ما هي حملة جيل المجد وإلى ما تهدف؟

تمت الكتابة بواسطة:

 

سمنة الأطفال ، غاء الطفل ، زيادة الوزن ، الوزن الزائد
السمنة لدى الأطفال – أرشيفية

“السمنة وزيادة الوزن إحدى الظواهر التي تفشت بين الأطفال حيث بلغت معدلات عالية بين طلاب المدارس، في هذا الصدد صمم قسم التغذية العلاجية والمجتمعية بمؤسسة الرعاية الأولية برنامجًا لمكافحة السمنة ما بين الأطفال وأطلق عليه برنامج (جيل المجد)”.

ما الهدف من حملة جيل المجد؟

بدأت “الدكتورة/ موضي الهاجري – رئيس قسم التغذية العلاجية والمجتمعية (مؤسسة الرعاية الصحية الأولية)” حديثها بأن هذه الحملة أُطلقت بسبب تزايد إنتشار السمنة بين الأطفال، حيث أصبح لا يخلو بيت قطري من طفل يعاني من السمنة وزيادة الوزن، إلى جانب المعاناة من الأمراض المصاحبة والملازمة للسمنة بالضرورة. من هنا تم إطلاق الحملة بمجهود فردي، حيث تم الإعتماد على تنفيذ فاعليات الحملة بين طلاب المدارس، لأنهم يتناوبون على المدرسة لمدة تسعة أشهر متواصلة خلال العام الدراسي وهي الفترة الكافية التي يمكن فيها ترسيخ مباديء الصحة العامة والتثقيف الغذائي، إلى جانب توعية أولياء الأمور ومسئولي المدارس من معلمين ومعلمات وموظفين.

ولا يخفى على أحد أن دولة قطر تحتل المركز السادس في معدلات السمنة عالميًا، وتزداد خطورة هذه النسبة المرتفعة بالعلم أن المجتمع القطري قليل العدد وغالبيته من الأطفال والشباب.

ما هي آلية عمل حملة جيل المجد؟

أول ما بدأت أنشطة الحملة كانت مع طلاب الصف الخامس والسادس بمدرسة ابن الهيثم، وهم في فئة عمرية بين 10 و 13 عام، وبلغ عددهم الفعلي 752 طالب، وبعد الحصر وُجد أن المصابين بالسمنة المفرطة (فوق الـ 120 كيلو) 60 طالب، وهو أمر خطير ويسترعي الإنتباه، ويشير إلى التقصير الشديد لأولياء الأمور ومسئولي المدارس في هذا الجانب. ومن هنا بدأنا التنسيق مع وزارة التربية والتعليم لتعميم الحملة على كل المدارس ومن بداية العام الدراسي إلى نهايته.

وترتكز الحملة على ثلاثة محاور رئيسية هي:
تغذية الطالب.
•النشاط الحركي.
• التوعية الشاملة التي تشمل الطالب وأولياء الأمور ومسئولي المدارس.

حيث سيتم تقسيم الأطفال المصابين بالسمنة في المدرسة الواحدة إلى مجموعات، مثل تقسيم الـ 60 طالب بمدرسة ابن الهيثم إلى 6 مجموعات، يُشرف على كل مجموعة:
أخصائي للتغذية: يمر على المدارس مرتين أسبوعيًا لوزن الأطفال الخاضعين لبرنامج علاج الحملة وإعطاءهم البرنامج الغذائي المناسب لهم وشرحه، مع التأكد بالزيارات الدورية من إلتزام الطلاب بتنفيذه.
مدرب رياضي وهو معلم التربية الرياضية بالمدرسة: سيقوم بوضع برنامج رياضي مدته نصف ساعة يوميًا إجباريًا على الطلاب المصابين بالسمنة.
مشرف من مسئولي المدرسة: وهو همزة الوصل بين فريق الحملة وأولياء الأمور، إلى جانب إشرافه على تنفيذ إجراءات الحملة.

ولإستكمال برنامج الحملة الذي سيتم في المدرسة سيقوم أعضاء الحملة بالتوعية الشاملة لأولياء الأمور في المنازل، حتى لا يكونون سبب في خسارة النتائج التي حققتها الحملة مع الطالب في المدرسة وبقاء الطالب مصاب بالسمنة كأن شيئًا لم يكن.

والأمر المشجع أن الطلاب لديهم تعطش شديد للإستفادة من برنامج الحملة ومن المعلومات الصحية والغذائية التي توفرها لهم الحملة، ولا ينطبق هذا على مرضى السمنة فقط من الطلاب ولكن على زملاءهم في المدرسة أيضًا.

والهدف القومي للحملة هو توفير التكاليف المادية التي تتكبدها الدولة لتوفير علاجات وعيادات السمنة وما يلازمها من أمراض مزمنة كالضغط والسكري، وكذلك رفع كفاءة المواطنين الإنتاجية وخصوصًا الشباب بما يعود على المجتمع بالنفع.

ولن تغفل الحملة الإستعانة بأطفال أصيبوا بالسمنة في السابق وتعافوا منها كقدوة وحافز لباقي الطلاب، مع الإستعانة بمشاهير الرياضة في الدوحة، وكلها من طرق إقناع الطالب بضرورة العلاج من السمنة.

هل يتم مراعاة الجانب النفسي مع الأطفال؟

بعد الوصول إلى الـ 60 طالب المصابين بالسمنة في مدرسة ابن الهيثم، تم إدخالهم إلى قاعة خاصة وإستبعاد باقي الطلاب الذين لا يعانون من مشكلات، وبهدوء وروية تم شرح مفهوم مرض السمنة لهم، والتشديد على أنه مرض وله علاج ولا يبعث أبدًا على الخجل أو الإستهزاء.

فبدأ الأطفال يغيرون طريقة تفكيرهم عن البدانة وحب الطعام، وتولد لديهم هدف الشفاء والتعافي من هذا المرض، مع مواجهة النفس والمجتمع بدون خجل أو خوف، وهو ما رفع من روحهم المعنوية إلى أبعد مدى، وأيقظ بداخلهم روح التحدي والمثابرة  والثقة بالنفس.

والسمنة كمرض لها أبعاد نفسية وليس علاجها، حيث أن السمنة نفسها تؤدي بمريضها إلى العزلة والإنطواء مخافة إستهزاء الناس، مع الخوف من ممارسة الرياضة. لكن علاجها يعني التعافي من هذه الأمراض.

والهدف النهائي للحملة ليس إنقاص الوزن فقط عند طلاب مرض السمنة، ولكن أيضًا الإستمرارية في المحافظة على الوزن المثالي مدى الحياة، والإستمرارية في إتباع النظام الغذائي المتوازن إلى ما لا نهاية، وهي أفكار وعادات لابد أن تُزرع في الأطفال منذ الصغر.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: