وصايا لقمان لابنه «مكتوبة» من تفسير بعض آيات سورة لقمان

تمت الكتابة بواسطة:

وصايا لقمان لابنه «مكتوبة» من تفسير بعض آيات سورة لقمان

عليك دائمًا بشكر الله ﷻ على نعمه، وفي هذا المقال سنتعرف على وصايا لقمان -عليه السلام- لابنه.

وصايا لقمان الحكيم لابنه

ومع هذه الوصايا القيّمة، والتي نستنبطها من خلال تفسير بعض الآيات من سورة لقمان.

أتعرف ما هي وصايا لقمان الحكيم لابنه؟ هذا ما ذكره الله ﷻ في سوره لقمان، قال ﷻ (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ | وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ | وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ | وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ | يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ | يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ | وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ | وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ).

معاني الكلمات

  • يعظه: من وعظ، والوعظ هو القول المقرون بالترغيب والترهيب.
  • وهن: ضعف.
  • فصاله: فطامه وانفصاله من الرضاعة.
  • الخردل: هو نبات له حب صغير جداً، يُضرب به المثل في الصغر.
  • تُصعر: تميل.
  • مختال: متبختر.
  • أغضض: أخفض.

تفسير الآيات

قال ﷻ (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ | وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ).

يقول ﷻ ولقد أعطينا عبدنا الصالح لقمان الحكمة وهي الإصابة في القول والفقه في الدين، وقلنا له أشكر الله لأن نفع شكره يعود إليه بالأجر، ومن جحد نعمة الله فلم يقم بشكرها فإن الله مُستغني عن الشكر؛ حيث لا يزيد شكر النعمة في سلطانه، ولا ينقصُ كفرانُها من ملكه، وأن لقمان قد حذر ابنه من الشرك بالله.

قال ﷻ (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ | وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).

ثم يقول ﷻ أمرنا الإنسان ببر والديه والإحسان إليهما، ويأمر الله لقمان أن اشكر لي على ما أنعمت به عليك، ثم اشكر لوالديك على تربيتهما لك، وإلى الله مرجعكم بعد الموت، فيجازيكم على أعمالكم.

وإن بذلا جهدهما في حملك علي الإشراكِ بالله ﷻ فلا تطعهما وبرهما وصلهما، ثم يأمر الله بأن نتبع سبيل من أقبل إلى طاعته، وهم المؤمنون.

قال ﷻ (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ).

ثم يذكر الله ﷻ نصيحة لقمان لابنه فيقول: يا بني إن الخصلة من الإساءة أو الإحسان إن تكن زنة حبة الخردل، فتكن هذه الخردل في صخرة أو في أي موضع من السماوات أو الأرض يُحضرها الله ويحاسب فاعلها.

قال ﷻ (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ | وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ).

يا بُني أد الصلاة تامة بأركانها وشروطها وواجباتها، وأمر الناس بطاعة الله وانهِ الناس عن معصية الله، واصبر على ما سيصيبك من الأذى.

ولا تُمل وجهك عن الناس إذا تكلمت معهم احتقارًا لهم، ولا تمشي متبخترًا وليكن مشيك معتدلًا، واخفض من صوتك إن أقبح الأصوات وأبشعها صوت الحمير.

ولأها الاختصاص؛ هنا: خطبة عن وصايا لقمان − مكتوبة

فوائد الآيات

  • إن الحكمة منحة إلهية.
  • الله غني عن عباده.
  • الشرك بالله أعظم الذنوب.
  • حق الله ﷻ مُقدم على كل حق.
  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم فرائض الدين.
  • الصبر من أهم الأخلاق، ولا سيما في القيام بالتكاليف الشرعية مثل الصلاة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
  • القيام بالتكاليف الشرعية من عزائم الأمور.
  • الكِبر والخُيلاء خُلقان ذميمان.
  • الحث على مكارم الأخلاق من التواضع والبعد عن الفضاضة والغلظة ومشابهة الحيوانات حال المشي والكلام.

وهذا أيضًا: مقال عن لقمان الحكيم

الخلاصة

لقد تعلمنا وصايا لقمان، وذلك من خلال تفسير آيات سورة لقمان من الآية الثانية عشرة إلى التاسعة عشرة.

واستنتجنا بعضًا من فوائد الآيات منها: الله غني عن عباده، وإنما أمرهم بعبادته ليكون جزاؤهم على قدر أعمالهم، الشرك بالله أعظم الذنوب، حق الله ﷻ مُقدم على كل حق، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. كما تعرفنا على بعض معاني الكلمات.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: