اضطرابات النوم وسرطان الثدي

تمت الكتابة بواسطة:

سرطان الثدي،Breast Cancer،صورة
سرطان الثدي

الحصول على نوم جيد قد يكون سلاحا قويا في محاربة سرطان الثدي، وتعتبر هذه خلاصة دراسة حديثة اعتدتها منظمة الصحة في دبي بشأن اضطرابات النوم، وذكرت الدراسة أن قلة النوم ترفع خطر إصابة السيدات بسرطان الثدي بنسبة تصل إلى ٦٠٪، وترتبط قلة النوم بالكثير من الأمراض الخطيرة كالسكتات الدماغية، والسمنة، والسكري، وهناك دراسة أمريكية سابقة أظهرت ارتباط اضطرابات النوم والأرق بسرطان القولون، كما قدمت أيضا دليلا على ارتباط نقص النوم يعرض السيدات للسرطان بوجه عام، وتتعدد أشكال اضطرابات النوم، وهي تحدث بسبب الإجهاد والتوتر بسبب العمل أو بسبب الشيخوخة وتعاطي أدوية معينة، والأطباء في هذه الدراسة أكدوا على الدور الكبير الذي يقوم به هرمون النوم المسمى “ميلاتومين” في الجهاز المناعي لجسم الإنسان وتحديدا السيدات، فالحرمان من النوم يعيق إفراز هذا الهرمون، مما يؤثر سلبا على هرمون أخر هو هرمون “الاستروجين” الذي ترتبط نسبة ارتفاعه عادة بسرطان الثدي، وعلى حسب إحصائيات رسمية محلية، فان حالات الإصابة بسرطان الثدي ارتفعت بحوالي ٢٠٪ خلال السنوات الست الماضية، ويساهم الوعي بهذا المرض في الكشف المبكر عنه في فرصة العلاج والشفاء التام منه.

وصرح الدكتور “إرشاد إبراهيم” أخصائي الأمراض النفسية والعصبية وطب النوم بدبي، لقناة “سكاي نيوز عربية”، على ما يلي:

أولا: أهمية النوم على صحة الإنسان بشكل عام:

ما أهمية النوم على صحة الإنسان بوجه عام؟
أجاب د “إرشاد إبراهيم” قائلا: عادة ما نمضي ثلث حياتنا نائمين وبالتالي نحن بحاجة للنوم لأنه مهم للتنفس، ولنظام المناعة، ولتفادي الأمراض المزمنة، نحن بحاجة للنوم العميق، وكلما تعلمنا أكثر عن النوم تعلمنا فوائده.

ثانيا: النوم المتقطع ولكن لساعات طويلة:

فهناك بعض الأشخاص يعانون من الأرق، ومن يستيقظون من النوم عدة ساعات من الليل، فهل هذا يؤثر على الصحة؟
أجاب د “إرشاد إبراهيم” عندما نقيم نوم الأشخاص ننظر إلى عنصرين في النوم الكيمة والنوعية:

١. الكمية: فمعظم الأشخاص يحصلون على ما يكفي من النوم من حيث الكمية، ولكن إن كنتم تنامون بما فيه الكفاية ولكنكم تستيقظون متعبين أو تستيقظون كثيرا خلال الليل، أو تشعرون بتعب في الصباح، فذلك يدل على أن هناك مشكلة في النوم.

٢. النوعية: تتأثر نوعية النوم بأمور عديدة مثل التأثيرات البيئية، والحرارة، والتلوث بالضجيج، وهناك أمور أخرى مثل الشخير أو ربما توقف التنفس المنتظم خلال النوم، وتراجع نسبة الأكسجين التي تصل للشخص خلال النوم، وتيقظ متعبا، والكثير من الأشخاص لا ينامون بشكل جيد وخاصة النساء الحوامل اللاتي يشعرن بإزعاج في أقدامهم، وبالتالي يؤدي ذلك إلى عدم النوم بشكل جيد، وأيضا هناك الأشخاص الذين يعانون من الأرق أحيانا يؤدي ذلك إلى فشل على مستوى نظام المناعة، وبالتالي يؤدي إلى مشاكل وأمراض مزمنة.

ثالثا: التأثير بالنسبة للرجل والمرأة:

كيف يختلف التأثير من الرجل إلى المرأة، وهل تأثير قلة النوم للرجل تختلف عن قلة التأثير عن أو على المرأة؟
صرح د “إرشاد إبراهيم” أن قلة النوم له تأثير متساوي لدى الرجال والنساء، ونحن لسنا مجهزين للتعامل بشكل أفضل مع قلة النوم إن كنا رجالا أو نساء، ولكن إجمالا أن غالبا أن النساء ينصحن بالاستعانة للمساعدة من قبل الطبيب بفترة مبكرة إن عانين من هذه المشكلة، وبالتالي غالبا ما تشعر المرأة بهذا التأثير قبل الرجل.

رابعا: أساس ظهور سرطان الثدي عند النساء:

إلى أي مدى يكون قلة النوم عامل أساسي في ظهور سرطان الثدي عند المرأة؟
أجاب “إرشاد إبراهيم” أن السرطان هو التحدي الأكبر الذي نعاني منه حاليا، فبالتالي من الأهمية بمكان أن نبحث في كل العوامل التي تؤدي إلى السرطان أو جعل حالة السرطان أسوأ أو ربما تؤثر على الاستمرارية على المدى البعيد، وكان هناك بحوث أجريت على الأشخاص وما يشعرون به قبل الإصابة بالسرطان، ومعرفة ما يمكن القيام به من أجل تعزيز أمد الحياة لدى الأشخاص الذين يصابون بالسرطان، وما لاحظناه هو أن من خلال الأشهر أو السنوات التي تسبق الإصابة بالسرطان تبرد حالة الاكتئاب، أو النوم المتقطع أو غير المنتظم، وبالتالي هذا يشير إلى أن هؤلاء الأشخاص تتغير أنظمة نومهم عما كانت عليه في السابق، وبالتالي لو تمكنا من تحديد هذه الأمور في وقت مبكر ذلك يعني إننا سوف نتمكن من اكتشاف السرطان في وقت مبكر، كما صرح د “إرشاد إبراهيم” أيضا من بين الأعراض هو التعب الكبير جدا خلال ساعات النوم بالنهار والشعور بالنعاس والحاجة للنوم خلال ساعات النهار أيضا، هؤلاء الأشخاص أيضا يعانون من الأرق وصعوبات في النوم، وما تشير إليه بعض الدراسات حاليا، هو إننا لو عالجنا مشاكل النوم بعد تشخيص شخص معين بالسرطان يمكننا أولا من خلال معالجة الأرق أو مشاكل النوم أن نساعدهم على التعامل والتجاوب أكثر مع العلاج وزيادة العمر المتوقع لهم، وأيضا هناك دراسات أجريت في بريطانيا والولايات المتحدة تنتظر علاقة تحسين النوم بتحسن حالة المصابين بمرض السرطان.

خامسا: الاستيقاظ الصحي:

هل بالضرورة بمكان أن نتحدث على الاستيقاظ الصحي أيضا؟
أشار د. إبراهيم، أهم ما يتعلق بالنوم والاستيقاظ هو الانتظام، حيث يكون هناك وقت محدد للنوم ووقت محدد للاستيقاظ كل صباح، وإذا كنا نريد أن نبرمج أنفسنا من المهم أن نستيقظ في الموعد المحدد ونعطي أنفسنا وقتا قبل النوم لندخل في هذه الحالة وننام، وأيضا علينا أن ننظر في حالتنا خلال النهار، فان كانت ليلتنا سيئة فيومنا سيكون سيء أيضا، وبالتالي ينبغي التركيز على تنظيم النوم والاستيقاظ، وإتباع حمية غذائية صحية، وعدم التدخين، وممارسة الرياضة.

سادسا: عدد الساعات المناسب للنوم:

أشار د. إرشاد، في حواره على أن عدد الساعات تخضع للقاعدة التالية وهي “إن ساعات النوم يجب أن تؤدي إلى يوم جيد وفعال”.

كما أشار أيضا إلى أن العام الماضي كان هناك مركز للنوم في الولايات المتحدة الأمريكية، حددت فيه دراسة تقول أن عدد ساعات النوم يجب أن تكون ما بين ٧ إلى ٩ ساعات، فانه لو استيقظ وشعر بتعب أو نعاس فذلك مؤشر واضح وصريح على أن نوعية النوم ليست جيدة، وعليه استشارة الطبيب.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: