نقص اليود: أسبابه، أعراضه والنظام الغذائي للحفاظ عليه

تمت الكتابة بواسطة:

نقص اليود

يحتاج الجسم إلى نسبة معينة من اليود يوميًا حتى يستطيع تغطية احتياجاته، وهذا اليود هو الأساسي لعمل الغدة الدرقية وافراز هرموناتها تي ٣، وتي٤، وهرمون الثيروكسين.

لذلك يجب الانتباه لتغطية احتياجات الجسم من اليود بشكل دائم منعًا لحدوث مشاكل في الغدة الدرقية وافراز الهرمونات، كما يجب أيضًا الانتباه أن نسبة احتياج الجسم لليود تزداد بشكل كبير لدى المرأة الحامل والمرأة المرضعة.

أسباب نقص اليود في الجسم

تقول الدكتورة “رند الديسي” أخصائية التغذية أن: هناك العديد من السيدات لديهم مشاكل في الغدة الدرقية، كما أن مشاكل الغدة الدرقية تظهر بشكل كبير خلال فترة الحمل.

وقد تستمر هذه المشاكل مع المرأة بعد الولادة، وأضافت أن: هذه المشكلة شائعة لدى النساء أكثر من الرجال؛ وذلك لأن تغذية النساء تكون أقل من تغذية الرجال، بالإضافة إلى تأثير عوامل الحمل والرضاعة على النساء، والتي تؤدي إلى فقد كمية كبيرة جدًا من اليود من جسم المرأة.

من الجدير بالذكر أن الغدة الدرقية تحتاج اليود لإنتاج  هرموناتها، وعندما تكون نسبة اليود قليلة في الجسم فإن الغدة الدرقية تحاول افراز الهرمونات الخاصة بها، ولكنها تفشل في هذه العملية، وبالتالي يحدث لها عملية تضخم للغدة الدرقية.

مما لا شك فيه أن أكثر الأشخاص عرضة لنقص اليود هم:

  • المرأة الحامل: لأن احتياجها لليود يزداد بسبب إعطاء كمية منه للطفل.
  • المرأة المرضعة: لأن احتياجاتها لليود تزداد بنسبة كبيرة أكثر من المرأة الحامل والشخص الطبيعي.
  • الأشخاص الذين يعانون من مشاكل ارتفاع ضغط الدم: وذلك بسبب الامتناع عن استهلاك الملح نهائيًا.

“يحتاج الشخص الطبيعي ١٥٠ ميكرو جرام من اليود خلال اليوم، بينما تحتاج المرأة الحامل ٢٢٠ ميكرو جرام، أما المرأة المرضعة تحتاج ٢٩٠ ميكرو جرام من اليود خلال اليوم”

من المعروف أن الملح في معظم الدول العربية يكون مدعم باليود، لذلك استهلاك حوالي ربع معلقة صغيرة من ملح الطعام يوميًا يغطي نصف احتياجات الجسم من اليود، ويمكن الحصول على باقي الاحتياجات من الأغذية التي تحتوي على اليود.

الأغذية التي تحتوي على اليود

تابعت د. “رند”: يحتوي البيض واللبن على نسبة ١٠٪ من احتياجات الجسم من اليود، بينما تحتوي المأكولات البحرية على نسبة عالية من اليود، وخصوصًا المأكولات البحرية ذات القشور مثل الجمبري والكراب.

كما أن التونة تعطي الجسم نسب جيدة من اليود تغطي ٦٠٪ تقريبًا من احتياجات الجسم اليومية من اليود، بالإضافة إلى القراصيا التي تعطي نسب عالية من اليود للجسم.

أعراض نقص اليود في الجسم

  • زيادة الوزن بدون تناول الطعام.
  • التعب والصداع الدائم: لأن الغدة الدرقية تساعد في رفع مستوى الأيض، وبالتالي يفقد الجسم طاقته.
  • تساقط الشعر: حيث أن هرمونات الغدة الدرقية تتحكم في نمو بصيلات الشعر.
  • تضخم الغدة الدرقية، وشحوب وتغير في الصوت.
  • جفاف في الجلد: وذلك لأن هرمونات الغدة الدرقية تي٣، تي٤ مسئولة عن زيادة ترطيب الجلد وإنتاج خلايا جلد جديدة، وبالتالي نقص هذه الهرمونات يؤثر على الجلد.
  • الشعور بالبرد بسبب انخفاض مستوى الأيض.
  • عدم انتظام في نبضات القلب.

عند زيادة هذه الأعراض لدى المرأة الحامل فإنها قد تسبب فقد الجنين، أو قد تؤثر هذه الأعراض على الجنين فتسبب قصور في الطول وقصور في النمو العقلي.

“تعتبر أعراض نقص اليود مشابهة لأعراض الحمل؛ لذلك يجب أن يكون هناك وعي كافي بنسب اليود التي يتم تناولها خصوصًا خلال فترة الحمل تجنبًا لأي مشاكل أو مضاعفات. ”

كما تقول د. “رند”، لا توجد فحوصات لتحديد نسبة اليود، ولكن يتم الفحص باستخدام هرمونات الغدة الدرقية تي٣، تي٤، أو الهرمون المحفز لإفراز هرمونات الغدة الدرقية؛ إذا كان هذا الهرمون مرتفع، يدل ذلك على وجود نقص في اليود، كما أضافت أن هذه الفحوصات والتشخيصات تتم لدى طبيب الغدد الصماء، أو يمكن للمريض تشخيص حالته بنفسه عند الشعور بالأعراض.

النظام الغذائي للحفاظ على نسبة اليود في الجسم

أردفت د. “الديسي”: يجب الانتباه بشكل عام لتغطية احتياجات الجسم اليومية من اليود، واللجوء للطرق العلاجية الغذائية لتأمين احتياجات الجسم وخصوصًا خلال فترة الرضاعة والحمل.

وعادة ما يحتوي المكمل الغذائي الشامل الذي تأخذه المرأة الحامل على اليود، وأضافت أن إضافة نسبة معقولة من ملح الطعام المدعم باليود للأغذية يعتبر آمن جداً ويغطي كمية من احتياج الجسم.

بينما المصابون بارتفاع ضغط الدم يمكن أن يحصلوا على ربع معلقة صغيرة من ملح الطعام الدعم باليود، حيث يقوم بتأمين نصف احتياجات الجسم من اليود بدون التأثير على ارتفاع ضغط الدم، أما باقي احتياج الجسم يمكن الحصول عليه بتناول التونة، أو البيض، أو القراصيا، والجمبري.

ختامًا، يتم علاج مشاكل الغدة الدرقية بأخذ هرمون الثيروكسين على شكل حبوب، ولكن تنصح د. “الديسي”: بأخذ هرمون الثيروكسين خلال ساعات الفجر، وقبل تناول الطعام بساعتين على الاقل للتأكد من وصول الهرمون لجميع خلايا الجسم وامتصاصه بالكامل.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: