ماذا عن الذاكرة وكيفية تحسينها

ما هي القدرات الذهنية للإنسان؟

استهل الاستاذ علي الحربي – مدرب تطوير الذات، حديثه عن الذاكرة وقال، عدد الخلايا الذهنية في دماغ الإنسان خمسمائة مليار خلية في دماغ كل إنسان، وكل خلية تحتوي على خمسة وعشرين ألف رابط، وكل معلومة تتضح أمام الإنسان تُخزن على هذه الروابط، أي بمعنى آخر أن الخلية الواحدة قادرة على إستيعاب خمسة وعشرين ألف معلومة. وهذا هو تجلي لقدرة الخالق سبحانه وتعالى في خلقه للإنسان.

بالرغم من القدرة الهائلة لذاكرة الإنسان، لماذا نُصاب بالنسيان وخصوصًا عند التقدم في السن؟

من أكثر أسباب نشاط الذاكرة هو ارتياح الدماغ، والأصل في الإصابة بالنسيان ليس الذاكرة بذاتها وإنما إستخدام هذه الذاكرة.

وعلى سبيل المثال يستخدم الفرد جهاز التليفون المحمول الذكي لمدة لا تقل عن عامين في العادة، وعلى الرغم من طول المدة والتَمكّن من إستخدام الجهاز والدراية الكاملة بخصائص التليفون وإمكانياته إلا أنه لا يستخدم أكثر من 10% من الإمكانيات والقدرات المتاحة لهذا الهاتف المحمول. كذلك الحال للعقل البشري، حيث يتمتع بالذكاء الشديد والقدرات التَذَكُرية العالية إلا أننا نُسيء إستخدامها.

وإعمالًا للأبحاث العلمية الحديثة في هذا الموضوع يتضح لنا أن العقل البشري ينقسم إلى الفِص الأيمن والفِص الأيسر، وغالبًا ما يستخدم الرجال الفِص الأيسر أكثر من الأيمن، وهو ما يتم عكسه عند النساء حيث يستخدمن الأيمن أكثر من الأيسر.

والطاقة الإستيعابية للفِص الأيسر من خمس إلى تسع معلومات في المرة الواحدة، بينما الأيمن يستوعب مليوني معلومة، لذلك عادة ما يُركز الرجال ذهنيًا على موضوع واحد أو مهمة عقلية واحدة فقط ثم التفكير في التي تليهم، أما النساء لديهن القدرة على التحدث والعمل والتفكير في أكثر من موضوع ومهمة في نفس الوقت، فتجد المرأة تتحدث وتطبخ ووتابع برنامج تليفزيوني وتهتم بطفلها في نفس الوقت.

ومن الأدلة العملية على هذه الفرضية – والتي يقع فيها جميع الرجال – حين تُبلغك زوجتك وأنت خارج من باب المنزل بإحضار خمسة أشياء من البقال مثلًا وبمجرد وصولك إليه تجد أنك قد نسيت شيء أو أكثر مما أُبلغت به، والمِعول هنا هو الإستخدام الصحيح والجانب الصحيح من العقل البشري.

ونُضيف إلى ما سبق سببًا آخر للنسيان وعدم القدرة على التذكر وهو القاعدة الذهنية الرئيسية للبشر والتي تقول: “الحاجة والإهتمام هما الحافز الذي يحول الإنتباه إلى تركيز، فيحدث التخزين ومن ثَم الإسترجاع”، أي أن الإهتمام بالشخص  المُتحدث يجعلنا نأخذ كل معلومة ينطق بها بتركيز، وبالتالي حفظها في الذاكرة، أما الكلام الصادر عن الأشخاص الذين لا نوليهم إهتمامنا سننتبه لما يقولون من باب المجاملة لكن لن نُركز بالشكل المطلوب فيما يقولون، فلا يتم تخزينه بالذاكرة لعدم إهتمامنا بهم أو عدم حاجتنا للمعلومات التي يسردونها.

ما أسباب النسيان المتكرر للأمور الشخصية اليومية البسيطة؟

تابع “الحربي”، تغول شعور النسيان وتحدث الشخص مع نفسه دائمًا ولومها على نسيانه، سيؤدي حتمًا إلى إصابته بالنسيان الدوري لأبسط الأمور، لذلك وجب على الإنسان عدم تعنيف نفسه وذاته لمجرد تكرار نسيانه وترك أغراضه الشخصية مثل الهاتف المحمول أو المفاتيح في أماكن متفرقة. بل عليه أن يعلم أن الضغوط النفسية والحياتية والعملية وإنشغال فكره بأمر ما هي الأسباب لتكرار النسيان لمثل هذه المتعلقات، وأنه حيثما انكشفت وتبددت هذه الضغوط ستعود ذاكرته للعمل بطبيعتها وإيجابيتها.

هل يمكن تدريب الذاكرة ؟

توجد العديد من التدريبات التي تُساهم في تحسين الذاكرة، ومن هذه التدريبات على سبيل المثال لا الحصر تطبيق (شُعلة) وهو تطبيق متاح على الهواتف الذكية، حيث يعمل هذا التطبيق على تطوير وتنمية مهارات التفكير لدى الإنسان بصورة صحيحة وخفيفة على النفس البشرية، وتجذب الأطفال كذلك، فنجد مثلًا في التطبيق قطرات ماء تنزل وبكل قطرة عملية حسابية وجب عليك حلها قبل اصطدام القطرة بالأرض، الأمر الذي ينشط الذاكرة والتفكير ويزيده سرعة.