أسباب وأعراض المياه الزرقاء في العيون وعلاجها

المياه الزرقاء ، اعتلالات العيون ، العيون ، المياه البيضاء

ما هي المياه الزرقاء؟ وما الفرق بينها وبين المياه البيضاء؟

أشار الدكتور “طلال شرف” إختصاصي أمراض وجراحة العيون إلى أن المياه الزرقاء (وتُعرف أيضًا بأسماء الزَرَق والجلوكوما والمياه السوداء) هي عبارة أن تَأذِّي العصب البصري مع تضيُّق في المساحة البصرية حتى يصل المريض للقدرة فقط على الرؤية المركزية، وغالبًا ما تحدث الإصابة بالجلوكوما نتيجة لإرتفاع ضغط العين. والمياه الزرقاء من الأمراض الخطيرة التي تتطلب المداومة على الفحص دون إنقطاع وخصوصًا بعد تجاوز عمر الـ 40 ومع من يمتلكون تاريخ عائلي مع المرض، وذلك للسيطرة على المرض ومضاعفاته والتي قد تصل إلى العمى.

أما المياه البيضاء فهي عبارة عن تدني القدرة البصرية بشكل تدريجي نتيجة لتكثف بروتينات عدسة العين، ويُصاب بالماء البيضاء مرضى السكري بوتيرة أسرع من الأصحاء، وهو مرض بسيط وشائع الإنتشار مع تقدم العمر، وعلاجه لا يتعدى تدخل جراحي بسيط لإستبدال عدسة العين المعتمة بعدسة أخرى صناعية.

كيف يُشخص الجلوكوما طبيًا؟ وهل تظهر له أعراض مبدئية؟

توجد مجموعة من الظواهر التي تُظهر للطبيب المُعالِج أثناء الفحص ضرورة قياس ضغط العين لإحتمالية وجود إصابة بالمياه الزرقاء، ومنها:
• تقعر أو شحوب أو ضغط العصب البصري.
• ضيق زاوية البيت الأمامي، وزاوية البيت الأمامي هي المسافة بين القزحية التي تُعطي لون العين وبين قرنية العين، فتقلص هذه المسافة يعتبر مؤشر مبدئي على إحتمالية إصابة العين بالزَرَق.

وتابع “د. طلال” قائلًا: مع الأسف لا توجد غالبًا أعراض مرضية ظاهرية مثل الوجع أو تشوش الرؤية تُمكن الشخص العادي من معرفة المرض مبكرًا خصوصًا مع المياه الزرقاء منفتحة الزاوية، وهذا هو السر في تأخر الكثير من المرضى عن الفحص ومن ثَم تُكتشف المياه الزرقاء في مراحل متقدمة جدًا قد يصعب علاجها لأن المريض لا يضطر إلى إستشارة الطبيب إلا بعد فقدان جزء كبير من المساحة البصرية. ومع بعض الحالات المصابة بالمياه الزرقاء المنغلقة الزاوية قد يشعر المريض بألم مجرد في العين أو ألم في العين يُصاحبه القيء إذا وصل ضغط العين إلى معدل الـ 50، ورغم الإصابة بهذا العرض الظاهر إلا أن إرتفاع ضغط العين إلى هذه الدرجة يعتبر مرحلة مرضية خطرة.

وبشكل عام لتفادي الإصابة تمامًا أو لإكتشافها مبكرًا يُنصح بإجراء فحص دوري بمعرفة طبيب العيون مرة واحدة سنويًا على الأقل وخصوصًا مع من تتوافر لديهم العوامل التي تزيد من إحتمالية الإصابة بالمياه الزرقاء، ومن هذه العوامل:
• تخطي سن الأربعين.
• وجود أقارب أُصيبوا بالزَرَق فعليًا.
• أصحاب البشرة الشديدة الإسمرار (الأفريقية) وذلك لإثبات الدراسات إرتفاع نسب الإصابة بينهم بمعدل 5 أضعاف مقارنة بأصحاب البشرة ذات الألوان الأخرى.
• ترتفع نسب الإصابة بالمرض بين النساء مقارنة بالرجال وهو ما يتوجب الإلتزام بالفحص الطبي.

كيف يُعالج مرض المياه الزرقاء؟

أكد “د. طلال” على أن الحل العلاجي الأخير مع المتقدمين في العمر هو التدخل الجراحي، إلا أنه الحل العلاجي الأول مع الأطفال وحديثي الولادة، فمهما كانت آلام العملية الجراحية أو تبعاتها على الصغير والكبير فهي هينة مقارنة بفقد العين والإصابة بالعمى.

وبعيدًا عن العمليات الجراحية يمكننا القول أن الأساس في علاج المياه الزرقاء لدى البالغين هو قطرات العين المعروفة طبيًا باسم حاصرات البيتا، وهي أنواع تعمل على خفض ضغط العين، وقد يُستخدم منها صنف واحد وقد يداوم المريض على إستخدام عدة أنواع بحسب وصفة الطبيب، إلى جانب أصناف دوائية أخرى سواء كانت قطرات أو أقراص. ومع بعض الحالات يمكن إستخدام الليزر لخفض ضغط العين عبر توجيهه إلى زاوية البيت الأمامي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top