دعاء الضيق والاكتئاب والخوف – لكل مسلم يرجو الفرج القريب

دعاء الضيق، دعاء الاكتئاب ،دعاء الخوف ، الفرج القريب

قبل أن نبدأ ونستهل الأدعية لتختار أنت منها دعاءً تبتهل به إلى ربك، أو جميعهم، فاعلم أنّ الضيق والاكتئاب والخوف من الأمراض النفسية والمعنوية التي تُصيب الإنسان كما يُصاب بالأمراض البدنيّة. بل أن الحبيب ﷺ لم يسلَم منها.

لكِن، أبشِر، فالنبي ﷺ يقول “ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها خطاياه” وهو حديثٌ متفقٌ عليه.

دعاء الضيق والاكتئاب والخوف

والأدعية المشروعة في حال القلق والخوف هي الأدعية التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم، عند نزول المصائِب.

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

ومنها ما أرشد الله سبحانه وتعالى إليه في قصّة نبي الله يونس عليه السلام، عندما التقمهُ الحوت “فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ”. فقال الله عز وجل “فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ”.

فهذا يدُلّ على أن هذا الذِكر: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. مِمّا يُنجي من الضيق والاكتئاب والخوف والمصائب والمهالِك بأنواعِها.

ولذلك، يقول النبي المختار صلوات الله وسلامه عليه “دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له”.

فهذا من الأدعية العظيمة التي ينبغي للإنسان أن يُكثِر منها.

دعاء المكروب

من وقَع في كربٍ سبّب له الضيق والاكتئاب والخوف، فله هُنا بُشرَى، حيثُ يقول النبي ﷺ “دعوات المكروب: اللهم رحمتَك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفةَ عينٍ، وأصلح لي شأني كلّه، لا إله إلا أنت”.

فما بالُك بوصيّة من المُصطفى ﷺ لحالتك، ألي هذا بكافٍ؟ حسنًا، فلتُردِّد الآن هذا الدعاء وداوم عليه.

أذكار الصباح والمساء

ومن الأدعية الثابتة عنهُ ﷺ هي أدعية الصباح والمساء، وما أحوجنا إليها الآن، وخاصّة المكروب والمُبتلَى.

وقد قال الرسول ﷺ لابنته فاطِمة -رضي الله عنها- “مَا يَمْنَعُكِ أَنْ تَسْمَعِي مَا أُوصِيكِ بِهِ، أَنْ تَقُولِي إِذَا أَصْبَحْتِ وَإِذَا أَمْسَيْتِ: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ”. انظر إلى هذا الدُعاء العظيم، حسنًا، الآن لا ينبغي عليك أن تدعهُ وتجتهد في تِكراره، وخاصّة لمن يمُر بهذه الظروف العصيبة، لعلّ الله -الحليم- أن يُفرج همه.

دَور الصلاة في ذهاب الهم والغم والحزن

قال الله جل وعلا “إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا”، وفسّرتها الآية التي تليها “إذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا – وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا”. فالإنسان ضعيف، أقل شيء قد يُسبِّب له الضيق والاكتئاب والخوف.

فإذا جاءهُ الخير منع، وإذا مسّه شرٌّ جزع، ثم يقول الحق تبارك وتعالى “إِلَّا الْمُصَلِّينَ – الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ”. ثُم يؤكِّد في آخر الصفات أيضًا “وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ”. فذِكرُ الله سبحانه وتعالى للصلاة في البداية والنهاية في صفات المؤمنين هو شأنٌ عظيم.

لذلك، فالواجب على المؤمنين المحافظة على الصلاة والديمومة الدائمة عليها. فكُلّ يوم عليك خمس صلوات في جماعة -إلا لعُذر-.

فأكبر دواء للضيق والاكتئاب والخوف والقلق والهلع والتوتر والضيق والحزن، هو الصلاة الخاشعة. فيقول -جلّ شأنُه- “وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ”. فمن كان دائِمًا في صلاته فلا يُمكِن أن يعتَل نفسيًّا قطّ.

ترى مؤمن، تُبتَر قدمه، ويخضع لعمليات جراحية كثيرة، ويُعاني من أمراض السكر والضغط والكوليسترول وخلافه، ومع ذلك مُطمئِنًّا، ويقول الحمد لله.

يحكي الشيخ سعد العتيق، أنّ رجُلاً يسوقونهُ إلى غرفة العمليات لإجراء جِراحةً، فأوقفهم وطلب أن يُصلّي، ورغم أنّه معذور ويجوز له تأخيرها لما بعد العملية، إلا أنه قال “سأُصلّي، لعلّ آخر حياتي تُختَم على الصلاة”.

تنويه

كما، وينوّه الشيخ “عبد العزيز الفوزان”، أنّ المُسلِم غير مُلزَم لدُعاء معيّن منصوص عليه، فعند وقوع المسلم في الضيق والاكتئاب والخوف يُمكنه أن يسأل ربّه العفو والرحمة وأن يفرج همه ويشرح صدره بالأدعية التي تطيب لقلبه.

فمن أراد النجاح والتوفيق في الامتحان، فليدعُ ربّه -الكريم- بأجمال ما يجود به قلبه، أن يُيسّر الله عليه الاختبارات، وأن يُسدد خُطاه، وهكذا.

ومن تخاف على الجنين في بطنها، وترغب في أن يرزقها الله -اللطيف- بولد صالح، جميل الخَلقِ والخُلق فلتدع ربها من قلبها، وسيتولى الله -تعالى- أمر الإجابة.

أضف تعليق

error: