معلومات عن صلاة الاستسقاء بأسئلة وأجوبة

معلومات عن صلاة الاستسقاء

اليوم سنتحاور مُقدمين في هذا المقال معلومات عن صلاة الاستسقاء في هيئة أسئلة هامة ومُرفَق معها أجوبتها. فإذا كُنت مهتمًا أو يعنيك الاطلاع على ما لدينا من معلومات؛ فتابع القراءة والاطلاع.

معلومات عن صلاة الاستسقاء

عن عبد الله بن زيد بن عاصم المازني، قال: ” خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المصلى فاستسقى وحول رداءه حين استقبل القبلة، وصلى ركعتين جهر فيهما بالقراءة “. أخرجاه.

وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله عليه أْفضل الصلاة وأزكى السلام: ” ثلاثة لا يرد دعاؤهم: إمام عادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم، فإنها ترفع فوق الغمام، فينظر إليها الرب عز وجل فيقول: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين”، رواه الترمذي، وليس إسناده إلى الاستسقاء صياما.

وعن ابن عباس، قال: ” خرج النبي صلى الله عليه وسلم متواضعا متبذلا متخشعا مترسلا، متضرعا، فصلى ركعتين كما يصلي في العيد، لم يخطب خطبتكم هذه “، رواه أحمد، وأهل السنن، وصححه الترمذي، وأبو عوانة الإسفراييني، وابن حبان في صحيحيهما.

عن أبي هريرة مرفوعا: ” مهلا عن الله مهلا، فإنه لولا شباب خشع، وشيوخ ركع، وبهائم رتع، وأطفال رضع لصب عليكم العذاب صبا “، رواه البيهقي، وفي إسناده إبراهيم بن خثيم بن عراك، وهو ضعيف.

وفي حديث ابن عباس: ” فصلى ركعتين كما يصلي في العيد “.

وقال الشافعي: أخبرني من لا أتهم عن جعفر بن محمد: ” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر كانوا يجهرون بالقراءة في الاستسقاء، ويصلون قبل الخطبة، ويكبرون في الاستسقاء سبعا وخمسا “.

يسن أن يكثر الإمام في خطبة الاستسقاء من الاستغفار والدعاء

عن الشعبي، قال: ” أصاب الناس قحط في عهد عمر، فصعد المنبر فاستسقى، فلم يزد على الاستغفار حتى نزل، فقالوا له، فقال: لقد طلبت الغيث بمجاديح السماء التي بها يستنزل المطر، ثم قرأ الآيات في الاستغفار “، رواه سعيد بن منصور، والبيهقي، واللفظ له.

قال الشافعي: أخبرنا إبراهيم بن محمد قال: أخبرني خالد بن رباح عن المطلب بن حنطب: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند المطر: ” اللهم سقيا رحمة، ولا سقيا عذاب، ولا بلاء، ولا هدم، ولا غرق، اللهم على الضراب ومنابت الشجر، اللهم حوالينا ولا علينا “، هذا مرسل، وإبراهيم، وخالد فيهما ضعف.

قال الشافعي عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه مرفوعا إنه كان إذا استسقى، قال: ” اللهم اسقنا غيثا مغيثا، هنيئا مريئا مريعا غدقا مجللا عاما طبقا سحا دائما، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم إن بالعباد والبلاد والبهائم والخلق من اللأواء والجهد والضنك ما لا نشكو إلا إليك، اللهم أنبت لنا الزرع، وإدر لنا الضرع، واسقنا من بركات السماء، وأنبت لنا من بركات الأرض، اللهم ارفع عنا الجهد والجوع والعري، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك، اللهم إنا نستغفرك، إنك كنت غفارا، فأرسل السماء علينا مدرارا “.

قال الشافعي: وأحب للإمام أن يدعو بهذا.

قلت: وفي السنن شواهد عن أنس، وجابر، وكعب بن مرة وغيرهم.

تقدم حديث عبد الله بن زيد في تحويل الرداء.

يستحب أن يرفع الإمام يديه عند الدعاء في خطبة الاستسقاء

ومن ضمن الأحاديث النبوية في هذا الشأن؛ ما جاء في حديث أنس الذي في الصحيحين: ” أن رجلا دخل المسجد يوم جمعة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب، فقال: يا رسول الله هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله يغيثنا، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال: اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار، قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت، فلا والله ما رأينا الشمس سبتا، ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبله قائما، فقال: يا رسول الله! هلكت الأموال وانقطعت السبل، فادع الله يمسكها عنا، قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والضراب، وبطون الأودية ومنابت الشجر، قال: فأقلعت وخرجنا نمشي في الشمس “.

ففيه دلالة على جواز الاستسقاء خلف الصلوات بالدعاء، وهذا الحديث من المعجزات الباهرات لنبينا عليه أْفضل الصلاة وأزكى السلام، وفي بعض الروايات: ” أن السحاب انجاب عن المدينة انجياب الثوب حيث أشار عليه السلام بيده ذهب السحاب حتى صارت المدينة في مثل الإكليل، يمطر ما حولها، ولا تمطر هي ” عن أنس، قال: ” أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر، قال: فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر، قال: فقلنا: يا رسول الله! لم صنعت هذا؟ قال: لأنه حديث عهد بربه “، رواه مسلم.

قال الشافعي: أخبرنا من لا أتهم عن يزيد بن الهاد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سال السيل، قال: ” اخرجوا بنا إلى هذا الذي جعله الله طهورا فنتطهر منه، ونحمد الله عليه “، وهذا كما تراه مرسل.

وقد ورد في كتب السنة النبوية المطهرة أيضًا؛ عن عبد الله بن عمر، قال: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع الرعد والصواعق، قال: ” اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك “، رواه أحمد، والبخاري في الأدب، والترمذي، والنسائي، والحاكم في مستدركه.

وعن عبد الله بن الزبير: ” أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث، وقال: سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، ويقول: إن هذا لوعيد شديد لأهل الأرض “، رواه مالك، والبخاري في الأدب “.

‌صفة صلاة الاستسقاء كصفة صلاة العيد

أخبرنا إسحاق بن منصور، ومحمد بن المثنى، عن عبد الرحمن، عن سفيان، عن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة، عن أبيه، قال: أرسلني فلان إلى ابن عباس أسأله عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الاستسقاء، فقال: “خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- متضرعا، متواضعا، متبذلا، فلم يخطب نحو خطبتكم هذه، فصلى ركعتين”.

عن إسحاق بن عبد الله أنه (قال: أرسلني فلان) وفي الرواية الآتية من طريق الثوري، عن هشام: قال أرسلني أمير من الأمراء إلى ابن عباس أسأله عن الاستسقاء، فقال ابن عباس: ما منعه أن يسألني؟

وقد بين الأمير المبهم في رواية أبي داود من طريق حاتم بن إسماعيل، عن هشام بن إسحاق، قال: أخبرني أبي، قال: أرسلني الوليد بن عتبة، وكان أمير المدينة … ” (إلى ابن عباس) – رضي الله تعالى عنهما – (أسأله) جملة حالية من ضمير المتكلم (عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الاستسقاء) أي عن كيفيتها، وعن كيفية خروجه إليها (فقال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- متضرعا) اسم فاعل تضرع إلى الله: إذا ابتهل (متواضعا، متبذلا) أي لابسا ثياب المهنة، لا ثياب الزينة. وقال السندي -رحمه الله-: قوله: “متبذلا” بمثناة، ثم موحدة، ثم ذال معجمة، من التبذل، وهو ترك التزين، والتهيء بالهيئة الحسنة الجميلة على جهة التواضع، ويحتمل أن يكون بتقديم الموحدة من الابتذال بمعناه.

وفي رواية ابن ماجه: “خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- متواضعا، متبذلا، متخشعا، مترسلا، متضرعا”، ومعنى “مترسلا”: أي متمهلا في مشيه (فلم يخطب نحو خطبتكم هذه) وفي الرواية الآتية من طريق حاتم بن إسماعيل، عن هشام: “فلم يخطب خطبتكم هذه، ولكن لم يزل في الدعاء والتضرع، والتكبير”.

والظاهر أن الخطبة التي أنكرها ابن عباس – رضي الله تعالى عنهما – خالية عن هذه الأمور، أو معظمها.

وإلا فقد فقد ثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- خطب في الاستسقاء، فقد أخرج أبو داود في “سننه” من حديث عائشة – رضي الله تعالى عنها -، فقال: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي، نا خالد بن نزار، قال: حدثني القاسم بن مبرور، عن يونس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: شكا الناس إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قحوط المطر، فأمر بمنبر، فوضع له في المصلى، ووعد الناس يوما يخرجون فيه، قالت عائشة: فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين بدا حاجب الشمس، فقعد على المنبر، فكبر، وحمد الله -عز وجل-، ثم قال: “إنكم شكوتم جدب دياركم، واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم، وقد أمركم الله -عز وجل- أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم”، ثم قال: {الحمد لله رب العالمين | الرحمن الرحيم | مالك يوم الدين}، لا إله إلا الله يفعل ما يريد، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني، ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوة، وبلاغا إلى حين”، ثم رفع يديه، فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه، ثم حول إلى الناس ظهره، وقلب -أو حول- رداءه، وهو رافع يديه، ثم أقبل على الناس، ونزل، فصلى ركعتين، فأنشأ الله سحابة، فرعدت، وبرقت، ثم أمطرت بإذن الله، فلم يأت مسجده حتى سالت السيول، فلما رأى سرعتهم إلى الكن ضحك -صلى الله عليه وسلم- حتى بدت نواجده، فقال: “أشهد أن الله على كل شيء قدير، وأني عبد الله ورسوله”. حديث حسن.

(فصلى ركعتين) زاد في رواية حاتم بن إسماعيل: “كما كان يصلي في العيدين”. فتبين بهذا أن صفة صلاة الاستسقاء كصفة صلاة العيد، وسيأتي اختلاف العلماء في ذلك في بابه، إن شاء الله تعالى.

والحديث دليل على ما ترجم له المصنف -رحمه الله-، وهو بيان الحال التي يستحب للإمام أن يكون عليها إذا خرج للاستسقاء، وهو أن يكون متضرعًا إلى الله، متواضعا له، متذلا.

ودعني أسألك الآن سؤالا في ضوء ما قرأت: صلاة الاستسقاء: لها خطبتان – لها خطبة واحدة – ليس لها خطبة؟

المراجِع:

  • ذخيرة العقبى في شرح المجتبى للشيخ محمد بن علي بن آدم الأثيوبي.
  • إرشاد الفقيه إلى معرفة أدلة التنبيه للمحدث والمفسر إسماعيل بن كثير الدمشقي.

أضف تعليق

error: