«واو» من المحيا إلى الممات!

وقد كان محظوظا حين كان والده يعرف «واو» معتبرة، فأنجبته والدته في مستشفى حكومي فئة 5 نجوم! ولو لم يكن كذلك فربما كان أول عهده بالحياة عند إحدى الإشارات الضوئية ووالده يهرول بين المستشفيات بحثا عمن يستقبل زوجته! بـ «واو» أخرى درس في أفضل أقسام الجامعات وبها تخرج ليكون رمزا عظيما يشار إليه بالبنان، حتى دماغه تمتلك فراغا أكثر من ذاك الموجود في علبة عصير بالية!

لم يتزحزح عن كرسي وظيفته كـ «مدير عام» منذ أكثر من 20 سنة حتى نضج وخرج من شرنقته فأصبح «واو» بحد ذاته! ولأنه كذلك فقد بدأت وفود الملفات الخضراء تتقاطر على مكتبه تباعا «مرسول لك من فلان»، «يسلم عليك علان»، «جاي لك من طرف فلتان»، آخرهم كان أخوه الذي بعث له بملف ولده الذي يحوي بين جنبيه المؤهلات التالية:

  1. شهادة الابتدائي.
  2. شهادة تطعيم ضد الحصبة الألمانية.

ولأن الحالة استثنائية ليس بالنظر لنوع الشهادات ولكن بالنظر لصلة القرابة فقد أمر بما هو آت: قبول ابن أخيه في الوظيفة مع التوصية بسرعة إجراءات توظيفه وإعفائه من المقابلة الشخصية! ليصبح «ابن أخيه» بعد حين رمزا آخر يشار إليه بالبنان بل إن صوره اليوم تزين تصريحاته الصحفية التي يحث فيها الناس على ضرورة الإسراع بتطعيم أبنائهم ضد الحصبة الألمانية!

ثم اعلموا رحمكم الله أن النوع البشري السابق لديه قاعدة بيانات واسعة لكل «الواوات» التي قد يستفيد منها، فواو مقاس «L» تضمن له عدم الوقوف طويلا في طابور بأحد البنوك.. أما واو مقاس «XL» فهي سوف تؤكد لك حجزا ملغى لغرض السياحة على حساب مسافر آخر أراد السفر لأجل العلاج! وواو من فئة «XXL» تستطيع أن تضمن لابنه القبول في أي أقسام الجامعة شاء مهما كان غباء ابنه أيام الثانوية العامة.. والأخيرة من فئة «XXXL» التي يعرف بعد معها أنه شخص من المرتبة الممتازة!

المكان الوحيد الذي لن يحتاج إلى زيارته أي «واو» من أي مقاس هو المقبرة «فهو حتما سيدفن في القبر الشاغر»!

بقلم: ماجد بن رائف

أضف تعليق

error: