لماذا نشعر بالحاجة إلى إرضاء الآخرين والسعي ورائهم

إرضاء الآخرين

كثيراً منا يتجاهل مشاعره إرضاء للآخرين، والخوف على مشاعرهم، خشية منا أن نخسرهم، ولكن ذلك يُفقدنا الكثير من مشاعرنا الحقيقية، وهويتنا، وكذلك يُفقدنا الثقة بالنفس.

مما ينتج عن ذلك الشعور بالإحباط والضيق النفسي. فلماذا نُخفي مشاعرنا وذاتنا عن الآخرين، هل يرجع ذلك إلى عدم الثقة بأنفسنا، أم إلى ماذا؟

الدوافع النفسية وراء إرضاء الآخرين

تقول “الدكتورة هوازن بن زقر” أخصائية علاج نفسي: يرجع إرضاء الآخرين والخوف على مشاعرهم إلى طبيعة الشخصية نفسها، فيقوم البعض بإرضاء الآخرين على حساب أنفسهم ومشاعرهم، ولكن ذلك ليس له علاقة بالمجاملة أو اللطف مع الآخرين.

ولا نُطلق على السعي وراء إرضاء الآخرين سذاجة، أو طيبة، حيث يقوم البعض بإرضاء الآخرين تعويضاً لحرمان معين فقده الشخص في حياته، أو السعي وراء احتياج معين من الآخرين؛ مثل السعي وراء موافقة الآخرين على هذا الشخص، أو طلب حب وود هؤلاء الناس. والأخذ بما يُقال: إذا لم تكن سعيداً، لن تُسعد الآخرين.

أسباب السعي وراء إرضاء الآخرين

  • عدم الثقة بالنفس.
  • الثقافة، وتقديم الخدمات.
  • طبيعة الشخص نفسه.
  • التربية؛ والتعود على العطاء دون حساب.

كيف نتعامل مع الآخرين؟

تابعت “د. هوازن” نستطيع جميعاً إرضاء الآخرين ومعاملتهم بلطف، سواء كانوا من الأهل أو من الأشخاص خارج المنزل، ولكن ذلك لا يكون على حساب أنفسنا، ومشاعرنا، فالشخص الذي لا يُعطي لنفسه لا يُعطي للآخرين، وبذلك فأنفسنا أولاً وذاتنا.

وفي كثيراً من الأحيان لا يشعر الشخص بالسعادة في إرضاء الآخرين، ويشعر بالوحدة والحزن، حتى وهو في وسط هؤلاء الآخرين.

كما أن الاعتذار المتكرر يدل على عدم الثقة وخشية لوم الآخرين. ويشعر الشخص في تلك الحالة بالإحباط والتوتر، نتيجة الضغط على نفسيته، وخاصة إذا لم يمدحه الآخرين. مما يؤثر ذلك على النفسية، ويُسبب الشعور بالضيق. ولكن عليك أن تفهم دائماً أنه إذا غضب أحد منك فلا يُعني بالضرورة أنك أخطأت.

قد تسعى لقراءة كتاب داء إرضاء الآخرين – لهاريت ب. بريكر – Harriet B. Braiker.

كيف تتعامل الشخصية التي تسعى إلى إرضاء الأخرين مع نفسها؟

يجب أن يعي الشخص بأن لديه قيم ومبادئ خاصة به، فلا يُخفي هذه المبادئ والمشاعر، وفي بعض الأحيان يعتذر الشخص على أفعال لا يقوم بها، خشية من غضب الآخرين، وخوفاً على مشاعرهم.

ودائماً يتجنب هذا الشخص المشاحنة والاختلاف مع الآخرين، وبذلك يضر نفسه ويُخفي مشاعره خوفاً على مشاعر الآخرين، فلا يُعبر عن رأيه بصراحة دون خوف.

ويُمكن لهذا الشخص تخطي هذا بالتعبير عن رأيه دون ضجر أو غضب، ودون حدوث أي مشاحنات، ومن ثم يشعر الآخرين بالخجل منه، ولا يتصرفون أي تصرف يُهينه أو يُضايقه. فالفكرة الرئيسية تكمن في الخوف من الرفض، والسعي وراء القبول.

كما أن عدم استطاعتك قول “لا” تجعلك تنسى نفسك وما تُحب فعله، وعليك أن تقول لا، وإن كانت صعبة في البداية، ولكن مع الممارسة ستتعود عليها. وستجد في ذلك ما يسرك ويُريح نفسيتك، من خلال الثقة بالنفس وتقبلها، والتعبير عن آراءك الشخصية دون خوف أو قلق. ويجب علينا أيضاً وضع حدود بيننا وبين الآخرين.

عواقب السعي وراء إرضاء الآخرين

من أكبر العواقب السلبية التي يشعر بها الشخص نتيجة إرضاء الآخرين شعوره بالتوتر الدائم، بجانب فقدان العيش في سعادة، وفقد التعبير عن الرأي، فضلاً عن الشعور بالوحدة، واستغلاله من قبل الآخرين.

فيترتب على السعي وراء إرضاء الآخرين أمور وعواقب وخيمة يجب أن نتداركها ونعي بنتائجها، حتى لا يستغلونا الآخرين نتيجة طيبتنا وسعينا وراء إرضائهم. كما أن كثير من الناس ذو طبيعة أنانية ويحبون أنفسهم، فلا يسمحون لك بالتعبير عن رأيك، ويحاولون الاستفادة منك على قدر المستطاع.

أضف تعليق

error: