أشكال التفرقة بين الأبناء والآثار الناتجة عنها

صورة , طفل حزين , الأبناء , التفرقة

أحد الأعرابيّات سُئلت، أي الأبناء أحَبّ إلى قلبك؟ فقالت: صغيرهم حتى يكبر، مريضه حتى يُشفى، وغائبهم حتى يعود.

تقول الأستاذة ايمان النعيمي، مدربة التنمية البشرية، أنّ هناك بعض المجتمعات التي تكون فيها الأفضلية في الأبناء الذكور، حيث يتم إعطاء الذكور الأفضلية في التربية، ولكن بعض المجتمعات الأخرى تفضل الإناث على الذكور، ولكن هذه التفرقة في التربية أغلب الأخصائيين يقومون بتشخيصها على أنها أكبر جريمة تربوية، لأنه في عمر الطفولة يتم ترسيخ القيم والأخلاق في الطفل، وأهم المبادئ يأخذها الطفل في عمر الطفولة، مثل التسامح، وحب الغير، وحب أخواته، وحب المجتمع.

هناك بعض القيم يأخذها من المجتمع، وهناك قيم يتم غرسها في الطفل منذ صغره، ولا يمكن إزالتها من ذاكرته، ويُقال أن أصعب رسالة في الحياة هي التربية، لأننا نقوم بتكوين انسان ونغرس فيه القيم والمبادئ، وتنشئة انسان قوي وإيجابي في المجتمع، والتفرقة في التربية بين الأخوات تزرع السلبية في الطفل.

والتفريق بين الأطفال موجود في كل المجتمعات تقريباً، وداخل جميع الأسر، وتنتشر فكرة خاطئة وهي أن الأطفال جهلاء ولا يفهمون ما يدور حولهم، ولكن الحقيقة عكس ذلك فهم أذكياء جداً، ولديهم وعي، ويتفهمون كل شيء، لذلك أي شعور سلبي نغرسه في الطفل من البداية، سوف يبقى معه بقية حياته ولا يمكن ازالته، لذلك يملك الوالدين المسؤولية الكاملة في تربية أبنائهم التربية الصحيحة، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم “اتقوا الله واعدلوا بين أبنائكم”.

وأحياناً يوجد داخل المنزل ابن يكون قريب أكثر من قلب الأم، لأنه يستخدم ذكاءه في التعامل معه والديه، ويحبهم أكثر، ويتعامل معهم بطريقة جيدة، فيصبح قريب منهم دون أن يشعرون، ويتم تفضيل هذا الابن عن بقية أخواته بسبب معاملته.

كيف يتصرف الوالدين حتى لا يقعون في خطأ التفرقة بين الأبناء!

يشعر الطّفل بالتفرقة في المعاملة بينه وبين إخوته، ولكن الأهل يظنون أنفسهم أنهم يعاملون جميع الأبناء بعدل، ولكن مقياس هذا العدل يكون بالشعور، فإذا شعر الطفل بعدم العدل أو التفرقة في المعاملة، بالفعل تكون هناك تفرقة، ويصبح لدى الطفل شعور سلبي.

والنبي يعقوب عليه السلام كان يفضل ابنه يوسف عن بقية اخوته، ولكن كان لديه أسباب لذلك، فلقد كان يتيم الأم، وهذا التصرف جعل إخوته يشعرون أن يوسف أحب إلى أبيهم منهم، وزرع ذلك الغيرة والحقد والضغينة في قلوبهم، وجعلهم يدبرون له المكائد، وألقوا أخوهم في البئر. وسيدنا يعقوب هو نبي ومن المفترض أن لا يقع في هذا الخطأ.

ولكن هذا الشعور يتولد بدون إرادة من الإنسان وعلى غير علم منه، ولذلك يجب نشر المحاضرات وبرامج التوعية لتنبيه الأمهات لهذه المسألة، لأن هذه التفرقة والتفصيل بين الأبناء تولد الشخصيات المتنمرة والعصبية والغير متزنة، وتولد المشاعر السلبية والتي تظل في ذاكرة الطفل مدى الحياة ولا يمكن إزالتها، ويقوم بتوريثها لأبنائه في المستقبل.

تأثير التفرقة بين الأبناء

نتيجة هذه التفرقة سوف يتولد الحقد والكراهية بين الأبناء، ومن الممكن أن يوصي الأب بميراث أكبر للابن الذي يحبه أكثر، مما يولد شعور الكره لهذا الأخ من قِبل الأبناء الأخرى، وتشتيتهم، وتكوين مجتمع مُفكّك.

وبِرّ الابن بأبيه ليس له ثمن، فهو يأخذ أجره مقابل بره من رب العالمين، وكذلك الابن الغير بار يكون جزاءه عند رب العالمين، لذلك يجب التنبيه وخصوصاً للأم بالمساواة بين أبناءها، لأن الأم تملك الدور الأكبر والمسؤولية الأكبر في تربية الأبناء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top