أنواع فيروسات العين وتأثيرها على النظر

فيروسات العين

من الممكن أن تؤدي العدوى الفيروسية التي تصيب العين إلى عدم وضوح في الرؤية، معتمدة على نوع ومنطقة العدوى، في بعض الحالات لا يستطيع وصف العلاج المناسب لها، وفي أغلب الحالات يصف طبيب العيون قطرة للعين لتخفيف الألم الناتج عن العدوى الفيروسية.

فيروسات العين الأكثر شيوعاً

يقول “د. بهاء جبر” أخصائي جراحة العيون: أن العين هي الجزء المواجه للبيئة المحيطة لنا، ولها الكثير من الآليات والأدوات التي تساعدها على حماية نفسها من كل الأشياء الموجودة في البيئة مثل الفيروسات، في الطب هناك الكثير من الفيروسات التي تصيب العين مثل فيروس “الأدينو”، وفايروس “الهيربس”.

وهذه هي أكثر الفيروسات انتشاراً والتي تصيب العين، وأنواع الفيروسات كثيرة جداً تصل إلى ٥٠ أو ٦٠ نوع تختلف في الصورة السريرية، وجميع الفيروسات التي تصيب العين لها طريقة تعامل واحدة إذا أصابت الإنسان.

أكثر فيروسات العين ضرراً

من أكثر أنواع الفيروسات التي تصيب العين ضرراً هو فيروس الهيربس، وهو نفس الفيروس الذي يصيب الشفاه عند الأطفال عند ارتفاع حرارتهم، وينتمي لعائلة كبيرة، وله العديد من الأنواع والدرجات في الخطورة، والخطورة تأتي من النسيج الذي قد يصيبه الفيروس في العين، حيث يمكن إصابة جفن العين، وملتحمة العين التي تغطي بياض العين.

وفي هذه الحالة يمكن للجسم مقاومته، ويمكن محاربته بالأدوية المضادة للفيروسات، ولكن إذا وصل الفيروس للجزء الشفاف للعين، وهي قرنية العين، أو إذا وصل للسائل الموجود داخل العين، ويخترق جميع وسائل الحماية، ينتشر وينمو بقوة شديدة، وهنا يجب تدخل الطبيب لوقف الانتشار، لأن تكاثر الفيروسات سريع للغاية، ومن الممكن دخوله إلى أنسجة العين الداخلية.

وقد يسبب مشاكل دائمة يصعب التخلص منها، والسائل الموجود داخل العين هو أنقى سائل موجود على وجه الأرض، حيث لا يوجد داخله أي نوع من الفيروسات أو البكتيريا، وهو سائل مُغذي ويحتوي على الجلوكوز، والأحماض المعدنية، والمواد التي تُغذي العين.

طرق الوقاية من الإصابة بفيروسات العين

الوقاية هي خير من العلاج في جميع أنواع الأمراض في جسم الإنسان، وهذا الفيروس يبدأ بالجهاز التنفسي، والبلعوم، ثم ينتقل إلى العين في كثير من الحالات، وموطنه الأساسي هو الجهاز التنفسي، لذلك يجب استخدام منديل عن السعال، والابتعاد عن أي شخص مصاب، والحفاظ على غسل اليدين دائماً بالماء والصابون.

يمكن الوقاية بنسبة ٩٥٪ من المشاكل التي قد تصيبه، ويجب عند إصابة أي شخص من أفراد المنزل بسعال أو سيلان بالأنف، أو التهاب بالعين، يحب أن تكون أدواته الشخصية خاصة به وحده ولا يستعملها غيره، ويحافظ على وجود المعقمات الكحولية، وتنظيف يديه، لأن مجرد تلامس أي عضو مصاب بهذا الفيروس يجعل انتقاله سهل وسريع.

أعراض التهابات العين

وتابع “د. جبر” تختلف الأمراض التي تصيب العين في قوتها، وعلى حسب نوع الفيروس ومكان الإصابة، وجميع الالتهابات التي تصيب العين سواء فيروسية، أو بكتيرية، أو تحسسية، أو مناعية، جميعها متشابهة ومتداخلة حتى على طبيب العيون نفسه.

فطبيب العيون يقوم بفحص عين المصاب، يجد علامات خاصة بالالتهابات الفيروسية في أماكن داخل ملتحمة، ومن أعراض الالتهابات الفيروسية نزول سوائل من العين مثل الدموع ولكنها لزجة، على عكس الالتهابات البكتيرية، فهي تكون ملتصقة.

والأعراض تبدأ بالتهاب الحلق، ويتم أخذ أدوية تخفف من التهاب الحلق، وبالتالي يتم التخفيف من الاعراض، وجميع القطرات الخاصة بالالتهابات الفيروسية هي قطرات مضادة للالتهاب، وتخفف الاحمرار والوجع والدموع، ومضادة للبكتيريا أيضاً، وانشغال الجهاز المناعي في محاربة الفيروس تبدء بتهيج النسيج الموجود حول العين واحمراره مع بعض الألم.

وكل هذه الأعراض تكون لحماية كرة العين الغالية، والتي يعتبرها الجسم هي العضو الأساسي للرؤية، والالتهاب الذي يوجد خارج العين بالرغم من شدته فإنه لا يؤذي النظر، فالجهاز المناعي يحارب الفيروس في المنطقة خارج العين لإبعاده عن أنسجة العين وسوائل العين.

ولكن انشغال الجهاز بهذه المشكلة في بعض الأحيان قد يعطي الفرصة لجراثيم وبكتيريا انتهازية تستغل فرصة انشغال الجهاز المناعي بهذا الفيروس وتدخل على العين وتسبب التهابات ثانوية في كثير من الأحيان تكون أخطر من الالتهاب الفيروسي الأصلي، ولذلك مراجعة طبيب العيون وتشخيص نوع الالتهاب، هو جزء أساسي في العلاج.

وخصوصاً عند الأطفال لأن كثيراً ما يحدث تداخل في الأعراض يصعب على أي شخص تمييزها، لذلك يجب مراجعة الطبيب لتحديد نوع الالتهاب، واختيار نوع العلاج المناسب.

تأثير فيروسات العين على النظر

العين جزء حساس للغاية، ملئ بالمواد المغذية، وبالتالي إذا استطاعت الفيروسات الوصول لأنسجة العين الداخلية مثل سائل العين المائي، أو عدسة العين، أو مشيمة العين، يصبح هناك وسط مريح للتكاثر والأذى، وتؤثر مباشرة على العين، التهاب الأدينو فايروس منتشر كثيراً في الوقت الحالي، إذا أصاب الملتحمة لا تكون هناك أي مخاطر على النظر لأنه سيؤدي إلى احمرار ودموع وسوف يقوم الجهاز المناعي بمحاربة الفيروس، ولكن إذا وصل للقرنية سوف تكون هناك الكثير من الآلام وتجف القرنية.

وعند دخوله للسائل الزجاجي وعلى مشيمة العين، يؤثر على ضغط العين وطريقة تصريف العين للسوائل، وقد يحدث أذى دائم للعين، ولذلك دائماً تكون الوقاية خير من العلاج، وعند محاربة الفيروس في المراحل الأولى قبل الوصول لأنسجة العين، قبل الوصول لأنسجة العين الخطيرة، يمكن تجنب حدوث المضاعفات التي قد تستغرق أشهر في علاجها، وقد تؤدي إلى ضرر دائم على النظر.

الفيروسات هي بطبيعتها موسمية، تختار مواسم معينة للنشاط، وتختار مواسم معينة للخمود، وفيروس الأدينو موسمه يكون في فترة تغيير الفصول، عند الانتقال من فضل لآخر، وعند انتشار الالتهابات الفيروسية والسعال، ويبدأ النشاط بالرزاز الذي يخرج من الأنف، هناك فيروسات متخصصة بأنسجة معينة في العين مثل التهابات الهيربس، والالتهاب الذي يسبب الحزام الناري.

وهذه الفيروسات أخطر من فيروس الأدينو، وهي ليست موسمية، وقد يعيش داخل جزء من الأعصاب التي تغذي العين لفترة طويلة، ويستغل الفرصة أثناء ضعف الجهاز المناعي، أو إصابة الجسم بأي مرض، يبدأ هذا الفيروس في الانتشار، وهو بالفعل موجود داخل أنسجة الجسم، ومقاومة هذه الفيروسات بالوقاية قبل الدخول لأنسجة العين، أفضل من مقاومتها بعد الدخول لأنسجة العين.

هل إصابة أحد العيون يؤثر على العين الأخرى؟

ليس من الضروري عند إصابة أحد العينين بالتهاب انتقال هذا الالتهاب إلى العين الأخرى، وإذا تم الالتزام بالنصائح والتعليمات يمكن الوقاية من إصابة العين الأخرى، وهذه الفيروسات لها فترة خمود، حيث من الممكن أن تصيب العين ولكن الأعراض لا تظهر لفترة، فعند الشعور بالأعراض، يكون الفيروس بالفعل موجود في العين منذ فترة وهذه الفترة تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين بدون أي أعراض.

ولذلك يجب وصف علاج التهاب العين لكلتا العينين، والتنبيه لضرورة عدم حك العين باليد، حتى القطرات التي تستخدم للعين يجب تعقيمها بمادة كحولية، وتعقيم اليدين بمادة كحولية، لأنها من الممكن أن تكون مصدر للعدوى، ويجب استخدام الأدوات الشخصية بطريقة شخصية ولا يُسمح لأي شخص آخر باستخدامها.

نصائح للوقاية من فيروسات العين

  • العين مثل الدُرة التي أهدانا الله عز وجل، والحفاظ عليها هو شيء أساسي، ويتم الحفاظ عليها بمراجعة الطبيب بشكل دوري، وخصوصاً للأطفال، لأن الطفل لا يشتكي ولا يمكنه تمييز الأعراض، لذلك يجب انتباه الأهل عند ملاحظة الأعراض لدى أطفالهم، ومراجعة الطبيب.
  • عدم استخدام قطرات العين بدون مراجعة الطبيب، لأن بعض القطرات تحتوي على مواد خطيرة قد تؤدي إلى أذى أكبر من الالتهاب الأصلي نفسه.
  • يجب استشارة الطبيب المختص قبل الدخول في عمليات تصحيح البصر وجراحة العيون، وعدم اللجوء للمواقع الموجودة على الإنترنت لأنها تحتوي على معلومات غير صادقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top