إنها حقا عائلة محترمة

تمت الكتابة بواسطة:

تعرفت عليها من خلال عملي، وكلما توطدت علاقتي بها كلما ازددت احتراما وإجلالا لها ولزوجها الفاضل، عملت هي كصحفية ذات قلم راقي وطموح عالٍ، وعمل هو كمدير تنفيذي في إحدى الشركات.

بدءا حياتهما بشكل متواضع جداً وبرواتب تتبخر عادة في منتصف الشهر، فاستكملا حياتهما بالأقساط الشهرية واستعانا بالجمعيات خاصةً بعد أن أنجبا توأمين فرضا عليهما تكاليف معيشية مضاعفة.

وبالرغم من ذلك كان عليهما أن يسيرا بشكل متوازي ليدعما حياتهما المهنية حتى لا يتخلفا عن مواكبة العصر وبالتأكيد لتحقيق زيادة بالدخل؛ فاتفقا عرفيا على أن تكون الأولوية لـ”هو” نظراً لأن راتبه كان يزيد عن راتب “هي” بـ400ج، وكانت حاجته لتطوير لغته الانجليزية أكثر حاجة منها والمتوقع أن تستغرق عام كامل، ويليها حاجته لدبلومة في الإدارة قد تستغرق عامين كاملين من أحد المعاهد الكبرى.

بينما قبلت هي أن تستغني عن دورات الإنجليزية لتفوقها النسبي فيه، واكتفت بتطوير ذاتها بالقراءة، ولكن كان عليها أن تطور مهنتها للترقى في وظيفتها، والترقي في حد ذاته يتطلب تأخر في العمل وعمل ميداني يستحال ضبطه أو الالتزام فيه بوقت محدد.

“عام لي وعام لك”

لذلك ارتضيا أن يبدأ “هو” بدورات الإنجليزية والتي كان يهدي نجاحه فيها في كل مرحلة لزوجته التي ارتضيت أن تفوت على نفسها فرصة للعمل بجريدة خاصة براتب مجزي لكن بمواعيد شبه مفتوحه مما يضطرها لوضع الطفلين بحضانة تستقطع الزيادة المرجوة لصالحهما.

وتفوق الزوج بالفعل في دورات الإنجليزية تقول هي: بعد أن أنهى زوجي شهادته حملها لوالدته وقال لها أن نجاحه ما هو إلا “نتيجة لتغاضي زوجتي عن طموحها”.. هذه الكلمات أسرتني خاصة أني لم لأتوقعها وحملتها كوسام على صدري.. أعلم أنه واجبي لكن اعترافه بمساندتي له دفعني لتجاهل طموحي ولو بشكل مؤقت، لكنه فاجئني مرة ثانية ليترك لي العام الحالي دون أن يستكمل دراسته في الإدارة لأطور نفسي بدورات تدريبية أو شهادات عالمية أو حتى لممارسة موهبتي في كتابة القصص القصيرة”.

وبالفعل استكملت “هي” مشوارها هذا العام فطورت نفسها بدورات تدريبية في الصحافة الورقية والإلكترونية، وتحصلت على الجائزة الأولى في القصة القصيرة في أحد مسابقات قصور الثقافة وحققا بذلك نظريتهما “عام لي وعام لك”.

الشراكة المنصفة

وبينما كانت “هي” في دوراتها التدريبية كان هو مع توأميه يطعمهما ويغير لهما الحفاضات —كما دربته هي— ويدير الغسالة ويضبط برنامجها ويسخن الغداء، حتى تعود “هي” لتعد السلطة وتضيف لمساتها الأخيرة.

يقول “هو”: تعاوننا نابع من إيماننا بأن الزواج مشاركة منصفة بين الطرفين ولا نؤمن بتصاعد طرف على حساب آخر، هي مسألة تبادل فرص ورضا بقضاء الله أيا كان”، ويرى “هو” أن المشاركة والمناصفة لا تقتصر فقط على الحياة العملية فقط فيقول: “أثناء أحداث الثورة كنا نتقاسم اليوم لفترتين: الأولى لها تنزل للميدان فترة الصباح وأبقى أنا مع أطفالي، والثانية لي في فترة المساء، لأعود بعد منتصف الليل نتبادل الحديث ونروي لبعضنا ما شاهدناه بالميدان”.

بقلم: رغداء بندق


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: