هل المكملات الغذائية مفيدة أم لا

صورة , الفيتامينات , المكملات الغذائية , أدوية

نشر الدكتور الأمريكي فرانسيس كولينز المتخصص في علم التغذية مقال صادم الشهر الماضي يتحدث فيه عن دراسة جديدة أوضحت عما إذا كانت هناك فائدة للمكملات الغذائية ام لا.

يتناول أكثر من نصف البالغين في الولايات المتحدة المكملات الغذائية ،حتي أن بعض أفراد عائلتي يفعلون ذلك. ولكن هل كل هذه الفيتامينات والمعادن وغيرها من المواد يؤدي حقاً إلى حياة أطول وأكثر صحة؟ وعلي غير المتوقع تشير دراسة جديدة تمت على المستهلكين لهذه المنتجات علي مستوى البلاد إلى أنها لا تفعل ذلك.

تفاصيل الدراسة

بناءً على تحليل لبيانات المسح (استبيان الدراسة) التي تم جمعها من أكثر من 27000 شخص على مدار فترة ست سنوات ، وجدت الدراسة الممولة من المعاهد الوطنية للصحة أن الأفراد الذين أبلغوا عن تناول المكملات الغذائية لديهم نفس خطر الموت مثل أولئك الذين حصلوا على المواد الغذائية من خلال الطعام. والأغرب من ذلك أن نسبة الوفيات المرتبطة بتناول كميات كافية من فيتامين أ وفيتامين ك والمغنيسيوم والزنك والنحاس من الطعام وليس المكملات الغذائية كانت محدودة علي عكس الذين يتناولون المكملات الغذائية.

كشفت الدراسة، التي نشرت في دورية الطب الباطني أيضًا عن بعض الأدلة التي تشير إلى أن بعض المكملات الغذائية قد تكون ضارة بالصحة

عند تناولها بشكل زائدة دون أن يعلم المستهلك. فعلى سبيل المثال: الأشخاص الذين تناولوا أكثر من 1000 ملليغرام من الكالسيوم التكميلي في اليوم كانوا أكثر عرضة للوفاة بالسرطان من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.

كان الباحثون القائمين على الدراسة من جامعة تافتس في بوسطن مندهشين بأن الكثير من الناس يتناولون المكملات الغذائية على الرغم من عدم معرفتهم الكاملة حول فوائدها الصحية.

استفاد فريق الدراسة من بيانات المسح علي عشرات الآلاف من البالغين في الولايات المتحدة والذين تتراوح أعمارهم بين 20 عامًا أو أكبر والذين شاركوا في ست دورات سنوية من المسح الوطني للصحة والتغذية بين عامي 1999 و 2000 و 2009. -2010. وتم سؤالهم عما إذا كانوا قد استخدموا أي مكملات غذائية في الثلاثين يومًا السابقة. بعد ذلك طُلب من الذين أجابوا بنعم تقديم مزيد من التفاصيل حول المنتجات التي استخدموا والوقت الذي استغرقوه في استهلاكها.

وتوصلوا إلي ما يزيد قليلاً عن نصف المشاركين قد استخدموا المكملات الغذائية في الثلاثين يومًا السابقة للمسح. كما توصلوا إلي أن حوالي 40 في المائة قد استخدموا منتجات ذات الفيتامينات المتعددة التي تحتوي على ثلاثة أو أكثر من الفيتامينات في منتج واحد. ولم تظهر في الدراسة أي تحسن لهؤلاء يفرق عن تناولهم طعام عادي بنفس العناصر الغذائية.

وعلي صعيد آخر تم تقييم أيضا تناول المواد الغذائية من الأطعمة. في كل عام يُطلب من المشاركين في الدراسة أن يتذكروا ما أكلوه خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. ثم استخدم الباحثون تلك المعلومات لحساب كمية المغذيات لدى المشاركين من الطعام. أشارت تلك الحسابات إلى أن أكثر من نصف المشاركين في الدراسة لم يتناولوا كمية كافية من الفيتامينات D و E و K وكذلك الكولين والبوتاسيوم.

على مدار الدراسة التي استمرت لفترة توفي أكثر من 3600 من المشاركين في الدراسة. وشملت تلك الوفيات 945 رجعت إلى أمراض القلب والأوعية الدموية و 805 رجعت إلى السرطان. كانت الخطوة التالية هي البحث عن أي ارتباط بين تناول المغذيات وبيانات الوفيات. وهنا كانت المفاجأة حيث وجد الباحثون أن استخدام المكملات الغذائية ليس له أي تأثير ايجابي يؤخر الوفاة. وبالعكس كان الأشخاص الذين يتناولون كمية كافية من فيتامين أ وفيتامين ك والمغنيسيوم والزنك والنحاس من الطعام أقل عرضة للموت.

اضرار المكملات الغذائية

كما أوضحت الدراسة أن الأشخاص الذين أبلغوا عن تناول أكثر من 1000 ملليغرام من الكالسيوم في اليوم بسبب عدم قدرتهم علي متابعة والتأكد من كمية الجرعات التي تدخل الجسم كانوا أكثر عرضة للوفاة بسبب السرطان. كان هناك أيضًا دليل على أن الأشخاص الذين تناولوا فيتامين (د) التكميلي بجرعة تتجاوز 10 ميكروغرام (400 وحدة دولية) يومياً دون نقص فيتامين (د) كانوا أكثر عرضة للوفاة من السرطان.

جودة الحياة والصحة ليس دائماً سببها المكملات الغذائية

تجدر الإشارة إلى أن الباحثين رأوا في البداية وجود علاقة بين استخدام المكملات الغذائية وجودة حياة الافراد في بعض الأمور. فعلى سبيل المثال كان لدى المشاركين في الدراسة الذين أبلغوا عن تناول المكملات الغذائية بشكل عام مستوى أعلى من التعليم والدخل. كما تميل إلى التمتع بأسلوب حياة أكثر صحة. تناولوا طعامًا أكثر مغذية وكانوا أقل عرضة للتدخين أو شرب الكحول وممارسة أكثر.

لذلك يبدو أن الأشخاص الذين يتناولون المكملات الغذائية كان من المرجح أن يعيشوا حياة أطول وأكثر صحة ولكن الحقيقة أن الامر لايقف علي وجود المكملات الغذائية وهي السبب وراء كل ذلك. بل أن الأمر يرجع لأسباب لا علاقة لها باستخدامهم للمكملات الغذائية.

متي يمكن أن تكون المكملات الغذائية مفيدة ويجب فعلاً تناولها؟

بالرغم من أن الدراسة صرحت بأن الاستخدام المنتظم للمكملات الغذائية لا ينبغي أن يوصى به لعامة السكان في المجتمع. لكن هذا بالطبع لا يستبعد احتمال أن تستفيد مجموعات فرعية معينة من الناس بالمكملات الغذائية فعلاً بما في ذلك تلك الحالات التي تتبع وجبات غذائية معينة بتكرار دون تنويع فيحدث نقص بالعناصر الغذائية لديهم او من هم ممنوعون من تناول بعض الاغذية بسبب الحساسية او ما شابه أو اولئك من يعانون من نقص غذائي معروف مثل الأنيميا او غيرها.

في عموم الأمر تخدم هذه النتائج تذكيراً بأن المكملات الغذائية ليست بديلاً عن الطعام للحفاظ على الصحة وتناول الأطعمة المغذية. وأن أفضل طريقة للحياة الطويلة والصحية هو تناول طعام ذو نظام غذائي متوازن بما في ذلك الكثير من الفواكه والخضار ومصادر صحية من الكالسيوم والبروتين، وابتعد عن التدخين او غيرها من العادات الصحية الضارة مع وجوب الحصول على الكثير من التمارين الرياضية بشكل دائم ومعتاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top