الإقلاع عن التدخين… هل من سبيل؟

الإقلاع عن التدخين... هل من سبيل؟

«أويس» يسأل: أنا ولله الحمد ملتزم وأعاني من مشكلة التدخين، حيث إنني تعودت عليه وأنا في الدراسة، المهم أنني أريد أن أترك التدخين، لكن الوحدة تمنعني، علمًا أنني لا أدخن إلا إذا كنت وحدي. فأرجو إفادتي بمركز للمعالجة للإقلاع عن التدخين.

⇐ د. أمل المخزومي «طبيب نفسي» أجابت السائل؛ فقالت: الأخ الكريم.. لا أريد أن أتحدث عن التدخين وما يسببه من مشاكل لا تُعَدّ ولا تُحصى، وهذه معروفة لك وللجميع. لقد طلبت مني أن أدلك على مراكز لمساعدة المدخنين بهدف المعالجة للإقلاع عن تلك العادة. يمكنك البحث عنها في الشبكة الإلكترونية في موقع منظمة الصحة العالمية و تختار منها ما يناسبك.

إضافة إلى ذلك أن هناك حملات تقوم بها بعض المستشفيات لمساعدة المدخنين في القضاء على عادة التدخين، يمكنك متابعة ذلك. أما من ناحيتي فأعالج من يعاني من تلك العادة في تركيا في عيادتي عن طريق الاسترخاء، والتنويم المغناطيسي، وممارسة رياضة اليوجا، والعلاج الجماعي، ويتم العلاج حسب حالة المدخن.

يعتمد تكوين العادات على شروط معينة، أهمها التكرار المتواصل لسلسلة من المثيرات والاستجابات والذي يؤدي إلى تقوية الروابط فيما بينها بمرور الوقت، فالمثير هنا هو السيجارة والاستجابة هي التدخين، أما الذي يريد التخلص من هذه العادة ينبغي عليه أن يفصم ويكسر تلك السلسلة من الروابط.

يمكنني في هذا الخصوص أن أدرج لك بعض التوصيات علَّها تنفعك، هي ما يأتي:

  1. لقد اتبعت في الدول الغربية طريقة الهدف منها المحافظة على صحة غير المدخنين، وجعل المدخن يتذمر من عادة التدخين، وذلك بإجبار المدخنين على أن يدخنوا في أماكن معدَّة لهذا الغرض. أما إذا كانت هذه الأماكن غير متوفرة فإنهم يجبرون على التدخين في أماكن غير مغلقة، بالرغم من تعرضهم للمطر والبرد.
  2. تلعب الإرادة القوية دورًا مهمًّا في السيطرة والتخلص من العادات السلبية التي تضرُّ بصحة الفرد، ومنها عادة التدخين. تشكل عزيمة الفرد نقطة البداية في أي علاج. يظهر أنك تمتلك تلك العزيمة؛ ولهذا تنوي التخلص من عادة التدخين، بعد أن توصلت إلى أضرارها القاتلة. تعتبر هذه المبادرة خطوة جيدة.
  3. بما أنك تشكو من الربو فينبغي عليك التخلص من تلك العادة بشتى الطرق وأسرعها؛ لأن جسمك الآن في أمسِّ الحاجة إلى الأوكسجين لا إلى الدخان.
  4. بما أن الشعور بالوحدة يدفعك إلى التدخين، فعليك التخلص من تلك الوحدة، وتوجد طرق مختلفة، منها الانضمام إلى النوادي والجمعيات المختلفة، وصحبة الأصدقاء الذين لا يمارسون عادة التدخين، والتعامل مع الذين ترتاح لصحبتهم.
  5. عندما تكون وحدك حاول أن تشغل نفسك بهواية من الهوايات المفيدة، كقراءة القصص، وحل الألغاز، أو ممارسة الألعاب الذهنية المختلفة؛ لما لها من فوائد مزدوجة. أشغل نفسك باستعمال الشبكة الإلكترونية التي لها تأثير على خلق دوافع المتابعة والاستمرار على ذلك، أو ممارسة أية فعالية أخرى ترتاح لها.
  6. حاول ألا تجلس وحدك قدر الإمكان؛ لكي لا تسبب لك تلك الوحدة نوعًا من الضيق الذي يدفعك إلى التدخين.
  7. أما إن كنت مجبرًا على البقاء وحدك فعليك اتباع ما يأتي:
    • حاول أن تتصفح ألبوم صورك وصور العائلة والأصدقاء.
    • حاول أن تتصفح الأطلس إن كانت لديك رغبة التعرف على العالم.
    • العَب الشطرنج مع نفسك أو أية لعبة أخرى تشعرك بالراحة.
    • اقرأ بصوت عالٍ بعض السور القصيرة من القرآن الكريم والتي تضفي عليك الراحة والاطمئنان، أو قراءة الشعر إن كانت لك رغبة فيه.
  8. عند الشعور بحاجتك إلى التدخين حاول أن تنهض من مكانك أو تخرج من الغرفة، وتأخذ تنفسًا عميقًا، وتحتفظ به لفترة ثم تطرحه. وتكرر العملية 15 مرة. وإن شعرت بدوار حاول أن تقلِّل عدد المرات.
  9. لا تحاول أن تحمل معك علبة الدخان، وتخلص منها وما يتعلق بها مهما كلَّفك الأمر من إزعاج.
  10. اكتب على علبة الدخان جملة العدو اللدود وبحروف كبيرة. كذلك استعمل لافتات في غرفتك تحذرك من التدخين.
  11. ابتعد عن المدخِّنين قدر الإمكان.
  12. عند الشعور بالحاجة إلى تناول السيجارة حاول أن تضع اللبان (العلكة) في فمك، وأخبر من تتعامل معهم بأن الهدف من العلكة هو التخلص من التدخين؛ وذلك لأن المجتمع العربي ينظر إلى من يتناول العلكة نظرة تخلو من التقدير.
  13. حاول أن تستعمل طرق الإيحاء المختلفة التي تقنع بها نفسك بأنك تارك لعادة التدخين لا محال.
  14. حاول أن تشغل نفسك بقراءة شيء يعجبك بصوت عالٍ، وحرِّك شفتيك بسرعة تلهيك هذه الطريقة عن التدخين.
  15. حاول أن تقرأ الكثير عن مضارِّ التدخين وكيفية التخلص من تلك العادة.
  16. حاول أن تترك التدخين بشكل تدريجي، وذلك بتقليل عدد الدخان التي تدخنها في اليوم إلى أن تتخلص من ذلك الدخان المزعج.
  17. إن نويت الزواج فتزوَّج من فتاة تكره الدخان؛ لكي تجعلك تتخلص من تلك العادة.
  18. تشير أكثر الدراسات إلى أن ما يدعيه المدخنون بأن التدخين إنما يريح الأعصاب. ليس لهذا الادعاء من سند علمي، وليس هذا الادعاء إلا نوعًا من الإيحاء النفسي، يمكنك أن تعكس هذا الإيحاء النفسي بشكل يتضمن أن التدخين يثير القلق والتوتر والضيق والتذمر.
  19. تشير أبحاث أخرى إلى أن التدخين يؤثر على الجهاز العصبي، ويعيق التفكير والانتباه. بما أنك محامٍ وتحتاج إلى التفكير السليم والانتباه الشديد، فاقضِ على عدوك التدخين؛ كي تعيش بسلام واطمئنان وتفكير وانتباه شديد.
  20. بما أنك ملتزم فاطلبْ من الله ﷻ، وادْعُه أن يساعدك على اجتياز تلك المحنة، وسيساعدك هذا الدعاء كثيرًا. كذلك تذكر بأن بعض المجتهدين من المسلمين يحرِّمون التدخين؛ وذلك لأنه يضرُّ بالفرد من الناحية الصحية والعقلية والنفسية، وفيه إسراف من الناحية الاقتصادية.

أتمنى لك التخلص من هذه العادة بأسرع وقت ممكن.

⇐ ويمكنك أيضا أن تقرأ الموضوعات التالية:

أضف تعليق

error: