واقع البحث العلمي في الدول العربية

البحث العلمي , الدول العربية, Scientific Research

يُعد البحث العلمي في العالم العربي ضرورة عند البعض وشرط أساسي لتقدم المجتمع كما أنه أيضاً ترف للبعض الآخر الذي يبحث عن المردود المادي منه كما أن البحث العلمي يهم العديد من الشباب العربي في هذه الآونة، مع مراعاة أن البحث العلمي اليوم موجود في كافة المجالات دون أن يكون مقتصراً على القطاعات العلمية والتطبيقية فحسب.

ما هو البحث العلمي وأهميته في بناء المجتمعات

يقول الدكتور فؤاد فؤاد “باحث في الجامعة الأمريكية في بيروت”، يعتبر البحث العلمي هو أي نشاط أكاديمي ينتج عنه تطور وتحسن في مردود اقتصادي أو اجتماعي، وعادةً ما يوحي البحث العلمي في الذهن بالعلوم التطبيقية مثل البحوث الصحية والهندسية لكن الحقيقة نقصد دائماً بالبحث العلمي بأنه أي عمل يحتاج إلى نقاش والتبصر والتبحر في بعض العلوم، لذلك هناك بحوث علمية اجتماعية وأخرى أدبية إلخ إلخ… لأنه يُعرف بأنه طريقة تعامل مادة معينة أو مسألة معينة وتبدأ دائماً بالسؤال لتبسيط الأمر لأن البحث العلمي حينئذ ينتقل من برهنة فردية وليس لقبول مسلمة، وهذا هو الفرق الأساسي بين البحث العلمي وبين التلقي أو التلقين.

ما هو واقع البحث العلمي في دولنا العربية

يتكرر هذا السؤال للأسف منذ سنوات طويلة ولكننا مازلنا في نفس الدائرة لأنه محزن أن نقول أن هذا النقاش تم منذ أكثر من 10 سنوات في تقرير أصدرته اليونسكو كان الواقع سيء في ذلك الوقت حيث كان هناك مقارنة بين المنتج في البحث العلمي في الدول العربية كاملة بدولة مثل إسبانيا التي لا تعتبر دولة منتجة للبحث العلمي ولكن في ذلك الوقت كان إنتاج هذه الدولة حوالي 5 أضعاف ما يُنتج في كامل الدول العربية، ولكننا توقعنا فيما بعد ومع زيادة عدد الطلاب الجامعيين زيادة إنتاج البحث العلمي في دولنا العربية لكن للأسف مازال إنتاج البحث العلمي في الجامعات منخفض في دول مثل ماليزيا أو حتى دول الجوار التي لم تكن في مقدمة ترتيب البحث العلمي.

هل يعيش البحث العلمي العربي الآن أزمة حقيقية

لا أعتقد أن البحث العلمي الآن أزمة ولكنه كذلك ليس في صلب المسألة التنموية لأن الجامعات هي مراكز البحث العلمي ولكن ذلك يجب أن يسبقها نوع من التحضير للطالب بأن يتلقى المعلومة بشكل أساسي على صورة سؤال وجواب دون أن تصل المعلومة للطالب بصورة تلقين ولكن يجب أن تكون على شكل تساؤل وأحياناً على شكل تجربة إن كان الأمر متعلق بالعلوم التطبيقية، وانطلاقاً من هذا الأمر سيكون هذا الفرق الذي سينتج فيما بعد، لكن في المقابل يجب أن يكون هنالك إنفاق وتمويل حتى يتم زيادة رقعة البحث العلمي في دولنا العربية كافة، وهذه تعتبر مسألة أخرى للنقاش – وفق ما يراه الباحث.

تابع ” فؤاد “: إن التطور الوحيد الذي حدث في السنوات الماضية في البحث العلمي العربي هو أن القاعدة التي تخص البحث العلمي من الطلاب والطلاب الجامعيين بشكل خاص قد زادت عن ذي قبل وهذا أمر إيجابي نوعاً ما.

إلى جانب ذلك، سمحت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير لتواجد الباحثين العرب في أماكن مختلفة وبالتالي يمكنهم نقل الكثير من العلوم إلى المنطقة، كما بدأ تمويل البحث العلمي يُنظر له نوعاً ما لكن مازالت المسافة إلى الآن بعيدة جداً فيما يتعلق بهذا الأمر لأن البحث العلمي في المنطقة العربية بشكل عام لا يزيد الإنفاق عليه عن 1% من إجمالي الاقتصاد وقد يرجع ذلك إلى بعض المعوقات منها ما يتعلق بأين ما يمكن إنفاق الأموال فيه سواء على السلاح والدفاع وهيكلة الدولة أم ننفق المال على التعليم والصحة، لكن بشكل عام نخصص في دولنا العربية ميزانية ضئيلة جداً لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي مقارنة بالوزارات الأخرى مثل النقل والمواصلات.

وأخيراً، يمكننا القول بأن البحث العلمي يجب أن يكون في جميع الوزارات والهيئات حتى يتم تطويره بجانب أهمية دخول القطاع الخاص في تطوير البحث العلمي لأن في دولة مثل اليابان يأتي الإنفاق فيها على 70% من البحث العلمي من الشركات الخاصة مثل شركات السيارات وشركات تطوير الآلات والتكنولوجيا وغيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top