ما هي الدوالي وما أسبابها، أعراضها، طرق علاجها

الدوالي ، علاج الدوالي ، أسباب الدوالي ، أعراض الدوالي
تعرّف على كل شيء حول الدوالي

اليوم سنتناول موضوع “الدوالي” والذي يُعد أحد أهم المشاكل التي تواجه الكثير من الناس ولا شك في أن معرفة المرض يُساهم في الوقاية منه ويُسهم في حالات التعامل معه في حالات الإصابة به لا قدر الله -سبحانه وتعالى-.

• الدوالي: هو مرض شائع ويتميز بتضخم الأوعية الدموية وتعرجها ويُمكن ملاحظة الانتفاخات والنتوءات وتغير في لون الأوردة والشرايين، وينقسم إلى عدة أقسام أهمها دوالي الساقين وغالباً المُصاب بمرض الدوالي يشعر بثقل يتغلغل بقدميه وخاصة في المنطقة الخلقية من باطن الساق وخلف الركبة، وهذا يزيد من التشنجات التي تُصيبه في الجزء المُصاب، من المعروف أن الدم يتحرك في الجسم من الأوعية الدموية السطحية إلى الأوعية الداخلية، ويتم ذلك عن طريق الأوردة الثاقبة والتي تحتوي على صمامات فإن هذه الصمامات تمنع رجوع الدم من الأوعية الداخلية إلى الأوعية السطحية وبذلك عند تدمير هذه الصمامات يتحرك الدم بشكل عكسي إلى الأوعية السطحية فتتمدد وتتعرج ويؤدي ذلك إلى مرض الدوالي ونادراً ما تكون أعراضه حادة حيث أن المريض يُعاني من آلام في الساقين وتكون متوسطة أو خفيفة ويُعاني منها في نهاية اليوم أو بعد الوقوف لساعات طويلة وفي بعض الأحيان يصل الدوالي لمرحلة متقدمة تستوجب إجراء عملية جراحية للتخلص من المرض.

دعونا نتعرف أكثر على أعراض الدوالي وأسباب الإصابة وطرق العلاج مع الدكتور عادل أسود استشاري جراحة الصدر والأوعية الدموية بمستشفى الجامعة بالشارقة.

ما هي الدوالي

• أجاب الدكتور عادل بأن الدوالي من الأمراض الشائعة وهي ظهور أوردة وعروق في الجسم في الأطراف العليا والسُفلى والشائع في الأطراف السُفلى وهي عبارة عن عروق وأوردة تكون بارزة ومُتعرجة وتكون بارزة في أحد الساقين وتُشكل هاجس عند المريض وحتى عند العامة على حد تعبيره ووجود هذه الأوعية عندما تكون الساقين طبيعية تكون بارزة تحت الجلد وتكون متعرجة وتوجد تفرعات كثيرة فتزيد نوع من الاضطراب عند المريض وعند الأشخاص ويحسها من الأمراض المزمنة والخطيرة والحقيقة أنها أمراض عادية ويُمكن تفاديها وللتطرق للعلاج لها هي بروز الأوعية على سطح الجلد بصورة متشعبة ومتوسعة إلا أن الصور المتشعبة لهذا الظهور هذه الأوردة الموجودة في الأساس هي موجودة ولكن يحدث خلل في الأوعية يؤدي إلى ظهور مثل هذه الأوردة وبالتالي تظهر من تحت الجلد لهذا السبب، والأوردة أصلاً تكون موجودة بصورة طبيعية تحت طبقات الجلد ووظيفتها الأساسية هي جرف الدم وعودة استمرار الدورة الدموية الشريانية والوريدية إلى القلب لتصل بصورة طبيعية، وبالنسبة إلى بروزها هناك أسباب تؤدي إلى بروزها بطريقة غير طبيعية وزيادة حجمها وكذلك إظهار نوع من التكيسات والتفرعات أسبابه كثيرة منها طبعاً أكثر شيء علمياً هناك ضغط للدم وهو أن يسير الدم في الضغط الشرياني للوريد وعند زيادة هذا الضغط في الوريد في حد ذاته يؤدي إلى جهد على جدار الوريد وعندما يكون هناك جهد أو ضغط على جدار الوريد يؤدي إلى توسع هذا الوريد بطريقة تبرز على السطح وتظهر تحت الجلد وحتى القنوات الفرعية التي تكون صغيرة في الأيام العادية وحتى في الجسم تكون وظيفتها بسيطة وهي نقل الدورة الدموية الوريدية تحت طبقات الأنسجة الرخوة ولكن عند زيادة الضغط في جدار الوريد يؤدي إلى توسع حتى الفرعيات الصغيرة وبذلك تؤدي إلى بروزها، زيادة الضغط الوريدي بحد ذاته لأسباب أخرى مُتدرجة ومُتسلسلة طبعاً أما هناك سبب مركزي وهو الوريد الذي يصب إلى الأعلى في الجسم يلتقي إلى وريد محوري وهو الوريد الأجوف الأسفل في داخل البطن وبذلك تتم الدورة الدموية للقلب وإذا كان هناك ضغوط مركزية في الحوض على الأوردة هذا بحد ذاته يؤدي إلى نقل الضغط إلى الأوردة في الساقين ويؤدي إلى توسعها وزيادة حجم التفرعات وفي بعض الأحيان تكيسات وإذا ما عُولجت في وقت معين تؤدي إلى أزمات وتقرحات هذه إحدى الأسباب العامة ولكن هناك أسباب أخرى قد تكون أسباب نسبية هناك جانب توارثي أو جيني يُشكل نسبة مُعينة تختلف حسب البيئة الموجود فيها المريض وتختلف من دولة إلى دولة وهذا العامل الجيني يُشكل حوالي 17% لكن هناك أسباب أخرى تُشكل نسب أكثر في دول أخرى حسب ظروف البيئة قد تصل إلى 40% أو 50%، هناك جانب أخر وهو زيادة الوزن المُكتسب وهو بحد ذاته يؤدي إلى ضغوط مركزية على الأوردة في الحوض بدرجة أساسية ويؤدي ذلك إلى خمول بالدورة الدموية ويؤدي إلى زيادة في ضغط الوريد نفسه في الساقين وتوسعه ويُسبب الدوالي فهذا الوزن المُكتسب، وهناك زيادة بالوزن وقتية وهي فترة الحمل ويكون فيها ضغط في الرحم وتكوين الجنين بحد ذاته يؤدي إلى ضغط مباشر على الأوردة الحوضية وكذلك يؤدي إلى خمول في الدورة الدموية في الساقين وتوسع الأوردة ولكن في الغالب أكثر من 80% إلى 85% يكون هذا السبب وقتي وبعد زوال الحمل والولادة الطبيعية ترجع الدورة الدموية إلى حالتها الطبيعية ما لم تكون هناك أسباب تؤدي إلى استمرار توسع الوريد والدوالي، وهناك أسباب أخرى كثيرة منها خلل في الوريد نفسه وفي بوابات الوريد وكذلك في طريق الوريد على حد تعبير الدكتور عادل أسود فهذه الأسباب أيضاً تؤدي إلى بقاء الدوالي، ولكن إذا كان متماثل للشفاء وطبيعي والجانب الفسيولوجي للوريد متكامل بعد الولادة ترجع إلى شكلها الطبيعية، فهذه أهم أسباب شائعة وهناك أسباب أخرى كظروف البيئة والتغيرات الجوية والحرارة هذه أمور نسبية وليست مباشرة وهناك أسباب أخرى لها علاقة بوضع الجسم هل هناك وقفات أو جلسات طويلة؟ فالجلسة الطويلة مثلا ساعات أو وقوف دائم هناك في العمل هل هذا له تأثير؟ أثبتت الكثير من الدراسات الحقيقة الفحوصات النظرية وحتى التجارب السريرية الفعلية هناك إحدى الأوردة في الساقين مُتعرجة ومُتوسعة بسبب زيادة الوقوف لساعات طويلة وحتى الجلوس لساعات طويلة أيضاً يؤدي إلى خمول في الدورة الدموية وتوسع مُكتسب في جدار الوريد، هذا التوسع عادة يستمر ويؤدي إلى خمول أيضاً بالأوردة الفرعية ويؤدي إلى دوالي متقدمة من حيث التوسع، فهناك تصنيف للتوسع هذا حيث هناك درجات بسيطة في جدار الساق ولكن إذا ما تم التعامل معها وتكييف حالة الجسم من حيث تغيير أوضاع الوقوف الدائم وكذلك أيضاً الجلوس الدائم، وكذلك إذا كان هناك أسباب أخرى كزيادة الوزن مثلاً يجب خفضها بطريقة مباشرة قبل الوصول لدرجة متقدمة أيضاً، وإذا كانت الأسباب تشريحية يوجد بوابات في داخل الوريد تُساعد في جريان الدم في اتجاه واحد من أسفل لأعلى حيث يوجد هناك توسع في الوريد غير طبيعي بسبب زيادة في ضغط الدم فيؤدي إلى دوالي متوسطة تشمل إلى الجهة الداخلية للساق وقد تكون الدوالي متقدمة وتصل إلى الكاحل والقدم وتشمل فروع دقيقة والسطحية للجلد، وهناك المتقدمة وفيها قد يكون فيها الوريد مُتعرج وتكون التعرجات غير طبيعية، زيادة الضغط في الوريد أدى إلى تعرجة بدلاً من إنسيابيته بطريقة صحيحة فالصمام الصحيح يكون على شكل رقم 8 ويمنع رجوع الدم للأسفل بينما الصمام الذي يكون به خلل أو تلف بسبب تجلطات سابقة يؤدي إلى جريان الدم لأعلى ولأسفل وهذا الشكل يؤدي إلى الضغط على جدار الوريد وبالذات في مناطق مُعينة من الساق تؤدي إلى الدوالي.

بالنسبة لموضوع جغرافية المكان حيث يختلف نوع ونسب الإصابة بالدوالي من دولة إلى دولة.. فهل معنى ذلك وتحديداً بالنسبة لجغرافية دول الخليج هل الأكثر في حدوث الدوالي أم الأقل على مستوى العالم؟
– أجاب الدكتور عادل بأنه الكثير من الدراسات الطبية لكثير من المراكز الطبية التي تتعامل مع الأوعية الدموية وخصوصاً الوريدية أنه في بلاد مُعينة تكون هناك نسبة ظهور أعراض الدوالي أكثر من بلاد أخرى وأرجعوا هذا إلى الكثير من الفحوصات والتحاليل وعوامل أخرى تُربط مع بعضها البعض أظهرت أن ظروف البيئة المُحيطة سواء من حيث درجات الحرارة والرطوبة أو عوامل التغذية تؤدي إلى هيجان بعض المناطق في الجسم بجدار وبطانة الوريد الداخلية أكثر من مناطق أخرى وتختلف، أما في مناطق الخليج كأطباء يرون نسب أقل من مناطق أخرى من الإصابة بالدوالي على حد تعبيره، فبالرغم من اختلاف درجات الحرارة والرطوبة إلا أنه لا يؤثر بطريقة مباشرة على جدار الوريد الداخلي وبالرغم أيضاً من توافد حالات على مراكز علاج الدوالي في الخليج إلا أن ومُقارنة بدول أخرى كاليابان مثلاً والتي يميل الجو فيها إلى البرودة كثير من الأحيان وبالنسبة لعدد الإصابات بالدوالي ونسبتها التي قد يصل عدد الوافدين مراكز علاج الدوالي أكثر من 1200- 2000 حالة شهرياً على المركز الواحد فهي نسبة مهولة جداً، فتُعتبر نسبة الإصابة بالدوالي في دول الخليج وعدد الحالات ضئيلة جداً بالمقارنة بالدول الأخرى على حد تعبير دكتور عادل، حتى الظروف البيئة بالخليج لا تدعم ظهور الدوالي ولكن هناك أسباب أخرى للدوالي طبية مثلاً كتراكم الدهون في الجسم وزيادة الكوليسترول يؤثر على جدار الوريد مما يؤدي إلى ضعف الوريد ومن الأسباب الأخرى التراكم الدهني أكثر من أماكن أخرى وكذلك التدخين يؤدي إلى الدوالي فالنيكوتين بحد ذاته يؤدي إلى هيجان في منطقة الوريد العميقة مما يؤدي إلى تجلطها وتخثرها مما يؤدي إلى ظهور التراكمات على جدار الوريد وبالتالي إصابة الأوردة اللاحقة السطحية وبالتالي ظهور الدوالي، وما تتفق عليه جميع المراكز الطبية أنه من الأسباب التي تؤدي إلى الدوالي هي التجلطات المُتكررة في الأوردة العميقة، والتي تختلف عن الدوالي التي تكون في الأوردة السطحية حيث أن التجلطات تؤثر على الأوردة العميقة في منطقة مُعينة في الساق مما تؤدي إلى تخثر وإغلاق الوريد بشكل كامل وبذلك يصير هناك ركود في الدورة الدموية فيكون اتجاه الدم باتجاه الأوردة السطحية مما يؤدي إلى ظهور أعراض الدوالي الثانوية التي يكون سببها التجلط بالتأكيد.

متى يعلم المريض أنه مُصاب بالدوالي من حيث هل يوجد أعراض مُعينة يتنبه إليها الشخص؟
والسؤال الثاني: هل الألم الناتج عن الجلوس لفترات طويلة في العمل من العلامات الدالة على وجود الدوالي وما هي الخطوات الواجب إتباعها من قِبل المريض تجنباً للجراحة أو بخلاف الجراحة وهل هذه الأخيرة واجبة أم يوجد علاجات أخرى بديلة؟

أعراض الدوالي كالآتي:

أكثر من 50% من أعراض الدوالي تكون غير واضحة ولكن ظهور الدوالي هو ما يدفع المريض لزيارة الطبيب فظهور الدوالي هو الدافع أكثر من إحساس المريض بالألم أما كون هناك أعراض واضحة فهذا بنسبة 50% لا يكون واضح، فالدوالي بداية لا تُسبب آلاماً ولا تؤثر على المشي حتى ولكن ما يدفع المريض للعلاج هو مظهرها الخارجي بداية، أما على الجانب الأخر إذا كان وجود الدوالي لفترات طويلة كأشهر وسنوات وكذلك زيادة ضغط الدم الوريدي يُسبب تثاقل الساقين حيث يشكو بعض المرضى من تثاقلات وإنتفاخات في الساقين وأسبابها هو تقدم الدوالي وزيادة ضغط الدم الوريدي ونضوح السوائل النسيجية يؤدي إلى آلام نسيجية في الساقين فيشكو المريض من ثقل الساقين وخاصة الركبة والساق والكاحلين، والبعض الأخر يكون هناك نوع من الخدر وقد يشترك هذا الإحساس مع ظروف عصبية مُختلطة أخرى ولكن عند الفحص يُمكن التمييز إذا كان وريدي أو غيره، وهناك أعراض أخرى إذا كانت الدوالي مُتقدمة جداً نتيجة لبيئة مُعينة وهي في الحقيقة تكون قليلة والتي يكون فيها إهمال كُلي في تشخيص وعلاج الدوالي وتصل فيها الدوالي إلى مراحل مُتقدمة جداً تؤدي إلى تفخمات في الأنسجة الرخوة للساقين وعدم مرونتها وإحتقانها الدموي وسهولة تقرحها لفترات طويلة وسهولة النزف ويوجد أيضاً تشققات وتكسرات في جدار الجلد ويكون السبب الرئيسي في كل هذا هو عدم علاج الدوالي هذا بخصوص الرد على الشق الأول من سؤال الأستاذة أمل، أما بخصوص الشق الثاني وهو الأهم علاقة العمل أيضاً بالدوالي فكما ذكرنا مُسبقاً زيادة الضغط الوريدي قد يكون له أسباب عدة منها طول الجلسة حيث يؤدي إلى ركود الدورة الدموية وكذلك الوقوف الطويل في العمل بالإضافة إلى أنه إذا كان هناك مُسببات ثانوية أخرى كالجوانب الوراثية أو التراكم الدهني أو تهيج في جدار الوريد أو أسباب أخرى تؤدي إلى قابلية توسع الوريد كل هذه الأسباب تؤدي إلى الدوالي، فلا شك أن الوقوف الطويل يؤدي إلى زيادة حجم الوريد ويؤدي أيضاً إلى توسعات في جوانب جزئية من الأوردة في الساقين أيضاً مما يؤدي إلى الدوالي فهذا كله قد يؤدي إلى ظهور الدوالي ولكن هذه المرحلة قد تأخذ أشهر أو حتى سنوات، والجدير بالذكر على حد تعبير دكتور عادل أن الجلسات الطويلة أو الوقوف الطويل ليس بالضرورة يؤدي إلى الإصابة بالدوالي ولكنها تُساعد على ظهور المرض فيختلف الأمر من شخص لأخر كما يختلف بإتحاد عوامل أخرى مع هاذين السببين مثال الضغط على الوريد والتجلطات الخفيفة والضغط المركزي من الأعلى والخمول في الدورة الدموية وعدم ممارسة الرياضة فالجلوس الطويل والوقوف الطويل يؤدي إلى زيادة في وجود الدوالي، أما بخصوص الوقاية من الدوالي وتفادي حدوثها أهم أسباب الوقاية من الدوالي هو إنتظام الدورة الدموية بنشاط، فإذا كان هناك جهد على جدار الوريد وخمول في الدورة الدموية ويرجع ذلك إلى عوامل بيئية أو عوامل وراثية غير ظاهرة وعليه يجب لتفادي حدوث ذلك ممارسة الرياضة بنشاط وخصوصاً المشي لمسافات حتى يكون هناك إتساق لحركة العضلات من الكاحل إلى الفخذ فهذه الحركة تؤدي إلى تحسين الدورة الدموية.

وبسؤال الدكتور عن أنه إذا كان في حالة الدوالي ومجرى الدم مفتوح من الجانبين فكيف تُساعد الرياضة في منع التجلط أو تخفيفه؟
أجاب الدكتور أسود قائلاً بأن الحركة الدموية بحد ذاتها تمنع تراكم أو ركود الدورة الدموية فأي ركود في جانب جدار وريدي يكون عند الوريد في هذه الحالة قابلية للتوسع فيكون هناك هيجان في بطانة جدار الوريد، وهناك أسباب أخرى للدوالي حيث يوجد أماكن أخرى في الوريد تكون متوسعة أصلاً ولكن غير ظاهرة فإذا كان هناك ركود في الدورة الدموية وعدم ممارسة للرياضة يزيد معها هذا العامل وهو التوسع الموجود في الوريد أصلاً، وللرياضة بهذا الشكل تنشط الدورة الدموية وتمنع ركودها وكذلك من المعلوم أن أكثر من 70% من الدورة الدموية تجري داخل العضلات على غرف وحُجر وريدية عميقة فجريان الدم بهذه الحُجر العميقة يكون أكثر من ظاهر بالسطح وما يُساهم في حركة الدم داخل هذه الحُجر هي حركة العضلات مُتسقة حيث تضغط على هذه الحُجر، فإذا إفتقرنا إلى هذه الظاهرة بالجلوس فترات طويلة دون حدوث إنتظام وإتساق لحركة العضلات دون ممارسة الرياضة في هذه الحالة ومع وجود هذه التراكمات الدموية الهائلة التي تصل إلى ألتار في هذه الحُجر يُمكن أن تتجه إلى الأعلى وتضغط على الأوردة الفرعية مما يؤدي إلى توسعها وظهور الدوالي وقد تتقدم إلى حدوث التجلط والتخثر، هذا الدم المتجلط داخل الأوردة قد يؤدي إلى جلطة بالجسم تصل إلى الرئة والقلب وهذا يحدث علمياً في الأوردة العميقة عندما يكون التجلط حاد، ولكن ذلك لا يمنع من ضرورة مُعالجة الدوالي السطحية الخارجية والتي تكون نسبة مُشاركتها في حدوث تجلط وريدي داخلي ضئيلة وقد لا تُذكر حيث أن نسبة حدوث تجلط مُباشر من التجلط السطحي طبقاً للأبحاث والمراكز الطبية نسبة ضئيلة أقل من نصف الواحد % فهي نسبة لا تُذكر، فهذه النسبة ضئيلة جداً من تحول التجلط السطحي إلى تجلط مباشر ولكن إذا كان هناك تراكمات في الوريد الداخلي يُمكن أن ترتفع النسبة لحدوث هذا التجلط المباشر إلى 30% ولكن بالتعامل مع الأوردة الخارجية السطحية يُمكن القول بأنها ليست هي السبب الرئيسي للجلطة الداخلية فليس هناك علاقة مباشرة فإذا كانت درجة الدوالي خفيفة إلى متوسطة يجب اللجوء إلى الرياضة والحركة والمشي الطبيعي للمساعدة على حركة الدورة الدموية، أما التجلط في الأوردة العميقة يجب التعامل معه بشكل أخر وهو دخول المُستشفى للتعامل مع الحالة.

أسباب دوالي الساقين والأعراض والعلاج:

كرر الدكتور عادل أسود قائلاً بأن أسباب الدوالي أسباب كثيرة منها الأسباب المرضية في الوريد وفيها تلف الصمامات لا يكون العلاج مباشر فإذا كان هناك تلف في الصمامات يكون العلاج جراحي بالليزر وغيره من العلاجات التي تعمل على إغلاق القنوات الوريدية لإصلاح القنوات التالفة فإذا كانت أكثر عدد من الصمامات في الساق وفي الفخذ ووصل ضغط الدم الوريدي فيها إلى مرحلة متقدمة حتى لا ننتظر حدوث مضاعفات في الساقين وتقرحات نبدأ بعلاج الحالات عن طريق إغلاقها نهائياً عن طريق الليزر وحتى موجات الراديو أو الجراحة وإزالتها أما إذا كان هناك أسبابها مجرد خمول في الدورة الدموية هناك تمطي في جدار وتعرجات في جدار الوريد أي أن هناك دوالي وسطى مع الحفاظ على وظيفة الصمام لا نتجه مباشرة للعلاج الجراحي فأكثر من 70% من العلاج للحالات تُعالج بطريقة الوقاية التحفظية مع توصيات والمتابعة، أما المتقدمة إلى مراحل أخرى متقدمة يُمكن تداخل مؤثرات أخرى جراحية لكن نسبتها قليلة أقل من 30% من الحالات والغالبية نتفادى المؤثرات الجراحية عن طريق ممارسة الرياضة.

الوقاية من الدوالي

– عن تفادي حدوث الدوالي أجاب الدكتور عادل يجب أن يكون هناك نشاط في الحركة وعدم الخمول والجلسات الطويلة أو الوقوف الطويل حتى لو كان ذلك ضمن العمل يجب تكيف الحالة بحيث لا يستمر الوقوف طويلاً على نفس النمط فيجب الحركة أثناء الوقوف والتتابع بينهم وأيضاً إذا كان الجلوس أثناء العمل يجب أيضاً تغيير نمط العمل بالسير بعض الشيء، ومن المهم والمفيد ممارسة الرياضة التي تقي الأوردة من تجلط الدم بداخلها فهذا هو خلق الله سبحانه وتعالي حيث يجب ممارسة الرياضة لمساعدة الجسم على بقاء حيويته وتحريك العضلات من الكاحل إلى الساق إلى الفخذ إلى أعلى فهذا الاتساق يُساعد على نظام الدورة الدموية وعدم ركود الدم وذلك للوقاية من الدوالي على حد تعبير دكتور عادل.

هل هناك أسباب وراثية يُمكن أن تؤدي إلى الدوالي؟

وأجاب الدكتور أسود قائلاً: تختلف الدراسات والأبحاث في نسبة وجود العامل الجيني ولكن لا شك أنه موجود فهناك من 13% إلى 18% أسباب وراثية، حيث يُمكن من خلال الرجوع للتاريخ المرضي للمريض وجود مريض من الدرجة الأولى مُصاب أيضاً بالدوالي وبالتالي فالعامل الوراثي موجود وهناك تفسير علمي مقبول حيث أن العامل الجيني يُمكن أن يتمثل في هذا التناقل الوراثي حيث يكون السبب هو التركيب النسيجي للوريد نفسه إذا كان هناك ضعف في جدار الوريد أو وجود تشوهات خلقية في صمامات الوريد أيضاً مما يؤدي إلى الخلل في وظيفة الوريد بعد مرور فترة من الزمن، ومن الجدير بالذكر أن بعض الدراسات بينت أن جانب العُمر وعلاقته بالدوالي يُمكن القول بأن تأثير العُمر غير مباشر فإذا كان الوريد صحي في وظيفته وفي عمله من الصغر إلى الكبر فلن يكون للعُمر تأثير حقيقي على هذه الناحية، ولكن إذا كان هناك قابلية للتوسع ورخاوة في الوريد سيكون للعُمر دور غيبر مباشر في الإصابة بالدوالي لضعف وضمور في الأنسجة والعضلات التي تسند الوريد مما يؤدي إلى سهولة بروزه وتعرجه وبالتالي ظهوره، ويُمكن تفادي ذلك بسهولة بممارسة الرياضة في وقت مُبكر من العمر.

هل للأملاح علاقة بالدوالي أم لا؟ هل الجراحة هي الحل الوحيد للدوالي؟ هل هناك بديل لتدليك القدم بزيت الخروع لعلاج برودة القدم؟ هل الشراب الضاغط له دور في علاج الدوالي؟
– أجاب الدكتور عادل قائلاً: تحسس البرودة والحرارة ليس له علاقة مباشرة بالأوردة ولكن يوجد بعض الاختلاط في الأعراض ومنها أن تحسس باطن القدم أو حتى على جدار الساقين وهناك عوامل أخرى إلى جانب السُمنة وضغط الوريد المباشر على الأوردة المركزية هذا كله يُسبب ضغط على الأعصاب المحورية والطرفية وله تأثير حتى على الأعصاب من أسفل الظهر والأعصاب الحسية المُنتشرة على الساقين وكذلك التمدد في الأنسجة الناتج عن السمنة يؤدي إلى الضغط مُباشرة على الأعصاب الطرفية فيكون هناك إحساس مُختلط مُتشابك مع تحسس العصب المحيط الذي يصل إلى القدم وأيضاً الأصابع وباطن القدم ولكن يكون الإحساس مُختلط فيوجد بالتالي برودة في القدم وبعض المرضى يربطها بوجود الدوالي لكن الصحيح يجب فحص الأوردة مع فحص الأعصاب المحيطية سيظهر هناك فروقات في قنوات التوصيل العصبي في الأطراف، هذا تشخيص مباشر، ويؤدي إلى ضغط مباشر على الأعصاب فينتهي بالإحساس فليس هناك علاقة للأوردة تماماً، فيُمكن الإحساس بالحرارة والبرودة في القدمين أن تكون بسبب تكيسات وتعرجات واحتقان دموي بسبب الدوالي.

والشق الثاني من السؤال ، هل هناك ربط بين مكان الدوالي ودرجات الدوالي؟ أجاب الدكتور عادل أن منطقة من الركبة للفخذ من المناطق التي تُصاب بالدوالي فالوريد يحتوي على صمامات في أسفل أو في أعلى فحسب الوصف فهذه المنطقة مُصابة لديها حيث هناك خلل في الأوردة في الفخذ قد تكون الصمامات ذاتها مُصابة وقد تكون الفرعيات ذاتها هي التي تحوي الخلل بسبب تخثرات سابقة أدت للدوالي هذه الدرجة قد تكون ثانية أو ثالثة، حجم الوريد يتراوح ما بين 5 مل حتى 8 مل وهذا المعدل يكون هناك قابلية للتعرجات والاحتقان الدموي فيه ويُسبب حرارة وحُرقة وثقل في الساق وهذه الأعراض له، وبسؤال المُذيع عن التدليك وهل يشفي في مثل هذه الحالات أجاب الدكتور عادل الأسود أنه يدخل ضمن العلاج الطبيعي، فإذا لم يحدث حركة منتظمة أو مشي منتظم وخصوصاً من يجلسون جلسات لفترة طويلة حتى ولو لم يُعانون من زيادة الوزن وحتى الكبار في العُمر يُمكن يأن يُساعد التدليك في جوانب كثيرة فعند تحريك المفاصل خصوصاً الركبة والفخذ يحدث نشاط لهذه المنطقة ولكن هذا التدليك لا يغني عن ممارسة الرياضة ولكن تُعوض لبعض الوقت خصوصاً الجالسين عندما يتعذر المشي أو ذوات الوزن الزائد يُساعدهم هذا التدليك كثيراً ويكون مُجدي في حالات شتى.

– وبالحديث عن الأملاح وعلاقتها بالدوالي هل هناك علاقة بين الأملاح ” ارتفاع اليوريك أسيد” والإصابة بالدوالي؟ أجاب دكتور أسود قائلاً: يُمكن القول بأن الأملاح تؤثر تأثير مباشر على الشرايين “الدورة الدموية الرئيسية الحمراء” وليس له تأثير مباشر على الأوردة، وكذلك تؤثر الأملاح بصورة مباشرة على تورمات المفاصل، ولكن بشكل غير مباشر زيادة الأملاح يؤدي إلى تراكم سوائل بالدورة الدموية، فمن المعلوم أنه توجد نسبة من السوائل داخل الأنسجة الرخوة والأوعية فتعمل الأملاح على زيادة نسبة السوائل في هذه الأنسجة الرخوة وبما أن للدورة الدموية مجرى ولها أيضاً رد فعل ولها مجرى وريدي راجع وكل ذلك يؤدي بشكل غير مباشر إلى الضغط على الوريد وبالتالي تؤثر الأملاح بشكل غير مباشر على ظهور الدوالي.

• وللحديث عن علاج الدوالي والمعروف أن الطب تقدم في مجال علاج الدوالي وهنا تظهر التقنيات الحديثة في العلاج.
تقرير عن أحدث تقنيات علاج الدوالي:
– تقول الدراسات أن النساء أكثر عُرضة للإصابة بالدوالي من الرجال ومع تطور الطب تدخلت علاجات للدوالي تُساعد على إزالة الدوالي واستئصالها فضلاً عن العلاجات السابقة، ومن أحدث العلاجات في علاج الدوالي:
1. الطريقة الأساسية القديمة وفيها تُسحب الأوردة المُصابة بالدوالي أو تُستأصل إلى الكاحل.
2. والطريقة الأحدث في إزالة الدوالي تقريباً استحدثت من حوالي 20-30 عام وعن كيفية علاج الدوالي بهذه الطريقة، يتم القضاء على الدواء عن طريق تدخل الليزر ليس باستئصال الدوالي ولكن عملية شبه استئصال حيث يتم كي الدوالي عن طريق إدخال سلك إلى داخل جدار الوريد وكيه مما يؤدي إلى تصغير حجم الوريد وإطباقه على نفسه، وبالتالي لا يكون هناك نزف للدماء في هذه العملية، وبالحديث عن الألة المُستعملة في الليزر الداخلي عبارة عن ألة صغيرة يُمكن نقلها بسهولة لأي مكان وبها سلك أو واير يوجه الليزر داخل الوريد.
3. الطريقة الثالثة وهي تُشبه طريقة العلاج بالليزر وهي طريقة راديو حراري أو تردد حراري، وللحديث عن الجهاز المُستعمل هو نفس جهاز الليزر تقريباً ولكن بدلاً من توجيه الليزر هذا الجهاز يوجه موجات راديو حرارية تُشبه موجات ” الميكروويف”.
وأستطاع الطب الأن مُعالجة الأوردة العنكبوتية ببساطة عن طريق استخدام الليزر وتتم العملية عن طريق وضع تخدير موضعي وقد تُجرى العملية بدون تخدير أيضاً وتنتهي بذلك المُشكلة بالعلاج بالليزر.
– وبالرغم من وجود تطورات في علاج الدوالي إلا أن هناك حالات تستوجب العلاج بالطرق السابقة القديمة وفي كلتا الحالتين يجب زيارة الطبيب المُختص وإتباع تعليماته الخاصة بعلاج المرض.

طرق علاج الدوالي .. ما هو أفضل علاج بشكل عام؟

يقول الدكتور عادل أن أغلب علاجات الدوالي لا تتم عن طريق الجراحة فهي تُعالج تحفظياً وخصوصاً درجات الإصابة الأولى من الدوالي حتى الدرجة الثالثة يُمكن في هذه الحالات العلاج التحفظي بالحفاظ على ممارسة الرياضة وعلى كتلة العضلات ومنع ترهلها وذلك بارتداء الجُراب الضاغط الطويل للساقين، أما العلاج الجراحي إذا كانت هناك مُسببات أو هناك وجوب لإجراء الجراحة لنسب مُتقدمة من الحالات أو بعض الحالات التي تُعاني من آلام شديدة في الحقيقة نبدأ بالأوردة العنكبوتية التي تكون في الغالب بسيطة عن طريق وضع مواد كيميائية بسيطة لدقائق مُعينة تعمل على تصلب في جدار الوريد الصغير وإغلاق هذه الأوردة ولكن من مساوئ هذه العملية أنه يُمكن عودة الدوالي مرة أخرى في بعض الحالات، أما حالات الدوالي من الأحجام الكبيرة نسبياً من الدرجة الثانية والثالثة أي الحالات المُتقدمة قليلاً يًمكن علاجها بالمواد الكيميائية وتصلبها أو بالتدخل الجراحي المحدود وهو رفع الأوردة وسحبها عن طريق ثقوب صغيرة لا تُرى في الجلد، أما عن العلاج بالأدوية فتُتبع في علاج الحالات البسيطة وحتى في البداية لتأهيل ولتفادي تراكمات الدوالي وإختلاطها تُعطى بعض الأدوية تعمل على تقوية جدار الوريد وتمنع ظهور السوائل في الأنسجة الرخوة ومنع الآلام والتورمات مع التوصية بممارسة الرياضة والحركة، أما في حالة الحالات المتقدمة من الدوالي فيكون العلاج برفع الوريد عن طريق العمليات الجراحية أو عن طريق كيه بالليزر أو موجات الراديو الحرارية عن طريق إدخال سلك إلى داخل الوريد فيعمل على كي الوريد من الداخل مع وضع بنج موضعي.

رأيان حول “ما هي الدوالي وما أسبابها، أعراضها، طرق علاجها”

  1. ممكن بالله عليكوا تبقوا ترفقوا مصادر موثوقة للملعومات الواردة بالمقالات الطبية .. دا مهم جدا و هيزود من مصداقية و حرفية الموقع .. و كمان هو دا الصح علميا يعني ..المصادر يا جماعة ..المصادرو النبي ..

    رد
    • جميع المعلومات على مسؤولية الدكتور عادل أسود “استشاري جراحة الصدر والأوعية الدموية بمستشفى الجامعة بالشارقة.
      وذلك مذكور في المقال، نرجوا منك قراءة المقال أولاً.

      رد

أضف تعليق

error: