نسبة النعم إلى النفس «جحود المنعم»: حكمها وأمثلة عليها

تمت الكتابة بواسطة:

نسبة النعم إلى النفس , جحود المنعم

المراد بنسبة النعم إلى النفس أن يضيف الإنسان ما آتاه الله من النعم إلى النفس أو آبائه أو أجداده، مع نسيان المنعم الحقيقي وهو الله ﷻ.

حكم نسبة النعم إلى النفس

حكمها حرام؛ وهو من الكفر الأصغر الذي يسمى كفر النعمة، وهو نقص في كمال التوحيد الواجب، والدليل قوله ﷻ ﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ﴾.

وقد قال مجاهد في تفسير قوله ﷻ ﴿هَذَا لِي﴾؛ أي هذا بعملي وأنا محقوق به.

أمثلة نسبة النعم إلى النفس

عندما يقول أحد إذا نجح: هذا بجدي واجتهادي يكون قد نسب النعمة إلى نفسه.

والواجب أن يقول مثلا: الحمد لله، هو الذي أعانني وسهل علي فاجتهدت ونجحت.

وكذلك نسبة الفوز في المسابقة إلى النفس.

فيتوجب عليك أن تقول: الحمد لله، هو الذي أعانني ووفقني، فاجتهدت وفزت بالمسابقة.

وهناك من الناس من إذا حصلت له نعمة يقول: أنا مستحق لها.

والواجب أن يعلم العبد افتقاره إلى ربه، وأنه لا يستحق على ربه شيء، وكل ما أعطاه الله ﷻ تفضلٌ من الله عليه لا باستحقاق له  على ربه.

مشركو قريش

وهناك نماذج كثيرة من كفر النعمة وعاقبة ذلك مثل: كفار قريش فقد قال الله ﷻ ﴿يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ﴾.

قال مجاهد: هو قول الرجل [هذا مالي ورثته عن أبي] ففي هذه الآية ذمٌ لمشركي قريش حيث إنهم يعرفون نعم الله ﷻ ثم ينسبونها لآبائهم.

وستجد هنا: كيف يكون شكر الله على نعمه قولاً وفعلاً وتدبراً!

ماذا في قول: [هذا مالي ورثته عن أبي]؟

لها حالتان:

  • إذا قالها لمجرد الأخبار بها فلا بأس بذلك.
  • أما إذا قالها ناسياً نعمة الله عليه في هذا المال ومتفاخرًا بما حصله كد آبائه، فهذا حرام، وهو من كفر النعمة وسوء الأدب مع الله الذي أنعم عليه وعلى آبائه، وهذا يُنقص التوحيد، وقد قالها قارون فعاقبه الله ﷻ في الدنيا قبل الآخرة.

قال ﷻ ﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي﴾.

اللهم لا تؤاخذنا بما نفعل فالفضل كله إليك، ولا خير إلا خيرك، فعفوك ومنك وكرمك نرجو، والحمد لله أن من علينا ووفقنا إلى كل خير.

ويُمكنك نيْل المزيد من التثقيف؛ بالقراءة عن الكهانة والعِرافة: طرقهم، والفرق بينهما.. وهل صحيح أنهم يستعينون بالشياطين!

الخلاصة

لقد تعرفنا على جحود المنعم. المراد بنسبه النعم إلى النفس: أن يضيف الإنسان مما آتاه الله من النعم إلى النفس أو آبائه وأجداده مع نسيان المنعم الحقيقي وهو الله ﷻ.

حكم نسبة النعم إلى النفس: حرام.

أمثلة نسبة النعم إلى النفس، نماذج من شكر نعمة الله وكفرها وعاقبته ذلك: قصة قارون، مشركو قريش.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: