مرض الاكتئاب الذهاني: أعراضه، أسبابه وكيفية تشخيصه

تمت الكتابة بواسطة:

الاكتئاب الذهاني

الاكتئاب الذهني هو اضطراب نفسي يجمع بين الاكتئاب والذهان؛ فما هو الاكتئاب الذُهاني وماذا يعني وما هو فرقه عن أنواع الاكتئاب المتعارف عليها؟

الاكتئاب الذهاني

عرف الدكتور ” أسعد صبر ” استشاري الطب النفسي الاكتئاب الذُهاني بأنه من أسمه هو خليط ما بين حالتين الاكتئاب والذهان فالاكتئاب حالة مزاجية يعاني فيها الشخص من تعثر المزاج، ضيقة النفس، الملل الطفش والاحساس بعدم قيمة الحياة وهذا هو الاكتئاب بينما الذهان هو وجود أفكار غير منطقية أو تهيؤات، تخيلات وهلاوس وهذه حالة الذُهان.

فبعض الحالات يكون عندهم مزيج ما بين الأعراض ويكون لديهم أعراض اكتئابيه وأعراض ذهانيه وهذا ما يسمى بالاكتئاب الذُهاني.

درجات الاكتئاب الذُهاني

أن الاكتئاب بحد ذاته يمكن أن يتسبب في أن يصل المريض إلى اكتئاب ذهاني فهذا يعني أنها حالة شديدة من الاكتئاب فعادة الاكتئاب لا يكون به أعراض ذُهانيه، فأغلب الناس المصابون بالاكتئاب يأتيهم اكتئاب بسيط وكثير منهم لا تتطلب حالاتهم العلاج ونعتبر اكثر الحالات انها ايام حزن مرت على الشخص فقط لا غير، لكن عندما تطول حالة الشخص لأكثر من اسبوع او اسبوعين فتصبح هذه الحالة اكتئاب شديد.

وإذا استمرت الحالة لأشهر يصبح اكتئاب مرضي ويحتاج إلى علاج، وإذا أُضيفت عليه الأعراض الذُهانية فهنا وصل الشخص من شدة الاكتئاب لديه أن يعتقد أن الحياة كلها ضده والناس جميعهم يتآمرون عليه ويريدون أذيته، وهذه الحالة مع الاكتئاب تجعل المريض يسمع اصوات أو خيالات تقلل من قيمته وهنا يصبح اكتئاب ذُهاني وهي حالة شديدة جداً من الاكتئاب.

الأسباب التي تجعل الشخص يصل إلى الاكتئاب الذُهاني

أشار “د. أسعد” أن العامل الوراثي يلعب دوره في معظم الحالات إن لم يكن كل الاضطرابات النفسية لكنه ليس السبب الوحيد او الرئيسي، فالعامل الوراثي جزء من المشكلة لكن نضيف عليها أيضاً الأحداث اليومية والحياتية التي تمر على الإنسان.

فالإنسان الذي يعاني من ضغوط مادية أو عائلية أو مهنية أو ضغوط صحية كمشاكل صحية يعاني منها كل هذه الضغوط عندما تتراكم على الإنسان وإذا كانت شخصيته بها ضعف أو سلبية في التفكير وعدم قدرة على التكيف كل هذه الظروف تجتمع عند الإنسان تسبب له قابلية للاستسلام والدخول في حالة اكتئاب وقد تصل بدرجاتها التي ذكرناها إلى الاكتئاب الذُهاني.

كما يمكن ان تكون المخدرات السبب للاكتئاب الذُهاني حسبما ورد على لسان “د. أسعد صبر” حيث إن أغلب الحالات التي نراها يكون سبب الاكتئاب هو تعاطي المخدرات سواء كانت حبوب منشطة (الكورتيزون) أو المثبطات مثل الحشيش، الحبوب المهدئة وحبوب الاعصاب كل هذه الأنواع عند تعاطيها بكميات كبيرة تجعل الشخص أكثر عرضه للاكتئاب وبالتالي قد يصل إلى حالة الاكتئاب الذُهاني.

الفئة الأكثر عرضة للاكتئاب الذهاني

نسبة حدوث الاكتئاب عند الاطفال تكون بسيطة جداً وفي الغالب يكون عامل وراثي، وعند الطفل يظهر الاكتئاب بصورة مختلفة عن الكبار ففي الغالب الطفل عندما يصاب بالاكتئاب يشتكي من أشياء عضوية مثل آلام في الجسم او أعراض جسدية او الاستفراغ ويمكن ان يرفض الذهاب للمدرسة او يشتكي من الصداع وهذه الاعراض تعبر بالاكتئاب عند الاطفال وهي نسبة بسيطة جداً مقارنة بالاكتئاب عند الاطفال مقارنة بالكبار.

أما عن كبار السن، فقال الاستشاري، أن كبار السن يصابون بالاكتئاب غالبا عندما يصلون إلى الشكوى من أمراض عضوية كثيرة أو عند بداية الدخول في حالات الزهايمر او الخرف فيبدأ الاكتئاب لديهم.

لكن في الغالب الاكتئاب يصيب الفئة العمرية بين ٢٥ إلى ثلاثين عاماً وقد يمتد إلى سن الخمسين عاماً وهذه هي أغلب الحالات التي نرى بها الاكتئاب، وفي هذه الحالات تتفاوت درجة الاكتئاب.

وبالنسبة للجنس يكون الإناث أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بسبب مثل ما ذُكر بالسؤال عامل الولادة أو التغيرات الهرمونية وسن اليأس وبداية سن البلوغ فكل هذه الأشياء عند المرأة تسبب تقلبات نفسية ومزاجية بسبب اختلاف الهرمونات فتجعلها أكثر عرضة للاكتئاب.

الفرق بين الاكتئاب الذهاني والفصام

إن هناك خلاف كبير بين الأطباء في تشخيص الاكتئاب الذهاب والفصام، فهناك دراسات علمية كثيرة تذكر هل الاضطرابات النفسية اضطرابات منفصلة أي أن الاكتئاب بمفرده والقلق بمفرده والفصام بمفرده أم هو طيف يبدأ بحالات خفيفة وكل ما تشتد الحالة تزيد عليها الاعراض، أي أن المرض يبدأ بقلق ويتحول مع الوقت إلى اكتئاب ليتطور الى اكتئاب فقط بدون قلق ثم يتطور لاكتئاب مع اعراض ذهانيه، ومع الوقت يصل إلى الفصام ثم يتطور للفصام الوجداني إلى أن يصل في النهاية إلى الفصام البحت.

فهذه الاختلافات هي مدارس في طريقة التفكير وتشخيص الحالات لذلك يحدث أحياناً خلط في تشخيص الحالات لذلك يكون من المهم أن يكون لدى الطبيب خبرة وأن يكون على دراية وخبرة كافية لأنه بالخبرة يستطيع الطبيب تمييز حالة المريض هل هي حالة فصام ويعاني من بعض الاعراض الاكتئابية ؟ أم هي احالة اكتئاب تعاني من بعض الحالات الذُهانيه؟

وبناءً عليها تختلف الخطة العلاجية للمريض فالاكتئاب البحت له ادوية اكتئاب، والذهان البحت له أدوية ذُهان، والاكتئاب الذُهاني يجمع بين أدوية الاكتئاب وأدوية الذهان.

اقرأ أيضًا: أعراض مرض الاكتئاب النفسي .. أسبابه وسبل علاجه

هل يمكن أن يكون الصرع أحد مسببات الاضطرابات النفسية

اختتم ” د. صبر” حديثه بالإجابة على السؤال وقال أن الصرع هو اكتئاب عضوي في الأعصاب بسبب عدم انتظام الموجات الكهربائية في خلايا المخ وهدم الانتظام هذا يسبب نوبات الصرع وهي انواع بعض النوبات يصاحبها تشنجات والبعض الآخر يصاحبها فقدان للوعي وهذا الاضطراب يختلط مع الصرع النفسي أو ما يسمى بشبيه الصرع.

فبعض الحالات يعانون من قلق وتوتر زائد لدرجة تجعل المريض يصل إلى تشنجات يكون سببها أحياناً نفسي وليس عضوي فبعض المرضى مع تسارع النفس يصبح لديهم اضطراب في المواد الكيميائية في الدم فيعاني من تشنجات تشبه الصر ولكنها لا تكون صرع فهي حالة نفسية.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: