عيد ست الحبايب في السعودية

من أسعفه الحظ بالمرور على محال الحلويات يوم الاثنين الماضي، سيفاجأ بكمية «البشر» الموجودين، جميعهم تقريبا حضر بحثا عن «كيكة» يريدها كبيرة ومزينة باسمها في الوسط، ليس من المعتاد أن تشهد هذه المحال مثل هذا الزحام في هذا الوقت من العام هنا في الرياض، ولكن الإقبال يزيد عليهم عاما بعد عام، فيوم 21 مارس هو احتفالية لدى العديد من الدول بالأم، هو يوم الأم، إكراما لها ووفاء وعرفانا، يوم نزيح همومنا وأشغالنا جانبا لنطبع قبلة على جبينها، ويدها، ونحتضنها كما كنا نفعل صغارا، ونقول لها الله لا يحرمنا منك يا أمي.

المتأمل في وجوه الموجودين في المحل قد يستغرب، فليسوا من الطبقة «المرفهة» أو «التغريبيين» و«دعاة التقليد»، ذكورا وإناثا من مختلف الأعمار، فأحدهم يصطحب ابنته لتشاركه الاختيار ومفاجأة الأم، الأب في أواسط الثلاثين والبنت لم تبلغ العاشرة، وجه آخر لفتاة تحمل بطاقة تعريف للعمل، وأخرى ترتدي معطف المستشفى، حشد اجتمع ليزرع فرحة في قلوب أمهاتهم، يدعون لها بطول العمر والسلامة، وابتسامات بحجم السماء.

اختبأنا كثيرا خلف «بعبع» الخصوصية السعودية، ضخمناه فغدا عائقا عن ممارسة المشاعر الإنسانية، لا يعيب ولا يضر أن نشارك ونحتفي، لم نقل إنه عيد وليس لدينا أعياد كثيرة، هي أيام يحتفى بها، فجيل الشباب رغم التهم التي نالها الأعوام الماضية، أثبت أنه جيل الوفاء والإخلاص لقيادته، لوطنه، ودينه، لا يعرف الجمود، ولا يخشى الحفاظ على ثوابته، جولة سريعة في مواقع الإنترنت لهذا الأسبوع، تفاجأ بحجم الفرح والاحتفاء، بدءا من جمعة العطاء والقرارات الملكية العشرين، مرورا بيوم الأم.. ابحث في جوجل عن تهنئة ليوم الأم، ستجد آلاف التصميمات من شباب وطني، وعشرات رسائل التهنئة الجاهزة، والعبارات، في المنتديات مواضيع عن أفضل الكيكات، والهدايا، عن كيفية الاحتفاء بالأم، وحب الأم.

أذكر نقاشا مع موظف الجوازات في أمريكا عن الأكل، فقلت له سأفتقد طبخ أمي، قال: جميعنا نؤمن بأن أمهاتنا هن أفضل الطباخات، وأفضل الأمهات، وكلنا على حق!

مداد: «ست الحبايب ياحبيبة، يا أغلى من روحي ودمي، ياحنينة وكلك طيبة، يارب يخليكي يا أمي».

بقلم: نايف أبوصيدة

وهذه مقترحات أكثر من أجلكم:

أضف تعليق

error: