معنى الخصوصية الشخصية

معنى الخصوصية , الخصوصية الشخصية

ماذا تمثل لنا الخصوصية وما هي حدودها؟

تقول المرشدة العائلية “كارول لحود”: أن الخصوصية من أهم المطالب لدى الإنسان، فبمجرد ما نولد بجينات تختلف عن الأخرين، نكون بحاجة إلى الخصوصية؛ فنحن نولد باسم يختلف عن الآخر، وهوية مختلفة، ويكون ذلك هو بداية شعورنا بأننا نختلف عن الأخرين، وبالتالي تكون الخصوصية هي السبب في تكوين شخصيتنا، وبالتالي تحدد طريقة تعاملنا مع ذاتنا، وطريقة تعاملنا مع الآخر.

وفي مجتمعنا العربي نفتقد للقدرة على التمييز بين الخصوصية، والشعور بالانتماء للأسرة، أو للمجموعة، لكن بالرغم من كون الإنسان كائن اجتماعي، يعيش في محيطه الاجتماعي، لكننا في حاجة إلى الحفاظ على خصوصية الدائرة الذي نعيش فيها؛ فكل شخص له الحق في الاحتفاظ بالمعلومات الخاصة به، والمخاوف، والتطلعات الخاصة به، دون مشاركة الآخرين بها في محيط الأسرة.

كما أن العائلة العربية تفتقد للمعنى الحقيقي للخصوصية؛ فحتى أحياناً يقوم الأب، أو الأم، بتربية الابن أو توجيهه أمام باقي أفراد الأسرة، لكن لابد من معرفة أن هناك بعض المواضيع يمكن أن تُناقش أمام الجميع، لكن هناك بعض المواضيع التي يجب أن تُناقش في جو من الخصوصية، خاصةً تلك التي تتعلق بجسمه، وبحياته عموماً، وفي مجتمعنا العربي حتى قد يشارك الجد، العم، أو الخال، في تربية الابناء، لكن هذا أسلوب خاطئ تماماً، فإذا كنا نريد أن نرى أطفال يحترمون خصوصياتهم، وخصوصية الآخرين، لابد وأن نكون قدوة لهم كما أكدت “كارول”.

فيجب احترام خصوصية الطفل، وكذلك يتم احترام خصوصية كل فرد في العائلة، ومن الجدير بالذكر أن هناك فرق بين خصوصية الأب، والأم، وبين التقصير الوالدي، فمن حق الأب، والأم أن يكون هناك وقتاً خاص بهم، ووقتاً للراحة، بعيداً عن الأبناء، كما هناك خطأ شائع في الأسر العربية، وهو عمل غرف مشتركة بين الأبناء، قد يكون ذلك بسبب المعوقات الاقتصادية، لكن لابد على الأقل أن يكون لكل منهم أغراضه الشخصية.

وتوضح “لحود” أنه من أبرز المفاهيم الخاطئة للمقبلين على الزواج، أنه بعد الزواج يكونوا كالشخص الواحد، فهذا خاطئ تماماً، لا يمكن أبداً أن تذوب شخصيتنا في شخصية الاخر، فالاختلاف أمر صحي جداً، فلابد وأن يكون كل شخص له أفكاره وآراؤه، ومعتقداته، وهواياته الخاصة، ومن ضمن الأمور التي تثير الاستغراب هو أنه قد يشترك الزوج والزوجة في نفس الحساب على مواقع التواصل الاجتماعي، فهذا خاطئ تماماً، حيث لابد وأن يكون كل شخص له استقلاليته.

وبالحديث عن مواقع التواصل الاجتماعي، فكل حساب له اعدادات الخصوصية “Privacy settings”، والتي يجب أن نستخدمها حتى نحيط أنفسنا بالخصوصية، ولكن معظمنا يغفل عن ذلك، فمثلاً إذا وضعت أم صورة طفلها الرضيع، فله الحق أن يحاكمها عند بلوغه ١٨ عام، بتهمة انتهاك الخصوصية، كما قد يعرض ذلك الطفل إلى التحرش الجنسي، أو الخطف، خاصةً مع كمية المعلومات الهائلة التي يعرضها الكثير من الأهل عن الابن، مما يعرض الطفل إلى الخطر بأي شكل كان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top