ماذا يسعد الأم في عيدها

صورة , عيد الأم , الأم , كلمات , رسائل

في عيد الأم وفي غيره من الأيام جميعنا يحرص على تقديم أجمل وأقيم الهدايا للأمهات، بل يتنافس الأخوة في ذلك، ظانين أن سعادة الأم تنحصر في تلقي هدية، ولكن ما يجب معرفته جيدًا هو أن الهدية وإن كانت تسعد الأمهات إلا أنها سعادةً لحظيةً وعابرة، فسعادة الأمهات ترتبط بأمور أخرى أسمي وأعمق من كل المظاهر والماديات الملموسة.

فحين تصبح الأم أما يتغير مفهومها عن السعادة وتتغير مثيرات الفرحة والرضا بداخلها، فبعض الرفاهيات كالطعام والشراب والملبس والمظهر تصبح مسببات ثانوية للسعادة، وهنا سنستعرض معا أهم ما يسعد الأمهات ويكون سببًا في الاستبشار والرضا والبسمة التي تعلو الثغر، والبهاء الذي يضيئ قسمات الوجه ويجعله يشع بهجة ليس في عيد الأم فقط بل في حياتها.

ما هي مفاتيح السعادة للأمهات

لنتفق أن الأمومة تجعل سعادة الأم وشقائها وتعبها وراحتها جميعًا تدور في فلك أبنائها وفلذات كبدها، وتتصل بهم من قريب أو بعيد، ولا عجب فإن خارطة الاهتمامات عامة تتغير وتتبدل ملامحها بعد أن يصبح في الحياة ابن أو ابنة، وهنا سنتعرف على سعادة الأم ودواعي سرورها ورضاها ولعل على رأسها ما يلي:

صحة الأبناء وسلامتهم: حين تنظر الأم حولها فتجد أبنائها بسلام وعافية، أصحاء أسوياء ليس هناك ما يشعرهم بوجود خلل أو نقص وليس ثمة ما يؤلمهم، وحين تلمس صحتهم في حركاتهم الفرحة المنطلقة وسكناتهم الهادئة، ونومهم المنتظم العميق، تشعر كأن كنوز الدنيا جمعت بين يديها، وهذا يهون عليها الكثير من المتاعب والمشقات والضغوطات، وانطلاقا من وعينا بمكامن سعادة الأمهات فنوجه دعوة لكل انسان قادر على مساعدة طفل مريض أو التخفيف من ألمه ومتاعبه أن يبادر ولا يتأخر فتخفيف ألم الأبناء هو سر سعادة الأمهات.

استقامة دينهم: لا تحقق راحة الأم ولا تكتمل رسالتها بحماية الأبناء من مخاطر الحياة وأزماتها ومهالكها فحسب بل حمايتهم من سوء المصير ومن غضب الله، فمن صميم رسالتها أن تحسن تعليمهم وتقويم دينهم وتعلمهم ما يحل لهم وما يحرم عليهم، وتعدهم على مفاهيم الإخلاص لله والمراقبة في السر والعلن، فحين تتفقد الأم أحوال أبنائها فتجدهم حيث أمروا وتفتقدهم حيث نهوا، فإن قلبها يطمئن وسعادتها ورضاها عن نفسها تكتملان.

سلامة خلق الأبناء وطباعهم: سلامة الخلق والطباع مظنة الحياة الطيبة والعلاقات السوية، والصحبة الصالحة، وهذه أمور نحتاجها في حياتنا لتقوى بها أنفسنا ونستطيع مواجهة الحياة، وهذا مما يريح قلب الأم ويسعدها أيضًا.

تحقيق التفوق في دراستهم: قدرنا أن يرتبط نجاحنا وإخفاقنا بالدراسة وما نحقق فيه من التقدم، لذا فإن من أغلى أحلام كل أم أن تجد أبنائها متفوقين ومجتهدين، فيطمئن قلبها إلى قدرتهم على تحقيق مستقبل أفضل وأكثر رفاهية، بل تفرح بهم وتفخر جدًا بتفوقهم.

تحقيق النجاح في حياتهم العملية: النجاح في الدراسة يسعد الأم أيما سعادة ويجعلها فخورة بأبنائها راضية عنهم، ولكن النجاح العلمي والدراسة ليس وحده ما يسعد الأم وليس وحده ما تتطلبه الحياة السعيدة، فتكتمل فرحة الأم حين تجد ابنائها قد نجحوا في تحقيق أحلامهم وتبوأوا أفضل المناصب الوظيفية، وحققوا الراحة المادية والأسرية.

تحقيق الاستقرار: تحقيق لاستقرار النفسي والأسري من أهم ما يسعد الأم ويثلج صدرها، فحين ترى ابنها زوجًا جيدًا وأبًا جيدًا أو ترى في ابنتها الزوجة والأم الصالحة تشعر أن جهودها قد أتت ثمارها، وأن ما علمته لهم من الخبرات والتوجيهات حققت أفضل نتائجها، وأفلحت.

تقدير جهود الأم: من أهم أسباب السعادة ودواعي السرور أن يحسن الأبناء تقدير جهد الأم، ويعلموا ان نجاحهم وصلاحهم ما كان ليتحقق لولا فضلها، وتعبها وما بذلته من الأيام والليالي في التعليم والتربية والتقويم، فسعادة الأم تتوج بأبناء معترفين بالجميل لا يعرفون النكران ولا يعرفهم.

ختامًا

أتمنى أن نعيد النظر في طريقتنا في محاولة إسعاد أمهاتنا، ولنعلم جيدًا ما يرضيهن ويجبر خاطرهن، أمهاتنا لا ينتظرن منا هدايا بقدر ما ينتظرن منا التقدير الحقيقي والنجاح المبهر، فلكل من يهمه إسعاد أمه وأبيه أقول: اعلم أن سعادتها تزيد وتسموا كلما تغيرت للأفضل وكلما صرت أحسن، تعلم وقوم نفسك وتعامل مع واقعك بذكاء، اجتهد لتكون ابنا يفخر به أبويه، يفخرون بعلمه وحسن خلقه وحسن ذكره بين الناس، فحينها تقدم لأمك أجمل وأقيم الهدايا.

أضف تعليق

error: