ما هي أعراض وعلاج مرض الزهايمر

تمت الكتابة بواسطة:

صورة , مرض الزهايمر , الشيخوخة
مرض الزهايمر

ما هو مرض الزهايمر؟

قالت “د. أميرة عبد الرازق” أخصائية نفسية وتربوية. مرض الزهايمر هو مرض يصيب أجزاء المخ، حيث يبدأ في الإنتشار في خلايا الدماغ تدريجيًا. ويبدأ عادة بفقدان الذاكرة المؤقتة، حيث يبدأ المريض في نسيان المعلومات البسيطة اليومية مثل الأسماء والمواعيد وأرقام التليفونات والعادات اليومية التي يقوم بها وأماكن الأشياء. وعند هذه المرحلة لا يتم تشخيص المرض على أنه الزهايمر، لأنها قد تكون أعراض شائعة عند الكثير من الناس.

ثم يبدأ المرض في التطور والتأثير الأكبر على أجزاء المخ، وبالتالي تتطور معه الأعراض فتظهر علامات التشوش في التفكير، مع عدم القدرة على تجميع الأفكار، وعدم القدرة على تعلم مهارات جديدة، ونسيان كل المهارت التي تم تعلمها على مدار الحياة.

ثم يؤثر المرض على مراكز الكلام والتعبير في المخ، فعندما يريد المريض التحدث أو وصف موضوع ما لا يجد الكلام المناسب للتعبير عن هذا الموضوع ووصفه. وبعدها تتطور أعراض المرض أكثر فأكثر، وتبدأ في الظهور على الإنفعالات، فتبدأ ظهور العصبية المفرطة على المريض، مع عدم الإتزان النفسي، ويبدأ المريض في المعاناة من رؤية الهلاوس والتخيلات التي لم تحدث واقعيًا.

والمرحلة الأخيرة من تطور المرض هي بدء التأثير على الذاكرة الدائمة للمريض، فيبدأ في نسيان كل تفاصيل ذكرياته الحياتية، وكل المحيطين به بمن فيهم أسرته وأولاده وأصدقائه.

ويُصاحب هذه المرحلة تأثير المرض على جميع حواس المريض، وبالتدريج يبدأ التأثير على أجهزة جسمه الداخلية كلها، إلى أن تحدث الوفاة.

هل يمكن تقسيم مرض الزهايمر من حيث الشدة بين ضعيف ووسط وشديد؟

تابعت “د. عبد الرازق” كما سبق وأن ذكرنا يبدأ الزهايمر بأعراض ضعيفة ومحدودة في شدتها، ثم ما يلبث أن يتطور المرض إلى المراحل الأشد خطورة وهكذا إلى الوفاة.

لأن آلية إنتشار مرض الزهايمر هي عبارة عن تكوين جزيئات بروتينية على خلايا المخ، وبالتدريج تبدأ هذه الجزيئات في الإنتشار والإتساع لتشمل كامل الخلايا المُخية.

فطالما ظهر المرض سيبدأ ضعيفًا، وحتمًا سيتطور إلى المراحل الأشد والأصعب منه، إلا أن هذا التطور لا يتم بين عشية وضحاها، بل يأخذ فترات زمنية طويلة.

لماذا سُمي الزهايمر بهذا الاسم؟

سُمي هذا المرض تعويلًا على عالِم المخ والأعصاب الألماني أليسيوس الزهايمر. حيث أنه في عام 1901 م كان يُباشر حالة مريضة تعاني من النسيان ومشكلات في الذاكرة، فَشَخَّص حالتها في البداية بحالة من فقدان الذاكرة، لكن لاحظ عليها بتقدم فترة العلاج ظهور الهلاوس وعدم الإتزان الإنفعالي مع عدم القدرة على الكلام والحركة، إلى أن تُوفِيت المريضة عام 1906 م. وحينها طلب من أهالي المريضة أن يقوم بتشريح مخها بعد وفاتها، وعند التشريح اكتشف الضمور الهائل في حجم المخ، والذي وصل حجمه إلى نصف حجم المخ الطبيعي، ومن ثَم أقر بهذا المرض الجديد الذي لا يندرج تحت فقدان الذاكرة.

فقام عام 1907 م بدعوة العديد من الأطباء النفسيين وأطباء المخ والأعصاب إلى مؤتمر كبير للبحث ووضع الأعراض التي يتم تشخيص هذا المرض الجديد من خلالها، وكذلك البحث في أسباب الإصابة به، وبالتالي البحث في طرق علاجه. وكانت هذه هي الشرارة الأولى في الإنطلاق نحو التعرف على مرض الزهايمر وأسبابه وعلاجه.

هل يرتبط مرض الزهايمر بفئة عُمرية معينة؟

أوضحت “د. عبد الرازق” الشائع أن مرض الزهايمر ينتشر عند كبار السن، لكن في الحالات الجينية الوراثية يكون المرض موجود من سن الأربعين، ولكن لا تظهر أعراضه وبالتالي تشخيصه إلا بعد سن الستين. وعليه يمكن القول بأن مرض الزهايمر لا يظهر إلا وقت الشيخوخة، وأنه كلما تقدم الإنسان في العمر، كلما زادت فرص ظهور علامات وأعراض المرض.

هل يمكن تفادي وراثة مرض الزهايمر بالتمارين العقلية وتمارين الذاكرة؟

إذا كان للأسرة تاريخ مَرَضِي وراثي مع مرض الزهايمر توجد وسائل وإجراءات قد تُجدي نوعًا ما في الوقاية من الإصابة به، وإن كانت هذه الوسائل والإجراءات غير قاطعة الدليل على عدم الإصابة بالزهايمر.

من أبرز تلك الإجراءات تقوية وتمرين الذاكرة والمخ على العمل بإستمرار، مع عدم الإستهانة بالرعاية النفسية لكبار السن بشكل عام وخاصةً المنحدرين من أُسر لها تاريخ طبي مع المرض. لأن الإصابة بمرض الزهايمر ترجع في جزء كبير منها إلى الأسباب النفسية والمعنوية، فبعد أن كان المريض صاحب دور إجتماعي وفعال في محيطه، ويمتلك العديد من الأصدقاء والأصحاب، أصبح مُهمش وصاحب رأي غير مسموع ولا أحد يهتم بما يقوله أو يفعله، فتتدمر نفسيته إلى حد بعيد.

لذلك تستوجب الوقاية من الإصابة بمرض الزهايمر مراعاة الجانب النفسي والشعوري لكبير السن، وأن يظل دومًا في بؤرة إهتمام المحيطين به، وأن تظل له حياته الإجتماعية وعلاقاته الأُسرية، وأن يظل بإستمرار صاحب أنشطة إجتماعية لا يتوقف عن ممارستها.

كيف نُفرق بين أعراض مرض الزهايمر وأعراض الشيخوخة الطبيعية؟

من المعلوم أن مع التقدم في العمر تقل كفاءة أجهزة الجسم بالكامل، لكن يمكننا من خلال مثال بسيط توضيح الفارق بين النسيان العادي وبين الزهايمر. فمثلًا في حالة الإصابة بالنسيان العادي يمكن للمريض أن ينسى مكان القلم أو ينسى رقم تليفون معين، لكن مريض الزهايمر ينسى كل التفاصيل فينسى كيف وفيما يُستخدم هذا القلم أصلًا وينسى الشخص صاحب رقم التليفون وكيف نستخدم هذا الرقم في الوصول لصاحبه.

فأعراض النسيان عند مريض الزهايمر تكون أقوى، كما يبدأ المريض في نسيان ماهية الأشياء من البداية.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: