي اليوم هو تحدي من نوع مختلف لأنه يتمثل مدى قوتنا في تحدينا للعادات السيئة في حياتنا.

أتوجه لهم كذلك بضرورة العمل على اتباع نمط غذائي وحياتي صحي، مع ضرورة خلق جو من الإيجابية والالتزام حتى يمكننا محاربة مرض السرطان.

تابعت ” قطامش “: يمكن للسيدة في منزلها أن تقرر الخيارات الغذائية الصحية فقط لأن تظل على موائدها المنزلية لأن ربة البيت على وجه الخصوص هي ما يمكنها نشر مثل هذه الرسائل الإيجابية التحذيرية في البيت لكافة أفراد عائلتها.

إلى جانب ذلك، من الضروري أن يقوم صاحب العمل على تشجيع موظفيه باتباع نمط حياتي صحي بعدة طرق من بينها:

  • ضرورة أخذ breaks صحية.
  • الصعود والنزول من السلم بدلاً من استعمال المصعد.
  • منع التدخين في مكان العمل وهو القانون الذي لابد من الالتزام به سوياً داخل المنشأة أو بيئة العمل.

الجدير بالذكر أن الكل يمكن أن يتغير للأفضل ولكن مع مراعاة أن هذا التغيير غير سهل لأنه مرتبط بفترة زمنية طويلة والتزام شديد للوقاية من أسباب السرطان، مع الأخذ في الاعتبار أن هذا التغيير يبدأ بخطوة بسيطة لا نعرف كيف تأتي، ومن هنا نشجع الجميع على اتباع نمط حياتي صحي لمدة أسبوع واحد فقط ومن ثم سوف يرون أثر هذا التغيير في حياتهم على الدوام من خلال تقليل فرص الإصابة ليس فقط بمرض السرطان وإنما بالعديد من الأمراض الخطيرة الأخرى كالسكري والضغط وأمراض القلب وغيرها من الأمراض.

واقع مرض السرطان داخل الأردن

لا يمكن أن ننكر حقيقة وجود مرض السرطان وتشعبه بيننا هذه الأيام على الرغم من أننا في مؤسسة الحسين للسرطان نبذل قصارى جهدنا لتسليط الضوء على النور الذي ينتظر المريض في نهاية رحلة علاجه من هذا المرض الفتاك.

يحكي واقعنا المؤلم أن هناك 6000 حالة جديدة بمرض السرطان في السنة الواحدة، لكن الأسوء من ذلك هو أن منظمة الصحة العالمية أشارت إلى أنه على مطلع عام 2030 سوف يكون في الأردن حوالي 12000 حالة جديدة بمرض السرطان في السنة إذا استمررنا بممارسة نفس العادات الغير صحية التي نقوم بها الآن وعلى رأسها التدخين في الأماكن العامة، لذلك فإنني أتمنى من المسئولين ومتخذي القرار في الأردن أن يقوموا بالتوقف عند هذه القرارات حتى لا نُفاجئ جميعاً بكارثة حقيقية في مجتمعنا بعد عشر سنوات من الآن، وهو ما يستدعي منا أيضاً ضرورة التسلح بالمعرفة والتوعية اللازمة وطرق الوقاية من هذا المرض مع الجاهزية الكاملة بمنظومة العلاج من خلال دعم الأبحاث ومراكز البحث فيما يخص هذا الشأن.

هذا الأمر يجعلنا نقول بأننا في الأردن محظوظين كثيراً بوجود مركز الحسين للسرطان على الرغم من أنني أحد العاملين في هذا المركز أو تلك المؤسسة التي نعتبرها جميعاً مؤسسة عالمية لها سمعتها وشهرتها بين الدول خاصةً وأن هناك بعض دول الجوار الأغنى منا لا تمتلك مثل هذا المركز الراقي الذي يحوي بين جدرانه أمهر الأطباء والمتخصصين في علاج هذا المرض، وهذا يعكس النتيجة التي أشارت إلى أن مركز الحسين للسرطان هو الأول عربياً والسادس عالمياً بين كافة المراكز المتخصصة في علاج مرض السرطان حول العالم، وهذا الرقم حتماً لم يأت من فراغ، ومن ثم يمكننا القول بأن مريض السرطان يتم علاجه في مركز الحسين بين أهله وأحبائه، كما أن مركز الحسين الآن يُستشار في حالات عديدة تأتيه من أكثر من مكان في الشرق الأوسط.

 أهم محاور الوقاية من مرض السرطان

هناك عدة محاور يدعمها مركز الحسين للسرطان في حملته لمواجهة مرض السرطان من بينها:

  • الأكل الصحي: قد قمنا بالرمز إلى هذا المحور برمز التفاحة حيث قمنا بتوزيع تفاحة خضراء على الجميع في كل الإشارات المرورية لكافة محافظات المملكة الأردنية حتى نذكر بها الجميع بضرورة الأكل الصحي للوقاية من السرطان.
  • الحركة والرياضة: عند الحديث عن الرياضة يجدر بنا الذكر أن الرياضة لا تعني الذهاب إلى النوادي والجيم فحسب، وإنما الرياضة تعني المشي بدلاً من ركوب السيارة أو ممارسة الحركة بشكل يومي.
  • الامتناع عن التدخين خاصةً التدخين السلبي في الأماكن العامة.
  • البعد عن الشيشة خاصةً للسيدات لأن الشيشة أو الأرجيلة الواحدة تعادل 60 سيجارة من حيث الخطورة.
  • التأمين الصحي لمرض السرطان.
  • الكشف المبكر عن هذا المرض عن طريق إجراء الفحوصات الدورية المختلفة.

وختاماً، تكمن رسالتنا بشكل عام للوقاية من مرض السرطان في ضرورة اتباع نمط غذائي وحياتي صحي كما سبق الذكر، مع الانتباه إلى أن هذا التغيير لن يأتي مرة واحدة أو فجأة كما يتوهم البعض، وإنما يأتي تدريجياً من خلال التقليل في تناول السكر والحلويات شيئاً فشيئاً مع استبدالها بالفواكه، هذا إلى جانب التقليل من التدخين تدريجياً، والاعتياد بشكل تدريجي على المشي والحركة، وهذه هي بعض التغييرات البسيطة التي تقودنا فيما بعد إلى تغييرات دائمة وثابتة في حياتنا.

أما رسالتنا الأخيرة فهي للأمهات وضرورة عملهم الدؤوب على تنشئة جيل جديد يعرف قيمة النمط الغذائي والحياتي الصحي اللازم للوقاية من شتى الأمراض الخطيرة.

أضف تعليق

error: