اقرأ وشارك.. خطبة عيد الأضحى المبارك – محتوى رائِع

اقرأ وشارك.. خطبة عيد الأضحى المبارك – محتوى رائِع

نعم؛ وهذه الأُخرى تُضاف إلى مكتبتك ومكتبتنا. إنها خطبة عيد الأضحى المبارك ذات محتوى رائِع ومُنظَّم ومُعزَّز بالآيات والأحاديث؛ فضلا عن العناصر الأوليَّة للخطبة، التي تضع أمامك صورة لما ستكون عليه خطبتك.

فلا تُضيّع من بين يديك هذه الخطبة يا صديقي الإمام..

عناصر الخطبة

  • يوم الأضحى المبارك: يوم الحج الأكبر يكمل المسلمون حجهم الذي هو الركن الخامس من أركان الإسلام، بعدما وقفوا في عرفة، وأدوا الركن الأعظم من أركان الحج (الحج عرفه) وقد أعتق الله رقابهم من النار.
  • التأكيد على أهمية تقديم الأضاحي يوم العيد بعد الصلاة مباشرة، وإدخال البهجة والسرور على الأهل والأقرباء والجيران.
  • التذكير بسيدنا إبراهيم –عليه السلام– والصلة بينه وبين سيدنا محمد ﷺ الذي يتمثل في مناسك الحج وشعيرة النحر.
  • التحذير من استباحة الدماء والأعراض والأموال التي حرمها النبي ﷺ في حجة الوداع.
  • التأكيد على وجوب صلة الأرحام والتحذير من قطيعتها فإنه شؤم وخسران.
  • التهيؤ لاستقبال الحجاج وقد عاد كل حاج كيوم ولدته أمه.

الخطبة الأولى

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.

الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلاً.

عباد الله؛ إنّ يومكم هذا يوم الحج الأكبر، وهو عيد الأضحى وفيه النحر، يقضي الحجاج فيه ما أمرهم الله به من مناسك الحج، فيرمون الجمار، وينحرون الهدي، ويحلقون رؤوسهم، ويطوفون بالبيت، وهو أكبر يوم تشهده الأمة الإسلامية، لما فيه من أعظم مظاهر الاجتماع على كلمة الله وتوحيده وعبادته والخضوع له سبحانه، ونبذ الفرقة والاختلاف والخصومة، إنه يوم وحدة الكلمة ووحدة القلوب.

جاء عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْمَدِينَةَ قَالَ: “إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَبْدَلَكُمْ بِهَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ يَوْمَيْنِ خَيْرًا مِنْهُمَا، الْفِطْرَ وَالنَّحْرَ”، فكان هذان اليومان يومي فرح وعيد للأمة الإسلامية بلا نكير، بل إن الفرح في هذا اليوم عبادة بها نتقرب إلى الله ﷻ.

ونستذكر في هذا اليوم خطبة الوداع التي بين فيها رسول الله حرمة الدماء والأموال والأعراض، فقد جاء في الحديث عَنْ أَبِي غَادِيَةَ الْجُهَنِيِّ قَال: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ الْعَقَبَةِ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ”.

لقد صدق رسول الله ﷺ في توجيهاته لنا، وكأنه عليه الصلاة والسلام حاضر بيننا، يرشد أمته إلى الخير ويقودها إلى برّ الأمان، فما أعظمها من حرمات، وما أصدقها من عبارات تؤكد على حرمة الدماء، وإن أول ما يقضى بين الخلائق هي الدماء تعظيما لشأنها وتفخيما لأمرها، ثم المال الذي حفظه الإسلام لصاحبه ومالكه، قال ﷻ: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} [البقرة: 188]، ثم الأعراض التي صانتها الشريعة الغراء وجعلت لمن يعتدي عليها حداً وعقوبة ردعاً للشبهات والحرام.

كم حذرنا رسول الله صلى الله عليك وسلم من قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وكم حذر القرآن الكريم من ذلك، قال الله ﷻ: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} [الأنعام: 151]، حتى كانت الوصية الأخيرة التي قدمتها لأمتك في حجة الوداع.

أيها المسلمون: إنّ من أعظم ما يتقرب به المسلمون لربهم سبحانه في هذا اليوم هو شعيرة الأضحية، لقوله ﷻ(فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) حيث يذبح الناس ضحاياهم تقرباً إلى الله سبحانه، لقوله تعال:” لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ” وما عمل ابن آدم في هذا اليوم عملاً أحب إلى الله من تقديم الأضحية، وهي سنة الخليلين إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام، فطيبوا بها نفساً.

واعلموا أن الأضحية أفضل من الصدقة، لما فيها من إحياء السُّنَّة، والأجر العظيم، وموافقة ما يحبه الله سبحانه، والأضحية سنة مؤكدة لمن يقدر عليها، فضحوا عن أنفسكم وأهليكم من الزوجات والأولاد والوالدين ليحصل الأجر للجميع اقتداء بنبيكم ﷺ، حيث ضحى عنه وعن أهل بيته، ويكره للقادر عليها أن يتركها.

ولقد ضحّى النبيّ ﷺ، وداوم على الأضحية عشر سنوات، وقال: «من كان له سعة، ولم يضح، فلا يقربنّ مصلانا» رواه ابن ماجه، وكان يظهرها للناس، لأنها شعيرة ظاهرة، ومن لم يجد الأضحية فقد ضحّى عنه النبيّ ﷺ، قَالَ عليه الصلاة والسلام: «بِسْمِ اللَّهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، هَذَا عَنِّي، وَعَمَّنْ لَمْ يُضَحِّ مِنْ أُمَّتِي» رواه أبو داود.

ومن سنن الأضحية أن يطعم منها جميع المسلمين على السّواء، قال الله ﷻ: {فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الحج: 36].

وإنما كانت الأضحية بهذه المثابة من التأكيد في ديننا الحنيف لأنها شعيرة عظيمة من شعائر الله التي حباها الله لسيدنا إبراهيم –عليه السلام–، فقد كان الذبح العظيم فداء لإسماعيل –عليه السلام–، جزاء لحسن عبودية إبراهيم وزوجته وابنهما.

نعم؛ إن إبراهيم وأهل بيته أطاعوا الله طاعة كاملة، وحافظوا على الأمر الإلهي محافظة تامة، فلم يستسلموا لأي صعب، بل تحملوا الجوع والعطش ومفارقة الأحباب، وتحملوا عناء الهجرة من بلد إلى بلد، وصبروا على حر الصحراء، حتى كان الابتلاء الأشق على النفس الإنسانية الرحيمة، إنه ابتلاء ذبح الولد، أمر الله إبراهيم بذبح ولده إسماعيل، فماذا كان من الأب والأم والابن؟ لقد انقاد الكل من غير تردد أو ريبة، طواعية للأمر وامتثالاً، قال ﷻ في مدح إبراهيم: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120]، ومدح إسماعيل: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} [مريم: 54، 55].

نستذكر أهل بيت إبراهيم –عليه السلام– وذريته الطيبة التي أسست قواعد البيت، والتي امتدت في التاريخ لتصل إلى الحفيد الأعظم سيدنا محمد ﷺ، الذي أنارت الدنيا بمولده واستضاءت العوالم ببعثته، وكان عليه الصلاة والسلام إجابة إلهية لدعاء إبراهيم وإسماعيل، قال الله ﷻ: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 127، 128].

أجاب الله دعاء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، فكانت هذه الأمة بقيادة النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام تتمثل في أيامها المباركة مسيرة التوحيد الخالدة، فإننا نستذكر في كل منسك من المناسك، وفي كل شعيرة من الشعائر، عظم أهل بيت إبراهيم –عليه السلام– وقدرهم، وما يجب أن يكون عليه المؤمن من استسلام وخضوع لله، مهما كانت التضحيات ثمينة وغالية، قال ﷻ مسجلاً في كتابه أعظم تضحية عرفتها البشرية: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} [الصافات: 102 – 107].

الخطبة الثانية

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلاً.

يستحب في الأعياد الإحسان إلى الناس، والتسامح والتصافح، وصلة الأقارب، وأولهم وآكدهم الأبوان، لقوله ﷻ: “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا” ثم الأقارب الأدنى فالأدنى، ولذلك فقد جاءت الشريعة الغراء بالترغيب في صلة الأرحام في هذه الأيام، وذلك كلّه من باب التكافل والتسامح، وزيادة الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع المسلم.

ونوصيكم عباد الله بصلة الرحم، ولما فيها من أجر مضاعف، ولما في القطيعة من إثم عظيم، يقول الرسول ﷺ: «ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها»، وروي عنه ﷺ أنه قال: «إن أفضل الفضائل أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتصفح عمن شتمك»، فاحذروا عباد الله، من قطيعة الرحم، فإنها شؤم وخسران في الدنيا، وعقوبة وعذاب في الآخرة، إنها سبب للعنة الله، والإعراض عن الحق {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}.

إنّ قاطع الرحم عرض نفسه للحرمان العظيم، والوعيد الشديد، لقد قال ﷺ: «لا يدخل الجنة قاطع» بمعنى قاطع رحم، وروي عنه ﷺ أنه قال: «إن الملائكة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم»، وهذا اليوم العظيم هو يوم الصلة فلا تحرموا أنفسكم من هذا الأجر العظيم والثواب الجزيل.

اللهم تقبل من الحجاج حجهم وتقبل منا الطاعات واختم أعمالنا بالأعمال الصالحات.

المزيد من الخُطَب عن عيد الأضحى

نعم؛ إذا تابعتنا على موقع المزيد.كوم من قَبل فستعرف أننا قدَّمنا الكثير من خُطب عيد الأضحى المبارَك؛ بأوصاف ومزايا متعددة؛ فما رأيك أن نُذَكّرك ببعض ما لدينا!

داعين الله ﷻ أن يوفقنا وإياكم ويُسدد خُطانا.

أضف تعليق

error: