أعراض السكتة الدماغية

تمت الكتابة بواسطة:

الطب،جديد،رجل، صورة
جديد الطب

ما هي أعراض السكتة الدماغية؟

أوضح “د. مارتن إيبينفر” (طبيب متخصص في السكتات الدماغية في مركز بحوث السكتة الدماغية في مستشفى شاريتيه الجامعي ببرلين ألمانيا) أن عامل الوقت مهم للتعامل مع السكتة الدماغية حيث أن لكل دقيقة أهميتها. أعراض السكتة الدماغية قد تختلف من شخص إلى آخر، لكن هناك أعراضاً محددة نسبياً وشائعة مثل: (الخدر في زاوية الفم أو الذراع وفقدان المرء القدرة على رفع يديه – فقدان القدرة على الكلام أو فهم الآخرين أو كلا الأمرين معاً) ، فعندما يستطيع المرء التأكد من وجود هذه المؤشرات فعليه ألا يتأخر في التصرف والاتصال بالطوارئ مباشرةً.

لماذا يتفاعل الدماغ بحساسية مع السكتة؟

أوضح “د. مارتن إيبينفر” أن الخلايا العصبية الدماغية هي الخلايا الأكثر حساسيةً لنقص الأكسجين في الجسم، ويمكن تحديد ذلك كمياً، ففي الدقيقة الواحدة قد يتلف ما يصل إلى مليوني خلية عصبية عند توقف تدفق الدم، فلك أن تتخيل ما يمكن أن يحدث إذا أهدر المرء ١٠ دقائق في استشارة أحد ما ليس له علاقة بالطب فحينها سيتضاعف العدد ويصل إلى ١٩ مليون خلية متضررة. وهذه الخلايا التي توقفت لن تعود مرة أخرى، لذلك من المهم نقل المصاب إلى المستشفى ليتلقى الرعاية الطبية المناسبة بأسرع وقت ممكن، ويتضمن ذلك استئصال المناطق التالفة الأمر الذي يتخذ وقتاً طويلاً، ويتطلب أيضاً اتخاذ العلاج المناسب لإنقاذ الخلايا المهددة بالتلف بأسرع وقت ممكن.

ما الذي يحدث بالضبط أثناء السكتة الدماغية؟

أوضح “د. مارتن” أن هناك أنواع مختلفة من السكتة الدماغية. والنوع الأكثر شيوعاً منها هو ذلك الناتج عن انسداد الشرايين الدموية التي توصل الغذاء والأكسجين للدماغ، ويسمى هذا النوع بـ “السكتة الدماغية الإقفارية”. وهناك نوع آخر نادر الحدوث وهو “السكتة النزفية” والتي تنتج عن تمزق الأوعية الدموية مما يسبب أضراراً كبيرة للخلايا العصبية، ويؤدي التمزق إلى عدم وصول الدم بشكلٍ منتظم إلى الخلايا العصبية، وهذا النوع من السكتات يُشكل ما يقرب من ربع السكتات الدماغية التي تحدث، فالجلطة الدماغية هي الأكثر شيوعاً.

بعد الرعاية الطبية في قسم الطوارئ يُنقل المرضى إلى وحدة السكتة الدماغية. فما الذي يحدث في وحدة السكتة الدماغية؟
أوضح “د. مارتن إيبينفر” (عبر شاشة دويتشه فيله) أن المريض الذي يُنقل إلى وحدة السكتة الدماغية يتلقى رعاية من فريق متعدد التخصصات، إلى جانب الأطباء المختصيين في السكتات الدماغية فهناك فريق رعاية مُدرب ومتخصصون بالعلاج الوظيفي والطبيعي ومشاكل النطق وأخصائيون اجتماعيون، يعملون جميعاً مع بعضهم البعض لمساعدة المريض على الشفاء من السكتة الدماغية ومنع المضاعفات وتحديد الأسباب التي أدت إلى إصابة المريض بالسكتة. هذا يعني أنه يتم منذ الساعة الأولى محاولة تجنب حدوث سكتة دماغية ثانية قدر الإمكان، والتي يكون احتمال حدوثها كبير عادةً. وهذا تماماً هو محور عمل وحدة السكتة الدماغية.

هل يحقق المرضى في وحدة السكتة الدماغية نتائج أفضل ممن يتلقون العلاج في مستشفيات عادية؟
أكد “د. مارتن إيبينفر” أن هذا ما يحدث، فهي جزء من الطب المبني على البراهين عندما يتعلق الأمر بالسكتة الدماغية. هناك تحليلات عدة تُبين أن المريض الذي يتلقى الرعاية في وحدة السكتة الدماغية يُحقق نتائج أفضل من المريض الذي يتلقى العلاج في وحدات عادية أخرى غير المتخصصة بعلاج المصابين بالسكتات الدماغية.

هل هذا يعني أن على المريض ألا يذهب إلى مستشفى عادي وإنما عليه أن يذهب إلى مستشفاً قد يكون أبعد لكنه يحتوي على وحدة سكتة دماغية؟
أوضح “د. مارتن” أن بكل الأحوال على المريض ألا يبقى في السيارة، وهناك قواعد للطوارئ في هذا الوضع. القاعدة الأولى بسيطة وهي التوجه إلى أقرب مستشفاً مناسب، ومعنى مناسب هنا هو أن تتوافر فيه وحدة السكتة الدماغية، أي أنه يتوجب على المريض ألا يتوجه إلى مستشفاً لا يقدم هذه العلاجات التي تكون مهمة في البداية للوصول إلى نتائج أفضل.

أحدهم تعرض لسكتة دماغية قبل عام ونصف عام وهو الآن في الثالثة والسبعين من عمره ويعاني من السكر ويتناول أدوية تخفض ضغط الدم. هل من الممكن أن يكون هذا الشخص قد شُفي تماماً من السكتة الدماغية؟
أوضح “د. مارتن إيبينفر” أن الغالبية العظمى من التحسنات يمكن ملاحظتها في الأشهر الأولى، ونرى من خلال معظم الدراسات لتي تتناول حالة المريض بعد ثلاثة أشهر من الإصابة بالمرض ومن ثم نقرر ما ستؤل إليه الأمور. هذا لا يعني بأنه ليس هناك تحسن يطرء على حالة المريض بعد ثلاثة أشهر، لكن إذا كان المريض يعاني من آثار المرض منذ عامٍ ونصف العام فإن من غير المتوقع أن تختفي هذه الآثار تماماً، وذلك لأن الإصابة لم تكن إصابة خفيفة.

هل هذا يعني أن التدريب هو الحل؟
أكد “د. مارتن إيبينفر” أن التدريب المستمر جيد ويساعد كثيراً أيضاً، فالمرء يعتقد أن الأمر متعلق بالذراع أو الساق المشلولة لكن بناء الإنسان أكثر تعقيداً من ذلك بكثير، وكثيراً ما نرى المرضى يصابون بالاكتئاب بسبب السكتة الدماغية، ومن المهم ألا يصبح هؤلاء على هامش الحياة بل يجب أن يتلقون الدعم الذي يحتاجونه داخل إطار العائلة، فيجب تقديم المساعدة التي يحتاجها وفي نفس الوقت العمل على تشجيعه على مساعدة نفسه لكي ينخرط في الحياة مجدداً.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: