ما هي التركيبات المتحركة للأسنان

صورة , أسنان , التركيبات المتحركة , التركيبات الثابتة
التركيبات المتحركة

ما معنى التركيبات المتحركة؟

تعرف “د. داليا رجب” مدرس مساعد بقسم التركيبات المتحركة. التركيبات المتحركة عبارة عن تركيبات تُمكن المريض من استخدامها في كافة الوظائف الحيوية اليومية كالأكل والشرب والضحك وغيره، وحين يريد خلعها سواء لتنظيفها أو لعدم النوم بها يمكنه ذلك بوضعها في العلبة الخاصة بها، ومن ثَم إعادة تركيبها بالفم حين يحتاج إليها مرة أخرى. يوحي مصطلح التركيبة المتحركة أنها تركيبة متحركة في الفم، لذلك قد يرفضها بعض المرضى ويفضل عليها التركيبات ثابتة، إلا أن هذا الفهم خاطيء تماما، فمعنى كلمة متحركة أنه يمكن للمريض إخراجها من الفم وقتما شاء وليست متحركة داخل الفم، على العكس فهي ثابتة داخل الفم أثناء الكلام والأكل وخلافه مثل الأسنان الطبيعية تماما.

أنواع التركيبات المتحركة

النوع الكلاسيكي والقديم للتركيبات المتحركة هو طقم الأسنان الذي كان يستخدمه كبار السن بالصورة التقليدية المعروفة، أما التركيبات المتحركة الحالية فأصبحت تغطي حيز كبير وتشتمل على أنواع عديدة تخدم حالة كل مريض على حده. فمنها التركيبات الخاصة بالمرضى الذين يفقدون جزء من أسنانهم، وتركيبات متحركة تخدم مرضى السكري الذين فقدوا كل أو جزء من أسنانهم بسبب تآكل العظم لارتفاع نسبة السكر في الدم، فهؤلاء تكون التركيبات المتحركة أكثر فائدة وأخف ضررا لهم من الثابتة.

ما هي التركيبات الثابتة؟

قالت “د. رجب” هي تركيبات يتم تركيبها في الفم وهي ثابتة تماما مثل الأسنان الطبيعية، ولا يمكن إزالتها ولا تتعرض لتغير لونها أو الكسر…. إلخ، ويمكن أن تكون تركيبة شاملة لكل الأسنان، ويمكن أن تكون تركيبة للجزء المكسور أو المخلوع فقط كضرس واحد. لكل طبيب أسنان تخصص كمجالات زراعة الأسنان والجراحة والجراحة التجميلية والتركيبات وهكذا، فليس كل طبيب أسنان متخصص في التركيبات المتحركة، وكذلك الفنيين المنوط بهم تصميم وتنفيذ التركيبة. لهذا اللجوء إلى طبيب غير متخصص في التركيبات المتحركة ينتج عنه تنفيذ تركيبة غير دقيقة ومظهرها سيء، الأمر الذي يترك انطباع للمريض بأن شكل فمه أثناء استخدام التركيبة المتحركة غير جميل فينفر منها.
تنفيذ التركيبات المتحركة قد يتم بشكل أكاديمي وعلمي وتخصصي إلى أدق التفاصيل، وقد يكون عشوائيا يعتمد على معلومات بسيطة أولية فقط، الأمر الذي يظهر في نتائج تنفيذ التركيبة وملائمتها لشكل الفم وشكلها الجمالي النهائي الذي يريده المريض.

هل التركيبات المتحركة مرتبطة بعمر أو سن معين؟

أوضحت “د. رجب” التركيبات المتحركة مناسبة لجميع الأعمار، بل على العكس هي مفيدة جدا في حالات الأطفال الذين يفقدون جزء من أسنانهم بالكسر أثناء اللعب مثلا، فالأسنان في الأعمار الأقل من خمس سنوات عبارة عن أسنان لبنية يصعب معها عمل التركيبات الثابتة، لذلك يتم اللجوء إلى التركيبات المتحركة المؤقتة لحين البلوغ، وتكون التركيبة المتحركة على قدر الأسنان المكسورة فقط وليس كل الأسنان.
وتعتبر التركيبات المتحركة الحل الأمثل والنهائي للأطفال، وخصوصا أن وجود أسنان الطفل كاملة وعدم وجود فراغات ناتجة عن الكسر يساعد الطفل في التلفظ بالكلمات بالشكل السليم، كذلك لا تتأثر حالته النفسية نتيجة وجود عيب في شكل أسنانه مقارنة بأصدقائه المحيطين به فلا يشعر بالحرج أو يهاب نظرات المحيطين به وسخريتهم. وهذا يعزز مدى ثبات التركيبات المتحركة داخل الفم، فالطفل ليس كالبالغ إذا لم تكن ثابتة في فمه لن يستطيع التعايش معها. وتفيد التركيبات المتحركة كذلك في حالات الحوادث التي قد يتعرض فيها المريض أي كان عمره لكسر في عظام الفكين، والذي يؤثر على شكل الفم نفسه وإزاحته للداخل مظهريا، فالتركيبات الثابتة هنا تعوض السنة المكسورة ولا تعوض العظم المفقود فيظل الشكل الجمالي الخارجي غير جيد، لكن التركيبات المتحركة تقوم بتعويض العظم بجانب تعويضها للأسنان المفقودة، مما يجعل شكل الفم من الخارج ومن الداخل أثناء الكلام والضحك طبيعي وكأن شيئا لم يكن. وهو الشيء المُفتقد في التركيبات الثابتة حيث أنها تعوض تآكل أو كسر العظام إلى حدود معينة، بعد هذه الحدود لا تؤدي وظيفة التعويض، لذا نلجأ إلى التركيبات المتحركة والتي تدعم تعويض العظام، وتنفذ بها الوظائف الحيوية اليومية كالأكل بشكل طبيعي جدا مثل الأسنان العادية.

لماذا يرفض أغلب الناس التركيبات المتحركة ويفضلون الثابتة؟

نظرا للتجارب والخبرات السابقة السيئة سواء الواقعية على الفرد نفسه أو عن طريق السمع أو رؤية شخص آخر بالعين مباشرة، وترجع هذه التجارب نتيجة لعدم اللجوء إلى الطبيب المتخصص في التركيبات المتحركة تحديدا، فتكون النتيجة تنفيذ تركيبة غير متوافقة مع شكل الفم وبخامات قليلة الجودة، في حين أن الطبيب المتخصص في التركيبات المتحركة دون غيرها من التخصصات يهتم بالجانب التقني العلاجي وبجانبه الشكل الجمالي، فتنفذ التركيبة من خامات عالية الجودة وبما يتناسب مع شكل الفم وأبعاده إلى أدق مدى.
حيث أن مقاسات الفم ومقاس كل سِنة وضرس على حده يؤثر في الشكل النهائي للتركيبة وملائمتها لفم المريض، فربع مليمتر زيادة أو نقص في مقاس الضرس يضر راحة المريض مع التركيبة نفسيا وفي الاستخدام اليومي العادي.

هل نضطر لإزالة الأسنان الأصلية كلها لوضع التركيبة المتحركة؟

لا يتم ذلك، حتى لا يصبح الضغط الناتج عن الوظائف الحيوية اليومية كالأكل والكلام كله على اللثة والتركيبة المتحركة، فيتم الإبقاء على أجزاء من الأسنان الأصلية لتوزيع الضغط الناتج على حسب طبيعة كل منطقة من مناطق الفم واللثة ومدى قدرتها واحتمالها على استيعاب الضغط، كما يتم تحضير مساند للتركيبة على الأسنان واللثة. ومن زاوية أخرى فإن عمل تركيبات ثابتة خصوصا للفم بالكامل قد تكون ذات تكلفة مادية أعلى على كثير من المرضى، لذا يتم اللجوء لعمل زراعتين أو أكثر ثابتة، ثُم تحميل التركيبة المتحركة على هذه الزراعات بمساند وهذه الزراعات بدورها محملة تماما على عظام الفكين فتعطيها قدرة على الإحتمال، وتُسهم هذه الطريقة في تقليل التكلفة المادية كثيرا.

ماذا يُفيد مرضى السكري والغدد التركيبات المتحركة أم الثابتة؟

وتابعت “د. داليا” يختلف مرضى السكري فيما بينهم، فالمرضى الذين ينضبط عندهم معدل السكر بشكل كبير يمكن اعتبارهم أشخاص عاديين ويتم التعامل معهم بالتركيبات الثابتة والمتحركة على حد سواء. أما المرضى الذي تترنح عندهم مستويات السكر في الدم ارتفاعا وهبوطا ولا يستطيعون السيطرة عليه وتثبيته عند حد معين فهؤلاء لا يمكن إجراء التركيبات الثابتة لهم نظرا للمعدل المرتفع لتآكل العظم عندهم، فعند استخدام التركيبات الثابتة معهم يحدث أن يتآكل العظم من أسفل التركيبة فنضطر لعمل تركيبة جديدة تراعي المقاييس الجديدة للعظم بعد تآكله، فالأفضل هو اللجوء إلى التركيبات المتحركة منذ البداية، نظرا لأن التركيبات المتحركة يتم تبطينها من الداخل جهة العظم، فإذا حدث تآكل للعظم يتم تبطينها مرة أخرى وهكذا حتى عشر مرات أي بمعدل عشر سنوات، فيظل الشكل الخارجي كما هو ولا يتأثر نهائيا بالتآكل الحاصل في العظام.
أما مرضى الأورام فلهم وضع مختلف، فقد يكون الورم السرطاني في الوجه أو الفك الأمر الذي يحدث معه تآكل الفك والأسنان وقد يصل إلى الجيوب الأنفية الموجودة فوق الفك إلى قاع العين بالأعلى، فمع إزالة هذا الورم السرطاني والتعافي منه نقوم بعمل تركيبات تعوض كل هذه الأجزاء المتآكلة داخل الفم وخارجه. ولتميز التركيبات المتحركة بتعويض العظام المتآكلة، يقوم المريض باستشارة طبيب متخصص في التركيبات المتحركة قبل البدء في إزالة الورم السرطاني لتحديد مقاسات الأجزاء المتآكلة وعمل التركيبة المناسبة، ويكون طبيب التركيبات جزء من فريق عمل الجراح المسئول عن إزالة الورم السرطاني داخل غرفة العمليات، حيث يقوم الجراح بإزالة الورم وفي نفس الوقت يقوم طبيب التركيبات بتركيب التركيبات المُنفذة مسبقا، فيخرج المريض من جراحة الورم السرطاني ولديه كل الأجزاء المتآكلة سابقا كسقف الحلق والفك وعظام الوجه…إلخ مما يساعده على الكلام والأكل والشرب وباقي الوظائف الحيوية مبدئيا. وتتبقي له تعويض الأسنان التي تآكلت ويتم تنفيذها وتركيبها في الفم بعد ثلاثة أسابيع من التعافي من جراحة الورم السرطاني ولا يستحب تركيبها بعد الجراحة مباشرة منعا لحدوث أي ضغط على الجرح الناتج عن جراحة الورم السرطاني، فيُنتظر حتى التعافي والشفاء من هذا الجرح ثم نقوم بتركيبات الأسنان.
وقد تكون التركيبة المتحركة لأسنان مريض الأورام مؤقتة لمدة ثلاثة أشهر فقط، نظرا لأن الجرح الناتج عن العملية الجراحية أثناء الإلتئام يبني أنسجة جديدة بشكل معين، لذا نستخدم التركيبة المؤقتة إنتظارا لإلتئام الجرح كاملا وأخذ الشكل النهائي للغلق. ثم نأخذ المقاسات الجديدة الناتجة عن هذا الوضع النهائي وتُنفذ تركيبة متحركة جديدة بالمقاسات الجديدة، وهي التركيبة النهائية التي سيستخدمها المريض إلى آخر العمر.

هل تركيب سنة واحدة يجعلها مختلفة الشكل واللون عن الأسنان الأخرى؟

الطرق التقليدية القديمة والتي كانت تعطي مظهر خارجي سيء كسِنة بلاستيكية مثبتة بأجزاء حديدية وهكذا أصبحت غير مستخدمة نهائيا الآن، أما التركيبات الجديدة أصبحت تأخذ لون الأسنان ولون اللثة، حتى بالنسبة للهيكل المعدني المُثبت للسنة أصبح لونه الآن إما نفس لون الأسنان أو اللثة بكل درجات الألوان. وأصبحت الخامات الجديدة لا يتغير لونها نهائيا مع الاستخدام. لأن الخامات القديمة كانت تحتوي على (البروزوتي) وهي مادة مسامية تخزن وتتشرب كل شيء حتى البكتيريا وبقايا الأكل. أما الخامات الجديدة ملساء تماما ولا يستطيع اختراقها أي شيء وأية أوساخ أو بقايا طعام وتتواجد على السطح فقط مما يسهل تنظيفها وعودتها لما كانت عليه.

أضف تعليق

error: