آخر التطورات في عمليات الحقن المجهري

صورة , الحقن المجهري , تأخر الإنجاب
الحقن المجهري – أرشيفية

ما هي الممارسات الحياتية التي تزيد من فرص نجاح الحقن المجهري؟

قال دكتور “محمود سامي” زميل الكلية الملكية للنساء والتوليد والعقم. الحقن المجهري عبارة عن عملية متعددة الأركان والمكونات، وتتوقف نتائجها على كفاءة وقدرة وإلتزام كل من الزوج والزوجة والطبيب، فالزوجان يحتاجان بالضرورة أولًا إلى تهيئة نفسية وصحية للقدرة على إتمام الحقن المجهري وعدم الملل أو الكلل عند مرحلة من مراحله.

وبالنسبة للزوج فيحتاج إلى الإلتزام بمجموعة من العادات الحياتية المؤثرة في نجاح عملية الحقن المجهري، وأول هذه العادات وأهمها الإقلاع عن التدخين وباقي المُكيفات والمخدرات إن وجدت، فلنا أن نتخيل أن الزوج الذي يُدخن عشرة سجائر فقط في اليوم يقلل من نسب نجاح الحقن المجهري بمعدل النصف، وهذا ما أثبتته الدراسات الطبية عند المقارنة بين نتائج الحقن المجهري المُنفذ على الأزواج المدخنين والغير مدخنين. لذلك يتطلب نجاح الحقن المجهري إلتزام الزوج بالإقلاع عن التدخين لمدة ثلاثة أشهر سابقة لبدء تنفيذ عملية الحقن المجهري.

أما بالنسبة للزوجة فما قيل عن إلتزام الزوج في جانب التدخين يُقال لها أيضًا ويُشدد عليه أكثر لأنها الأساس والأصل في إتمام عملية الإنجاب.

أضِف إلى ذلك ضرورة إلتزام الزوجة بتعديل وزنها إذا كان زائدًا وإسترجاع وزن الجسم الطبيعي، لأن السمنة والوزن الزائد من أسباب فشل الحقن المجهري، بل قد تتسبب خسارة الوزن الزائد في حدوث الحمل بصورة طبيعية لإنتظام عمليات التبويض وبالتالي الإستغناء عن الحقن المجهري بالكُلية.

ما هي التحضيرات السابقة لتنفيذ الحقن المجهري؟

تختلف الخطوات التحضيرية بإختلاف الحالات المرضية إلا أنها تشترك جميعًا في التعرف على الطبيعة المعيشية للزوجين، ففي بعض الحالات يكون غياب الزوج عن الزوجة لفترات طويلة كالسفر للعمل خارج البلاد مثلًا هو السبب الرئيسي لتأخر الحمل وليس أي سبب مرضي آخر.

وهذا ما تُثبته أو تنفيه الخطوة التحضيرية الثانية ألا وهي إجراء الفحوصات الشاملة والكاملة للزوجين معًا، هذه الفحوصات والتحاليل تهتم عند الزوجة بمستويات الهرمونات في الدم، وكفاءة المبيض وقدرتها على التبويض، ومن ناحية الزوج تهتم الفحوصات بالحالة الصحية للحيوانات المنوية وقدرته على الإنجاب.

وبناءًا على ما سبق من فحوصات وتحاليل يتم التشخيص الدقيق للحالة الإنجابية للزوجين والتعرف على مواطن الخلل والعيوب المؤدية إلى عدم تأخر الحمل.

ثم تأتي التهيئة النفسية الشاملة كخطوة ثالثة، ويتم فيها شرح أسباب الإعتلال وأماكنها، كأن يكون السبب هو خلل في الحيوانات المنوية للرجل أو عِلة ما في بويضات الأم وهكذا. وعلى جانب آخر يتم توجيه الزوجين بالإبتعاد عن الضغوط العصبية من المحيطين وعدم إستعجال النتائج وخصوصًا النساء لأن أية تغيرات نفسية على الزوجة ستؤدي حتمًا إلى تغيرات جمة في إفراز الهرمونات ومن ثَم التأثير على عمليات التبويض والحمل والإنجاب بشكل عام.

وبناءًا على ما سبق جميعًا يتم إتخاذ القرار بحاجة الزوجين للحقن المجهري أو عدمه، كأن يحتاج الزوجين لتعديل ميعاد التبويض بحيث يتناسب مع الفترات الزمنية التي يتواجد فيها الزوج المتغيب دائمًا بجانب زوجته فقط، أما إذا أُقر بإجراء الحقن المجهري يكون من التحضيرات وصف مجموعة من الأدوية العلاجية التي تعمل على تجهيز وتنشيط الأعضاء الداخلية المسئولة عن الإنجاب عند الزوجين، وهذا البرنامج الدوائي عادةً ما يختلف بإختلاف طبيعة كل حالة.

ما هو فرط التنشيط؟ وما كيفية الوقاية منه؟ وما خطورته على الأم؟

أكد “د. محمود” على أنه توجد مجموعة من النساء لديهن زيادة طبيعية في نشاط التبويض، وفي بعض الأحيان قد يُسرف الطبيب في إستخدام منشطات التبويض للحد الذي يُصيب المرأة بفرط التنشيط، لهذا أكدنا سابقًا على أن البرنامج الدوائي التحضيري للحقن المجهري يختلف من حالة إلى أخرى.

السيدات ذات الإستعداد الصحي لفرط التنشيط يتم إتباع أسلوب طبي خاص معهن، ونجد أن المصابات بتكيس المبايض مع زيادة في الوزن من أكثر الحالات إستعدادًا لفرط التنشيط، لأن الوزن الزائد يحتاج إلى إستعمال جرعات أكبر من أدوية التنشيط وبالتالي إمكانية الإصابة بفرط التنشيط، أما الوزن المثالي للجسم يحتاج جرعات تنشيطية أقل وهذا مدعاة للوقاية من فرط نشاط التبويض.

وأشار “د. سامي” إلى أن الجرعات المتبعة مع المصابات بتكيس المبايض يتم زيادتها تدريجيًا، أي يبدأ الطبيب في وصف جرعات قليلة ثم يتدرج في زيادتها شيئًا فشيئًا، وساعد على دقة هذا الإجراء توافر تقنية الحقن بالقلم المتدرج الذي يبدأ بـ 12.5 وحدة وبالتالي فهو يساعد على التحكم في الجرعة مقارنةً بالحقن الجاهزة حيث أنها تأتي بتركيزات ثابتة عند 50 أو 75 أو 200 وبالتالي لا يمكن تقليل التركيز عن المحددات الخاصة بصناعة الحقن.

وإلى جانب التحكم في الجرعات وتدرجها يُراعي الطبيب فحص المريضة على فترات زمنية قصيرة للتأكد من عدم زيادة نشاط التبويض عن المعدلات المطلوبة وبالتالي الوقاية منه.

وبشكل عام يؤدي فرط التنشيط إلى الحمل في أكثر من جنين وهو ما يُعد فشل لإجراء الحقن المجهري ويتطلب التخلص من الأجنة الزائدة وزرع جنين واحد داخل رحم الأم، لأن زيادة عدد الأجنة في الرحم قد تؤدي إلى الولادة المبكرة بما تسببه من خطورة على حياة الأم والجنين أو على الأقل تشوه في الجنين، وقد تؤدي إلى إرتشاح الماء في البطن أو الرئة.

ما الفرق بين الحقن المجهري وأطفال الأنابيب؟

تشترك العملياتان في سحب البويضات خارج جسم الأنثى، ولكن في الحقن المجهري يتم إختيار أقوى وأسلم حيوان منوي عبر العديد من التقنيات الطبية ثم حقنه داخل البويضة ولهذا سُمي بالحقن المجهري، وهو إجراء متبع منذ عام 1992م وحتى الآن، وساهم في حل مشكلات الإنجاب المرتبطة بضعف الحيوانات المنوية أو قلة حركتها أو عدم وجودها في السائل الذكوري بالأساس حيث يتم سحبها من الخصيتين.

أما تقنية أطفال الأنابيب تستلزم سائل منوي جيد وذو كفاءة في تخصيب البويضات بنفسه، لأنه في هذه التقنية لا يتم حقن الحيوانات داخل البويضة بل توضع الحيوانات عليها وتُترك لفترة زمنية تتراوح بين 18 إلى 24 ساعة ليُخصبها الحيوان ذاتيًا.

متى يتم تكرار الحقن المجهري؟ وهل توجد خطورة صحية من التكرار؟

إذا ما فشل الحقن المجهري في المرة الأولى يتوقف تحديد توقيت تكراره على عمر المريضة، لأن الأنثى تولد بداخلها عدد ثابت من البويضات ذات الجودة المحددة ثم ما يلبث أن يتناقص هذا العدد مع كل دورة شهرية بجانب إنخفاض جودة البويضات أيضًا.

لذلك مع الزوجات في عمر الـ 35 يتم تكرار الحقن المجهري بعد ثلاثة شهور كفترة زمنية للإستراحة من الأدوية والحقن وكذلك للراحة النفسية، أما إذا ما تخطى عمر الزوجة الـ 40 فلا توجد فرصة لإضاعة مزيد من الوقت وبالتالي يُكرر الإجراء في الشهر التالي مباشرة.

وأخيرًا توصل اليابانيون إلى تقنية جديدة تساعد بعض الحالات على إعادة تنفيذ إجراءات سحب البويضات بعد نفس الدورة الشهرية للزوجة بدون الحاجة إلى الإنتظار للدورة الشهرية التي تليها.

أضف تعليق

error: