مقال عن الاختلاط بين الجنسين

تجتاحنا قصص كثيرة، وتغيرات نعيشها تجعل ما كان مسلما به أصبح قابلا للتغيير، وما عهده آباؤنا لن يصلح لأبنائنا وبالتالي لا بد أن نغيره. أسلوب الحياة اختلف، ومتطلبات المعيشة اختلفت، والدين الإسلامي مرن، وصلاحيته لكل زمان ومكان هي أكثر ما يميزه، لذلك ليس من المعقول أن نحارب التجديد فقط لأنه تجديد، ونلوم نظرية المؤامرة التي تريد تدميرنا رغم أننا لسنا – في رأيي – خطرا على أي أحد حتى نستهدف!.

والاختلاط من أكثر المواضيع تعقيدا وتشابكا، فمع أي فكرة لتواجد أي حالة اختلاط بين الرجل والمرأة تصيبنا حالات من التوتر وتعلو أصوات محتجة ومعترضة رغم أن الاختلاط موجود في صور كثيرة نعيشها، لكن لأسباب أجهلها ترفض صور أخرى مماثلة تحت مظلة التحريم.

يرفض الاختلاط في كاشيرات بعض المولات رغم تواجده في كاشيرات المستشفيات، ويرفض تعيين نساء في المعارض النسائية لتخدم المرأة فقط رغم تواجد الرجال في كل المعارض لخدمة المرأة!.

حالة من الهلع والخوف والانتفاض تصيبنا مع كل فكرة اختلاط، ومع كل احتمالية تواجد امرأة ورجل في مكان واحد – عام على الأرجح – رغم أنها محققة وحاصلة في أماكن كثيرة، أضف إلى ذلك أننا نتجاهل حقيقة أنه لا يمكن عزل هذين الجنسين عن بعضهما، فهما المكونان الرئيسيان للمجتمع، وبالتالي لابد من انسجام وتعايش طبيعي بينهما لتكون هناك حياة طبيعية. لا نطالب بزجهما عنوة دون هدف، لكن التواجد الطبيعي مع بعضها في الحياة أمر يفترض أنه طبيعي حيث بهما معا يكونان المجتمع وبتواجدهما جنبا إلى جنب تستمر الحياة!

تعاطينا مع أي فكرة اختلاط كأنه فايروس لمرض معد مميت يتوجب الابتعاد عنه، ظاهرة غير صحية وهي عائق لأن نصل إلى مجتمع صحي متعايش بين أفراده بسلام كأي مجتمع محافظ، ولنا في المجتمعات الخليجية مثال حي، فنحن ما زلنا نعيش ونناقش قضايا معلقة منذ سنين والسبب هو قضية الاختلاط التي نجهلها ونحاربها رغم تحققها ورغم أننا نمارسها يوميا.

بقلم: بقلم روان الوابل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top