أسباب وعلاج الإكتئاب الموسمي

الاكتئاب الموسمي ، Seasonal depression ، صورة

يحدث لنا أن نشعر بأعراض الإكتئاب دون سبب واضح مع بداية فصل الخريف وتبدل الفصول وأحوال الطقس، ويُسمى ذلك بالاكتئاب الموسمي، فما هي أعراضه؟ وما هي طرق علاجه؟ للرد على هذه الأسئلة وأكثر تُجيبنا المعالجة النفسية “ميسون حمزة”.

ما هو الاكتئاب الموسمي؟ وما أسبابه؟

هو أحد صور الإكتئاب الشائعة، وما يميزه أنه يظهر في مواسم محددة، وتحديداً مع الإنتقال من فصل الصيف إلى الشتاء أو الخريف إلى الشتاء، وتتعدد أسباب الاكتئاب الموسمي وتكثر، ولكن أبرزها ظهور بعض الأعراض الجسدية خلال تلك الفترة من كل عام، وهي الأعراض التي يصاحبها في العادة الشعور بالمزاج السيئ، وهذه الأعراض الجسدية ليست ثابتة عند جميع الناس، بل تختلف باختلاف الفئات العمرية واختلاف الجنس واختلاف المهن الوظيفية.

وأضافت “أ. ميسون” قائلة: كما توجد له أسباب أخرى ذات تأثير مباشر وأشهرها:
• خفوت سطوع الشمس مما يقلل الفترات الزمنية للتعرض لها ولضوئها.
• خلال تلك الفترة من كل عام يعاني الجسم البشري من نقص في معدل هرمون السيراتونين المسئول عن السعادة، حيث إن إفرازه بصورة طبيعية يحتاج إلى نوم جيد وتعرض لأشعة وضوء الشمس بشكل متوازن ومستمر، وعليه فإن قلة التعرض للضوء الطبيعي في فصل الشتاء يخلق بالجسم حالة لا شعورية إكتئابية تتسبب في دوام الحاجة إلى النوم وعدم الاختلاط بالناس، وهو ما يصاحبه قلة النشاط البدني والكسل والحزن.

هل يحتاج الاكتئاب الموسمي إلى علاج أم أنه يختفي تلقائياً؟

ذهاب أعراض الاكتئاب الموسمي يختلف من شخص إلى آخر، فإذا ما كان الأمر مرتبط بنقص الضوء الطبيعي وقلة الشمس؛ فإن أعراض الإكتئاب ستزول تدريجياً تبعاً لقدرة الجسم على التأقلم مع الظروف الجديدة من حيث الطقس وعدد ساعات النوم وقلة الضوء… إلخ تدريجياً، وعليه يعود الجسم إلى حالته الطبيعية مما يُخرج الإنسان من الحالة النفسية السيئة التي أصابته.

وتابعت “أ. ميسون” قائلة: بينما الاكتئاب الموسمي الذي يُصيب الأفراد الذين يعانون بالأساس من ظروف إجتماعية أو نفسية صعبة، وكذلك الذي يُصيب الأفراد الأكثر استعداداً للإكتئاب؛ فههنا من الصعب زوال الاكتئاب الموسمي وأعراضه دون تدخل علاجي من قِبل متخصصين.

هل يوجد ارتباط بين الاكتئاب الموسمي وبين ضغوطات الحياة العملية والمهنية؟

بالتأكيد يوجد رابط قوي بين الاكتئاب الموسمي وبين الحياة العملية، وهذا هو التفسير الصحيح لإصابة البعض بالاكتئاب الموسمي وعدم إصابة البعض الآخر، فقد أشارت الإحصائيات إلى أن الإصابة بالاكتئاب الموسمي تحدث لشخص واحد من بين كل عشرة أشخاص، وذلك لارتباطه بعوامل مهنية ووظيفية ونفسية وإجتماعية، حيث تتعزز فرص الإصابة بحسب درجة الإستقرار النفسي والإجتماعي والمهني التي يعيشها الإنسان، لذلك نجد أن الإصابة بالاكتئاب الموسمي تنتشر بين صغار ومتوسطي السن، وتحديداً فيما بين الطلاب والمراهقين وحتى منتصف مرحلة الثلاثينات من العمر، وذلك لأن هذه الفئات العمرية بالذات تكثر فيها التقلبات المزاجية لكثرة ضغوطات الدراسة والتحصيل الأكاديمي والمستويات الأولى من الوظيفة المهنية.

وأردفت “أ. ميسون”: والخلاصة أن الاكتئاب الموسمي لا يمكن تصنيف مسبباته على أنها بيولوجية فقط أو ظروف محيطة فقط، حيث تحدث الإصابة به لمسببات داخلية مرتبطة بإفراز الهرمونات، ولمسببات خارجية مسئول عنها الظروف المحيطة بالشخص، وفي النهاية لابد وأن يرتبط ما هو بيولوجي مع ما هو بيئي ومجتمعي حتى تحدث الإصابة.

ما هي طرق الوقاية من الإصابة بالاكتئاب الموسمي؟

تفادي الإصابة بالاكتئاب الموسمي يلزمه زيادة التعرض للضوء، حتى وإن حدثت الإصابة فعلياً واشتدت فإن أبرز الطرق العلاجية المتبعة هي التعرض للضوء، لأن الضوء يحفز الجسم على استعادة نشاطه ويدفعه إلى وضعيته الطبيعية لممارسة عمليات الإنتاج، ولا يُستعمل الضوء في الوقاية أو العلاج خلال فترات الاستيقاظ فقط، بل يُستخدم أيضاً خلال ساعات النوم، وذلك لتحفيز وتنشيط إفراز الهرمونات.

ومن ناحية أخرى تعتبر الفضفضة والتعبير عن خلجات النفس وما يدور بالخلد أحد أهم طرق الوقاية والعلاج من الإصابة بالاكتئاب الموسمي، بل وحتى من الإكتئاب العادي الغير مرتبط بمواسم سنوية معينة، وقد يحتاج ذلك إلى الارتباط بمجموعات علاجية تشاركية تضم عدد من المكتئبين، وقد يحتاج إلى أخصائي نفسي متخصص.

هل سكان المنطقة العربية أقل عُرضة للإصابة بالاكتئاب الموسمي؟

تشير الدراسات إلى أن المجتمعات المتميزة بسطوع الشمس – ومنها المجتمعات العربية – هم الأقل عُرضة للإكتئاب الموسمي، وهذا لا ينفي أن بعض الدراسات أشارت إلى أن الأمر نسبي تتحكم فيه عوامل كثيرة غير ذلك.

متى يحتاج مريض الاكتئاب الموسمي إلى الإستشارة الطبية؟

اختتمت “أ. ميسون” قائلة: إن ما يميز الاكتئاب الموسمي (طالع المزيد) عن الإكتئاب المزمن أنه كلما تقدم الإنسان في العمر كلما انخفضت فرص الإصابة بالاكتئاب الموسمي، ودرجة الحاجة إلى التدخل الطبي لا يحددها الشخص بنفسه لعدم وعيه بتبدل حاله، ولكن يحددها المحيطين به في الغالب الأعم، وذلك حال ملاحظتهم شروع المريض في العزلة وتجنب الأنشطة والاختلاط الإجتماعي مع بدء زيادة القلق والهواجس عنده.

أضف تعليق

error: