مقال بالنقاط عن ثورة 25 يناير كامل

مقال بالنقاط , ثورة 25 يناير

إن تاريخ مصر حافل بالوقفات الحاسمة ونقاط التحول الخالدة، وعلى رأسها الثورات المصرية المجيدة، فقد شهدت مصر سلسلة من الثورات التي غيرت مجرى التاريخ وأعادت صياغته ابتداءً بالثورة العرابية، ومرورًا بثورة 1919، ثم ثورة 23 يوليو ومؤخرًا ثورة 25 يناير، وجميع تلك الثورات تؤكد أن التاريخ يكتب بأيدي الشعوب ويخط أمجاده الثوار وليس الحكام، فالحكام دائمًا لديهم ما يخافون عليه فهم رغم قوتهم ضعفاء تلجمهم المصالح، أما الشعب فهو المقهور الفقير الذي يغضب ويثور ويقبل الموت في سبيل قضيته.

وهنا سنتحدث عن ثورة 25 يناير محاولين التعرف على بعض ملامحها بعمق ووضوح أكثر.

من المسؤل عن تأجيج نار الغضب لدى شباب ثورة 25 يناير؟

تنسب ثورة 25 يناير (ثورة الشباب) إلى الشباب، وإلى الأحزاب المعارضة والشعب المقهور، وهذا لعمري ظاهر المشهد أما باطنه وحقيقته فهو غير ذلك تمامًا، فلو أمعنا النظر قليلًا لاكتشفنا أن المسؤول عن الثورة والمتسبب في حدوثها ليس هو من قادها ولا من دعى إليها ولا من حمل لوائها، بل هو من ملأ القلوب حنقًا وسخطًا، وكدر عيش الشعب، وأرهقه من أمره عسرًا، وهو من سلب الشعب أبسط حقوقه ولم يبق له حتى ما يبكي عليه أو يخاف فقده، المسؤول عن إشعال نيران الثورة في ميادين مصر هم من أشعلوا نيررانها في صدور أهلها، وهؤلاء هم:

  • الرئيس الدكتاتور: الذي لم يكتف من حكم مصر لمدة ثلاثين عامًا، ولم يشبع احتباجه إلى مزيد من المليارات التي يمتصها عنوة من دماء الشعب المصري.
  • البطانة الفاسدة: التي لم يوجد فيها رجل يخاف الله وينبه النظام إلى النفق المظلم الذي يسير إليه معصوب العينين مدفوعًا بشهواته في الحكم والثروة.
  • وزارة الداخلية: الكيان الغاشم المتجبر الذي لا يقر أبسط حقوق المواطن المصرية الآدمبة، والذي انتهك وسجن وظلم وتجبر دون أن يسأل.
  • جهاز أمن الدولة: شبح التدمير والضياع والرعب الذي هدد كل بيت مصري فيه شاب مثقف أو أب أو ابن أو أخ.
  • المسؤولون وأصحاب المناصب العليا في الدولة: الذين اعتمدوا الرشوة والمحسوبية والوساطة في إدارتهم لمناصبهم فضيعوا من الحقوق ما لا يعلمه إلا الله.
  • رجال الإقتصاد (لصوص الإقتصاد): كبار رجال الدولة ومسؤوليها الذين قسموا مصر ومقدراتها بينهم كما تقسم غنائم الحرب ولم يؤتوا الفقراء حقهم في الغنيمة.

كيف استطاعت الثورة أن تغير ملامح الوطن؟

بالطبع إنه من الرائع أن تنجح الثورة في إسقاط مبارك، وحل حزبه الباطل، والبرمان المزور، ومن الرائع أن تسعى إلى تعديل الدستور ولكن التغيير الحقيقي الذي أحدثته الثورة هو التغيير في الوعي الجمعي للمصريين، وكسر حاجز الخوف وتحطيم أسطورة الدكتاتور.

والتغيير الآخر أنها أوصلت للعالم رسالة تصحح صورة مصر لدى العالم الخارجي وصورة شبابها المناضل الحر القوي.

والتغيير الثالث أنها أوصلت رسالة لمن تسول له نفسه محاولة احتكار سلطة مصر، أو وضع اليد عليها كما فعل السابقون أنه لن يفلح أبدًا، وأن عهد البطش والإكراه والقوة لا يستمر، وأن الشعب الذي عرف مذاق الحرية من الصعب جدًا أن يقبل مرة ثانية أن يعود إلى الاستعباد أو يتحمل مرارته.

وأخيرًا فقد منحت ثورة يناير تفويضًا للشعب أن يعترض ويغضب ويعبر عن رأيه ورؤيته بلا خوف ولا مداراة، وأن يكون شجاعًا بما يكفي للمشاركة في صناعة مستقبل هذا الوطن فهو واجب عليه بالضبط كما أنه حق له، ثورة 25 يناير باختصار ثورة استرداد الكرامة المهدرة والحقوق المسلوبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top