قبل أن تبدأ مشروعك.. حدد رغبتك

قبل أن تبدأ مشروعك.. حدد رغبتك

مع انتشار عدوى الثورات والحروب والانهيارات المالية تمر غالبية الدول العربية بظروف اقتصادية صعبة إلى حد ما، وهو ما يجعلنا نعتقد أن الوقت غير مناسب لإطلاق مشاريع جديدة، وفي الواقع يؤكد الخبراء أن أفضل الأوقات لإطلاق المشروعات هي وسط الظروف الاقتصادية الصعبة السائدة، فلا يوجد إطلاقاً وقت سيء لبداية مشروع، ففي الوقت الذي يتردد غالبية الناس تبقى فرصة أكبر لمشروعك كي يبرز في السوق، إضافة إلى استفادتك من الحصول على المعدات اللازمة لمشروعك بأسعار رخيصة نسبياً نظراً للظروف السائدة.

وأول مرحلة في إنشاء المشروع هي مرحلة الفكرة الأولية لدى صاحب المشروع، حيث يرغب العديد من الأشخاص بإنشاء أعمالهم الخاصة، إلا أنهم يجهلون الخطوات اللازمة لذلك، وما عليك فعله أولاً هو تحديد رغبتك الأساسية.

الخوف من النجاح

كل شخص يملك عقبة معينة تجعله يتردد في بدء مشروعه، وتتركز في الأغلب حول الخوف من المجهول، أو الخوف من الفشل، وقد يكون حتى الخوف من النجاح، وهناك خوف آخر نابع من اعتقاد الناس السائد بأن أي مشروع جديد يجب أن يكون شيئاً مميزاً لم يسبقهم أحد به، أو اختراع جديد أو خدمة فريدة من نوعها.

إلا أن هذا الأمر حقيقة يعتبر مضيعة للوقت، وبدلاً من محاولة اختراع أمر جديد فيجب أن يكون السؤال الذي يدور في رأس صاحب المشروع: كيف يمكنني تطوير هذا المنتج؟ أو كيف يمكنني تحسينه أو كيف أقدم هذه الخدمة بشكل مختلف عن الآخرين؟ أو هل هناك سوق شاغر بحاجة لهذه النوعية من الخدمات؟ الخ.

⇐ وهنا: كيف تبدأ مشروع جديد

اكتب ما تُحِب وما تكره

في البداية اكتب على ورقة قائمة تتضمن 5-7 أشياء تحب عملها، أو تتقنها من الأمور الشخصية، قد تتضمن القائمة على سبيل المثال (أحب التواصل مع الناس، أحب الأطفال، أحب القراءة، أحب أجهزة الحاسوب، أحب الأرقام، أتقن التوصل لأفكار في التسويق، أتقن معالجة المشاكل). اكتب أي شيء يخطر على بالك، وليس بالضرورة أن يكون له معنى، ثم قم بترقيم الأمور التي كتبتها.

على الجانب الآخر من الورقة اكتب الأشياء التي لا تتقن عملها، أو التي تكرهها، فقد تكون على سبيل المثال خلاقاً في مجال الأفكار التسويقية، لكنك تكره التعامل مع الناس، أو لا تحب الأطفال، أو تخشى الحديث أمام جموع الناس، أو لا تريد السفر. وبعد أن تنتهي من تدوين هذه الأفكار، اسأل نفسك: إذا كان هناك 3-5 خدمات أو منتجات ستسهل حياتي وتجعلني سعيداً أكثر، ما هي؟! وهذا السؤال شخصي بصفتك رجل، امرأة، زوج، أم، جد… الخ.

⇐ طالع أيضًا: مشروعات بلا قروض.. الطريقة المُثلى للنهوض

استلهم فكرتك ممن حولك

اطرح نفس الأسئلة على نفسك على الصعيد العملي، حدد الأشياء التي تحبها وتكرهها، وأخيراً اسأل نفسك لماذا تريد أن تبدأ مشروعك الخاص؟ ثم اسأل نفسك إذا كان هناك حاجة في السوق لإنشاء مشروع من الأمور التي تحبها وتتقن القيام بها.

يمكنك استلهام أفكار مشروعك من المشاكل التي تمر بها ونقص الخدمات الذي تعاني منه، مما يدفعك لبدء مشروع يوفر هذه الخدمات. استمع للأمور التي تزعجك، ولا تفعل كالأغلبية (التذمر وعدم فعل شيء حيال الأمر)، إنما خذ خطوة وابدأ مشروعك الخاص الذي سيسهل لك ولغيرك الحياة ويحل كثيراً من المشاكل، كما يمكنك استلهام الأفكار من الإصغاء لمشاكل الناس حولك (زملائك، أهلك، أقاربك، أصدقائك)..الخ

لا يمكنك الاكتفاء بالفكرة التي تملكها في ذهنك، إنما عليك تخصيص هذه الفكرة العامة كي تتفق مع المجتمع الذي تعيش فيه، ومن أكثر الوسائل التي تحدد ما إذا كانت فكرتك ستنجح أم لا هي مناقشة الفكرة مع معارفك، وأخذ أرائهم، ولا تخشَ سرقة أفكارك، قم بمناقشة الأطر العامة فقط، ولا داعي لأن تخوض في التفاصيل معهم.

المثابرة

بعد أن تحدد جدوى الفكرة التي تدور في ذهنك حول مشروعك الأول، عليك أن تدرك بأن بدء المشروع ليست عملية سهلة، إنما ليست بالتعقيد الذي يصوره كثير من الناس. فبدء أي مشروع هو عبارة عن خطوات تدريجية، والخطوة الأولى هي أن تحدد ما الذي تريده، ثم خذ أراء الناس بشأن فكرتك، واطرح عليهم سؤال “هل ستشتري أو تستخدم هذا المنتج أو هذه الخدمة؟ وكم ستدفع لقاء ذلك؟”

عليك أن تدرك أنك لن تلقى الكثير من التشجيع في أول مشروع لك، بل على العكس قد تلقى الكثير من الإحباط والتخويف، وسينصحك البعض بأن تكون واقعياً، وسيحسدك آخرون على جرأتك، وسيبدي البعض استيائهم من جديتك في القيام بهذه الخطوة، ولكن لا تسمح لأي من هذه المثبطات بإحباطك وثنيك عن رحلتك قبل أن تبدأها.

و في الواقع فإن أهم نصيحة عليك حفظها جيداً لدى إنشاء مشروعك تتلخص في كلمة واحدة: المثابرة، إذ عليك أن تتوقع حجم الرفض الذي ستلقاه، ولا تأخذ الأمر بشكل شخصي، وعليك أن تتخطى الرفض وتبقى مثابراً حتى تحصل على القبول.

⇐ وهنا تجِد: 8 خطوات لتسويق مبهر بتكلفة بسيطة

مخاطرة محسوبة

ومن أكثر الأمور التي سيتم تحذيرك منها هي المخاطرة، إنما السؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي لا يعتبر مخاطرة في هذه الحياة؟! عدا عن أن هناك فرقاً كبيراً بين المخاطرات الحمقاء والمخاطرات المحسوبة، فطالما أنك لا تتردد في طلب المساعدة وطرح الأسئلة فتأكد بأنك في مخاطرة محسوبة نوعاً ما.

و لا يمكنك السماح للخوف من المخاطرة بثنيك عن المضي قدماً في مشروعك، اسأل نفسك: “ما الذي أخاطر به في هذا المشروع؟” ما الأمور التي ستخسرها إذا فشل مشروعك؟ لا تخاطر بالأمور التي لا تتحمل خسارتها، على سبيل المثال لا تخاطر ببيتك، أو عائلتك، أو صحتك. ثم اسأل نفسك: “إذا فشل هذا المشروع، فهل سيكون وضعي أسوأ من وضعي الحالي؟” إذا كان ما ستخاطر به هو بعض الوقت والمال والطاقة، فإن مشروعك حتماً يستحق هذه المخاطرة

تحديد ما تريده هي الخطوة الأولى لبدء أي مشروع، يتبعها الكثير من العمل والبحث والتخطيط. ولكن المهم أن لا تتردد، وتبادر لتنفيذ المشروع الذي تريده بلا أي تأجيل.

أضف تعليق

error: