الغيرة عند الابن البكر وكيف نتفادها

الغيرة بين الأبناء

تُعد الغيرة بين الإخوة وخاصة الغيرة عند الابن البكر من الأمور الطبيعية جداً، لا سيما مع وجود طفل آخر يُشارك الابن البكر كل الامتيازات، فعلى الأهل توقع ذلك، وإن حاولوا السيطرة على هذه الغيرة والحد منها في مرحلة الطفولة.

غيرة الابن البكر

تقول “نادين جودي” أستاذة علم النفس التربوي: إذا لم يغير الابن البكر من أخوه الصغير، يُعتبر ذلك سلوك غير طبيعي؛ فالغيرة عند الإخوة ظاهرة طبيعية.

فيقوم الابن البكر بسلوك الغيرة لكي يُثبت وجوده، وكذلك لتعويضه عن الحرمان والنقص بسبب وجود هذا الطفل الذي أخذ منه كل الحب والاهتمام من الأهل. فهي انفعال طبيعي بين الإخوة، ولكن تُصبح الغيرة سلوك مرضي إذا لم ينتبه إليها الأهل.

الأخطاء التي يقع فيها الأهل لزيادة الغيرة عند الابن البكر

يقع بعض الأهل في الكثير من الأخطاء في معاملة الأبناء، ومنها التدليل الزائد؛ حيث يُسبب التدليل المُبالغ فيه في معاملة الأبناء في وجود الغيرة بينهم. لذلك يجب على الأهل عدم التمييز بين الأبناء وتدليل طفل دون الآخر. وعليهم أيضاً ترسيخ فكرة المساواة بين الأبناء، فكل فرد في الأسرة له حقوق، وعليه تقبل الآخر.

وتنصح “جودي” الوالدين بالإنصاف بين الأبناء في اللعب معهم، وعدم تفضيل طفل دون آخر، فالأطفال الصغار أكثر حساسية وشعوراً بتغير الأهل اتجاههم، في التصرفات والأفعال، والكلام أيضاً.

بجانب إعطاء الطفل الإثباتات دائماً على أنه كان مُدلل وهو صغير، فكما يُدلل الأب الابن الأصغر حالياً، كان يُدلل الابن البكر في الصغر. ومحاولة إفهام الطفل أن أخاه بحاجة إلى حنان ورعاية، قد أخذهما وهو صغير.

وفي حال التوأم؛ على الأهل توزيع الاهتمام والرعاية بينهم، فإذا حمل الأب أحد التوأم يجب على الأم حمل الآخر، حتى لا يشعر أحدهما بالنقصان في المعاملة. وأن نحاول قدر المستطاع العدل بين أبناءنا.

كما أن انفعال الأطفال يختلف من مرحلة عمرية إلى أخرى، فنذكرهم دائماً بأن لديهم مميزات عديدة قد لا توجد عند الآخرين.

فيحمدون الله على كل هذه النعم. وعلينا أن نُعلم أطفالنا أننا مُختلفون فما ينقصه من الطبيعي أن يكون موجود لدى غيره. فعلى الأهل تجنب مرحلة الغيرة حتى لا تصل إلى مرحلة مرضية عند الطفل.

كيف نتعامل مع الغيرة عند الابن البكر

يجب الانتباه عند ملاحظة غيرة الأخ الأكبر من المولود الجديد؛ فبعض الأطفال يقومون بضرب إخوانهم الصغار وهو يلعبون معهم، ولكن إذا كان سلوك الطفل غير مؤذي للطرف الآخر أو هو سلوك لإثبات الوجود فقط؛ فلا توجد مشكلة.

أما إذا وصل سلوك الطفل إلى مرحلة الإيذاء، فهنا يجب على الأهل التدخل، فربما يرجع سلوك الغيرة عند الطفل إلى توقف الأهل عن الاهتمام به، وتركه ينام بمفرده في غرفة أخرى.

لذلك تنصح “جودي” بضرورة إبعاد الطفل عن الأهل تدريجياً، حتى لا يشعر الطفل أن أخاه السبب في  بعده عن أبويه، أو نقله إلى غرفة أخرى.

ويجب توضيح أن الغيرة سلوك تعويضي قد يُصاحبها نوع من الكذب والتمثيل؛ لذلك على الأهل توقع تصرفات الابن البكر مع أخوه الصغير.

واقرأ هنا أيضًا: لماذا نشعر بالحاجة إلى إرضاء الآخرين والسعي ورائهم

إلى متى ستستمر الغيرة بين الأبناء؟

يُمكن أن تتفاقم الغيرة بين الأخوة، وتصل معهم إلى عمر كبير، فكما ذُكر في القرآن الكريم في قصة سيدنا يوسف، وغيرة اخوته منه، لذلك نصحه أبوه بالكتمان وعدم مُكايدة أخواته الكبار؛ فالغيرة ليس لها عمر معين، فأحياناً كثيرة نُغار من شخص أو موقع أو أي شيء آخر.

والتعبير عن الغيرة أحياناً يكون بطريقة إيجابية، وأحياناً أخرى يكون التعبير عنها بسلوك غير محمود، وتصرفات غير مقبولة، وهنا يدُب القلق في نفوس الآباء من غيرة الأطفال الصغار، وحتى الكبار التي تتفاقم، وتُسبب بعض التصرفات الخاطئة مثل السرقة لإثبات الوجود، والتعويض عن النقص.

لذلك على الأهل تدارك المشكلة والأطفال في مرحلة عمرية صغيرة، ومحاولة الاهتمام بجميع الأبناء والعدل بينهم.

كما يجب التعرَّف عن قرب وبشكل عفوي على شخصية الابن البكر وكيف تتطوَّر.

وفي حال السلوك العدواني من الطفل اتجاه أخوه الصغير، يجب عدم معاقبته، حتى لا يزيد التمرد والغضب، كما يجب الثناء على الطفل في حال التصرفات الإيجابية، وعدم مقارنته بالآخرين حتى لا تزيد الغيرة عنده. فالعقاب يجب أن يكون على السلوكيات الخطيرة، وليس على الغيرة.

أضف تعليق

error: