تمخض الجبل فأنجب فأرا

«تمخض الجبل فأنجب فأرا» عفوا أقصد فأنجب «ناديا سعوديا» كلا القولين صحيحان في ظل الإنجازات العظيمة لأنديتنا الرياضية «الاحترافية» اسما لا فعلا بالطبع. هي احترافية تماما كبعض مشاريع الشوارع والكباري وأنظمة الصرف الصحي وخلافها من الإنجازات التي نراها تلمع في صحافتنا.

ولكن تركيزنا اليوم على عالمنا الرياضي البديع الذي نعيش حروبه كل يوم بقيادة الجماهير الغفيرة التي جعلت من ميادين حياتنا جبهة حرب قد تقرع أجراسها في أي دقيقة، لا يهم المكان، سواء كنا في العمل أو في السيارة أو حتى على مائدة الطعام، وكم من طفل بريء فقد إحدى أسنانه نتيجة «صحن طائر» أو موظف مسكين ظن أنه في نقاش قبل أن ينازل «الدباسة» وجها لوجه.

مئات الملايين تصرف سنويا على الأندية الأربعة عشرة في المملكة، إعلانات ودعايات تليفزيونية تغطي الشوارع ولاعبون يصارعون النيران فيصرعون في أبسط تحدٍ. آلات إعلامية هائلة تعمل ليل نهار، وآلاف الجلطات القلبية والدماغية في كل موسم، وحروب كلامية وعداوات شرسة، وقنوات تليفزيونية تقوم بشكل كامل على ما يحدث في ساحتنا الحربية، عفوا أقصد الرياضية.

تغطيات من الإمارات وقطر والسعودية والكل يتابع عن كثب أحداث السجالات التي عادة ما تنتهي بخمسين بطاقة صفراء ومثلها حمراء، وإيقافات، وطرد، وستة مدربين للفريق الواحد في الموسم، واستقالات واتهامات وكل شيء آخر عدا الروح الرياضية والإنجازات العالمية.

جعجعة رياضتنا هي الأقوى والأعلى وطحينها أسطورة تروى ولا تذكر، كمن يبني غرفة واحدة بمليون ريال ثم يحاول أن يصورها قصرا. لاعبون أجانب تصرف عليهم ميزانيات هائلة كان من الأجدر أن توظف كلها في بناء الأكاديميات الرياضية التي ستصنع الجيل الرياضي الحقيقي، وتضع الأسس القوية لثقافة رياضية متطورة منتجة لا مستهلكة، مصدرة لا مستوردة.

ولكن يبدو أنني أحلم وأحدث نفسي، خاصة وأن الخمسة يقفون على خطهم السادس ويحظون بكامل الانتباه من معارضيهم قبل مؤيديهم ولا يهم إن كان الهدف بالفعل في المرمى، ولكنك ستجد دائما من يؤيد ويدافع عمن أضاعه بكل شراسة.

بقلم: محمد السرار

أضف تعليق

error: